|
عرار: عرار:صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية أبوظبي، كتاب جديد في طبعة أولى للشاعر الأردني محمد تركي حجازي تحت عنوان "نقوش على نافذة الروح"، وقد سبق للشاعر أن شارك بجدارة في مسابقة "أمير الشعراء" في دورتها الرابعة، حيث حصل على المركز الخامس. ويحمل الكتاب الذي يقع في 108 صفحة من القطع المتوسط 20 قصيدة تراوحت ما بين غزلية ووطنية، نصوص شعرية طفحت بالجمال، وخاط في كل قصيدة عباءة شعره بنفسه، ثم حَبَك أبهى المعاني، ورسم أدق تفاصيل الصور، فالكلام أنيق، والمعاني مشغولة بإحكام، والصور ملتقطة بإتقان، منها ما خاض في العقل والرؤى، ومنها ما ذهب وراء العاطفة، لكن القصائد بمجملها متميزة. ومن عناوين هذا الديوان "في ظلال الأمير"، "أجمل الناس"، "دعوة للانتقاء"، "مقامات شاعر"، "فرح لنبتة الحزن"، "معراج البوح"، "فاكهة الوهم"، "غيبوبة البعث" و"نقوش على نافذة الحزن"، وغيرها الكثير من القصائد التي يلعب بها الشاعر لعبة الحداثية حيث الإبهام في القصيدة، والإحالة في التعبير، أما الإبهام في التعبير فيبدأ من عنوان القصيدة أحياناً وهي حيل حداثية طريفة، تضج بشعرية حلوة. الصورة العامة لهذا النص مكثفة، ومنسوجة على منوال شعري شفاف، فلغة حجازي غاية في الإيحاء، ونسجه غاية في الشعرية، وشعريته غاية في الطفوح، وطفوحه فاض به النهر الإبداعي فأمرع وأثمر في التلاع والهضاب، وكأن هذا الوطن الشقي أيقونة لأسطورة صخرة سيزيف، يريد أن يفلت من الشقاء والعناء فلا يستطيع. وأجمل ما في قصائد حجازي هو التجدد، حيث يكون الشاعر كطائر الفينيق الذي يولد من رماده ومن موته، ليتجدد وليحلق، فهو يريد لغة غريبة تتنفس بل لغة تحلق في السماء، فالصورة الشعرية تمثل إصرار الشاعر على عدم الاستسلام، وهذا مهم جداً، كما أن لديه نسجاً شعرياً ينثال عليك كما ينثال القطر على قصيبات الأرض فيمرع زهراً ضواعاً. لغة حجازي لغةً حقيـقةً تحفـر حفـراً على الصورة، إضـافةً إلى سلاسة شعره، وتدفُّقهِ ، وديمومته، وقدرتـه على خلق علائق بين ما هـو شعري وما هو فكري، وهذا الجدل الذي يتم عند حجازي في قصائده يتم في الزمن الشعري، والنفسي لشاعر مهمـوم بهموم الأمّة بـدءاً ببـزوغ الرّسـالةِ السـماويةِ وما أتت بهِ من نورٍ للبشرية، ومروراً بهموم أُمَّتـنا العربية الإسـلامية عبر التاريخ، وانتهاء بهمومنا المعاصرة، ويرتقي شعر حجازي في صياغة الراهن صياغة إبـداعية مع المحافظة على سـعة التأمل من خلال صوره الشـعرية المتراكمة. وتعتبر أكاديمية الشعر بأبوظبي الناشرة للديوان أول جهة أدبية متخصصة في الدراسات الأكاديمية للشعر العربي بشقيه الفصيح والنبطي وجاءت فكرة تأسيسها استكمالاً للاهتمام الذي توليه إمارة أبوظبي للأدب والثقافة بما في ذلك الشعر الذي يعد مرجعاً مهماً وأصيلاً في تاريخ العرب. وعملت الأكاديمية في برنامجها السنوي على النهوض بالأنشطة الثقافية المتعلقة بالحقل الشعري وتنظيم محاضرات وندوات بحثية وورش عمل أدبية بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين من مختلف دول العالم كما يتضمن البرنامج السنوي لأنشطة الأكاديمية إقامة الأمسيات الشعرية لمختلف التجارب من أنحاء الوطن العربي علاوة على اهتمامها بنشر الإصدارات الشعرية الإبداعية منها والعلمية. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 07-07-2014 04:26 صباحا
الزوار: 6398 التعليقات: 0
|