ودعم الهيئات الثقافية، منوهاً بأنه يقف على الاحتياجات التي ترتبط بالفعل الثقافي بالنسبة للهيئات في الأطراف.
واعتبر في اللقاء الحواري المفتوح والذي عقد في القاعة الهاشمية، وحضره رئيس بلدية إربد الكبرى غازي الكوفحي، ومدير ثقافة إربد القاص علي عودة، وعدد من نواب المحافظة، ومدراء في وزارة الثقافة، ورؤساء وأعضاء الهيئات الثقافية في المحافظة، أن الثقافة علامة من علامات الأمم المتقدمة، وبمقدار ما نعنى بالثقافة مقدار ما نعبّر عن حضارتنا وتطورنا، لافتاً إلى أن وزارات الثقافة في الأمم المتقدمة من الوزارات السيادية وليست هامشية، وأن الحضارة لا يمكن لها أن تكون دون علامة الثقافة المضيئة.
ولفت في اللقاء الذي أداره الناقد د. زياد الزعبي إلى أن دور وزارة الثقافة يتشكل في رعاية العمل الثقافي قي إطار إمكانيات الوزارة، وأن الفعل الثقافي هو للهيئات والمثقفين، مشيراً بهذا الصدد إلى إستراتيجية الوزارة المتمثلة بالعناية بالهيئات الثقافية بالدرجة الأولى.
وقال إنه من الضروري زيادة عدد الهيئات، لأن هذا مؤشر على إقبال المجتمع على الفعل الثقافي، مضيفاً، ولكن أتمنى أن لا تبقى الهيئات الثقافية هيئات نمطية تقليدية، لافتاً إلى أهمية تخصص الهيئات، لإفادة المبدعين، وأصحاب المواهب، لأن الموهوب في هذه الحالة وفق د. جرار يعرف إلى أين يتجه.
وأشار إلى أن الوزارة تتطلع في الوقت الحالي إلى زيادة عدد الدورات التدريبية، وورشات العمل التي تقام في المحافظات، لتشجيع أصحاب المواهب، كما تتطلع إلى إغناء المكتبات في البلديات والمدارس عبر توفير الكتب والأثاث.
إلى ذلك زاد د. جرار أن الوزارة تخطط لإحياء عدد من المهرجانات التي تم إيقافها سابقا لأسباب مالية، مثل مسابقة الإبداع الشبابي، مهرجان الغناء الأردني، وأغنية الطفل، كما نوه بمهرجان القراءة الذي ستعمل على إقامته الوزارة، ومن مفرداته  مسابقات للقراءة والحفظ. 
وختم د. جرار كلمته مرحبا بكل الأفكار الخلاقة التي تبتعد عن النمطية، عبر تقديم خطط جديدة لكل هيئة. ومنوها بالمحاولات التي تجري لإعادة تفعيل صندوق الثقافة.
وكان ألقى مدير ثقافة إربد القاص علي عودة كلمة أكد فيها على الدور البارز لمديريات الثقافة في إحداث الحراك الثقافي، وتسهيل نقل الفعاليات الثقافية إلى المحافظات.
وتطرق إلى التحديات التي تواجه العمل الثقافي في المحافظات، ومنها: قلة الموارد التي تأتي لتنشيط الفعل الثقافي، وهجرة المثقفين باتجاه العاصمة، ومركزية القرار الإداري والمالي، ومركزية النشاط الثقافي، وافتقار المحافظات إلى الكوادر المتخصصة بالعمل الثقافي.
واقترح القاص عودة في ختام كلمته على الوزارة، أن تضع خطة إستراتيجية للثقافة، تشارك فيها مديريات الثقافة، وأن تحظى المحافظات على نصيب من المشاريع والبرامج التي تنفذها الوزارة، مثل تدريب المواهب ورعايتها، والمسرح، وبرامج توثيق التراث والذاكرة الشعبية، منوها بأهمية زيادة الدعم السنوي المخصص للهيئات الثقافية، ودعم مشاريع صناعات ثقافية، وبناء مقرات دائمة، وتزويد فرق الفنون الشعبية بأجهزة الصوت اللازمة، ودعم الأعمال المسرحية التي تنتجها بعض الهيئات ذات العلاقة بالمسرح.
ومن جهته ألقى الشاعر نايف أبو عبيد كلمة باسم المثقفين أكد فيها على أهمية تلازم عجلة الاقتصاد وعجلة الثقافة، مشيرا إلى أن اهتمام الناس جاء بالثقافة كوسيلة من وسائل التنمية، منوها إلى المشروع الجديد في العالم والذي يطلق عليه « مدن المعرفة «، والذي يعتمد على المثقفين لدعم عجلة الاقتصاد.
ولفت إلى أن أهمية مدينة إربد، مدينة عرار، ومدينة كل الكتاب الذين أسهموا في بناء المجد الثقافي، لافتاً أنها ومنذ تأسيس الإمارة وهي تقدم المبدعين، مستشهداً بالشاعر الدوقراني الذي كان يتكلم وفق أبو عبيد في كل شأن من شؤون الثقافة.
كما أكد على أهمية تفعيل المراكز الثقافية، لافتا بهذا الصدد إلى أهمية مشاركة المثقفين في إدارة المركز، متمنياً لو أن المركز الثقافي الملكي الذي يبنى في مدينة الحصن، لو أنه أقيم على تل إربد، أو في وسط المدينة، للظروف المالية للمثقفين التي ربما تحد من حضور جمهور إربد والقرى الفعاليات التي ستقام فيه، منوها في ختام كلمته إلى ضرورة وجود مجلة ثقافية في إربد ناطق باسم هذه الهيئات.
 وفي ختام اللقاء تحدث عدد من رؤساء الهيئات الثقافية، وعدد من المثقفين، مستعرضين الظروف التي تحيط بالعمل الثقافي، إضافة إلى جملة من المطالب التي وعد وزير الثقافة بدراستها وتحقيق ما يمكن  في إطار إمكانيات الوزارة.