|
عرار: "الفنانة سميحة إيوب والفنانة سميرة أحمد والفنان مرعي الحليان موزة المزروعي في ضيافة المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة " الشارقة : الكاتب والإعلامي محمد ظاهر كيف للفن أن يرتقي بنفسه وهو يُحلِّق خارج السرب، يغرد وحيداً بلا هدف ولا مضمون، وهل الصورة التي تعكسها الدراما العربية للمجتمع العربي صحيحة، وإلى أي مدى أتقن التاجر والمعلن الصنعة الدرامية، ليصبحا هما المتحكمين في الدراما اليوم؟.. تساؤلات كثيرة فجرتها ندوة الدراما العربية التي نظمها المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة صباح أمس، واحتضنتها قاعة المؤتمرات بقصر الثقافة، وتحدث فيها أقطاب الفن وأعلام المسرح والدراما، ليكون لقاءً ثقافياً حضارياً فنياً وفكرياً من الدرجة الأولى. مشاركة كل من : الفنانة سميحة أيوب، بفناني الإمارات، سميرة أحمد وموزة المزروعي ومرعي الحليان، وأدارت الندوة الروائية فتحية النمر، التي سخرت وعيها الأدبي في تقديم معلومات واستنتاجات أثرت الحوار، مؤكدة أن الدراما تتأرجح العربية في ظل تداخل المفاهيم والمعايير، وفي وسط مجتمع مشوش، أصبح كل من فيه يرقص على صفيح ساخن الفنانة سميحة إيوب :. «الفن لا يعبر عن أي واقع، لا سياسي ولا اجتماعي ولا تربوي» هكذا بدأت سميحة أيوب حديثها، لافتة إلى أن الدراما اليوم لا تعكس سوى العنف والبلطجة، وأن الشاشة مملوءة على آخرها بالدماء، فلا وجود للعائلة والحياة والأمومة بكل جمالياتها. وذكرت أن الفن أرقى مما يقدم بكثير، وأنه رسالة يجب تسخيرها بهدف الارتقاء بالإنسان، إلا أن ما تعرضه الشاشات، لا علاقة له بذلك لا من قريب ولا من بعيد، مشيرة إلى أن رأس المال أفسد كل شيء، فالتفكير أصبح منصباً على الأرباح، وليس على جودة العمل، وهو ما يعد مأساة حقيقية. وانتقدت أيوب صورة المرأة في الدراما العربية، لافتة إلى أنها ليست الصورة الحقيقية، متسائلة: لماذا لا نراها إلا متسلطة أو مضطهدة، وأين هي الأم الحقيقية التي تحمل رسالة تربية جيل واعٍ، وأين هي الأم الفلسطينية بصبرها وبطولاتها وتضحياتها، والأم التي فقدت أبناءها وسط الحروب؟. د. موزة المزروعي: وبدأت موزة المزروعي حديثها قائلة: «الدراما اليوم في عالم، ونحن في عالم آخر»، لافتة إلى أنها لا تعبر عن الواقع، واسترجعت بذاكرتها الأعمال القديمة، مشيرة إلى أن الجمهور كان ينتظرها بلهفة، ووصفت ما تعرضه الشاشات اليوم بـ «الأعمال المسلوقة»، مؤكدة أن شركات الإنتاج تتسابق على تقديم أعمال هابطة، وأن كل من هب ودب أصبح قادراً على إنتاج دراما. وتحدثت المزروعي عن معاناة الممثل الإماراتي، لافتة إلى أنه لا يحصل على التقدير كغيره، كما أشارت إلى أن المرأة في الإمارات، حققت نجاحات كبيرة، إلا أن الدراما لم توصلها بالشكل الحقيقي كما هو على أرض الواقع. الفنانة سميرة أحمد : وعي كبير وهَمٌّ أكبر ظهرا في حديث الفنانة سميرة أحمد، لنستشعر حسرتها على وضع الفن اليوم، إذ ذكرت أن مشكلة الدراما الأساسية، لا تكمن في الفنان أو الكاتب، بل في العقول التي توجه الدراما، وقالت: أتحدى أن تكون هناك استراتيجيات حقيقية للفن بخصوص الدراما، فالمسألة تحولت إلى ربح، ولم يعد أحد يلتفت إلى المخرجين والفنانين الحقيقيين، رغم أن الساحة الفنية في الإمارات والخليج الوطن العربي، مليئة بأصحاب الإبداعات المتميزة. وأكدت سميرة أحمد، أهمية دور المتلقي، لافتة إلى أن من حقه رفض ما تعرضه الشاشات، وتوصيل صوته إلى أصحاب القرار، ومشيرة إلى أن الأمر بحاجة إلى توعية، فالأعداء لا يقتصرون على رفقاء السوء، بل أصبح التلفزيون اليوم واحداً من ألد الأعداء، وهو يعيش في قلب المنزل. وأكدت أن المرأة اليوم، ساهمت في تحويل نفسها إلى سلعة يستغلها الإعلام لجذب المشاهد، وهو أمر مؤسف بحق. كما ذكرت أن الفنان الإماراتي يعاني عدم تسويق أعماله مقارنة بغيره، وقالت: يحزنني أن أقول ذلك، بعد أكثر من 30 عاماً في هذا المجال، إذ كنت أتمنى لو يكون الوضع أفضل الفنان والمخرج المسرحي مرعي الحليان :. عاد الفنان والمخرج المسرحي مرعي الحليان، بذاكرته إلى الوراء، إلى زمن كان يتم التعامل فيه مع الفن على أنه خطاب ثقافي، ليتوهج ويتألق، وفتح عينيه على حال الفن اليوم، مع دخول التاجر على الخط، ورفع راية المعلن كشريك رسمي وأساسي في رسم خريطة الإعلام، متحسراً على الوضع الذي أصبحت عليه الدراما. ولفت الحليان إلى أن مؤسسات عدة تخلت عن خطابها الرزين، ليتولى المعلن دفة القيادة، ويصبح هو من يختار الأعمال والنصوص والممثلين، لتنقلب موازين الفن. كما تحدث عن الرقابة التي كان يعتبرها المبدعون سابقاً، عائقاً أمام الإبداع، ولكنها أصبحت اليوم مطلباً حقيقياً في ظل الفوضى التي يشهدها الفن اليوم. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 26-10-2015 08:21 مساء
الزوار: 5959 التعليقات: 0
|