|
عرار:
ضمن إصدارات العقبة مدينة الثقافة الأردنية لعام 2016، وتحت رعاية المهندس حسني أبو غيداء الرئيس السابق لمجلس المفوضين في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أقام بيت الثقافة والفنون حفل توقيع كتاب «كمشة رسائل» للكاتب علي كريشان، الصادر حديثا بدعم من وزارة الثقافة ووسط حضور كبير من الأدباء والمثقفين في منتدى بيت الثقافة والفنون في عمان. استهل الحفل الذي أدارته الكاتبة امتثال عبدالقادر كلمة لراعي الحفل أبو غيداء، الذي أكده بدوره أهمية الكتاب والكاتب كتجربة مميزة في رصيده الشخصي وكذلك من خلال البرامج والأنشطة الثقافية التي ينفذها في محافظة العقبة والأردن. ولفت أبو غيداء إلى أن جيل الشباب في ظل الانفتاح الذي يشهده العالم بات يعول كثيراً على الكتاب بشكل عام نظراً لكونه المصدر الأساسي للمعلومة والموهبة الإبداعية التي لا بد من وضع خطة متكاملة للكتاب والباحثين والمبدعين من قبل مؤسسات المجتمع المدني موازية لمجهودات وزارة الثقافة في دعم المبدعين. وأكد أبو غيداء أن الأردن مليئة بالقدرات الفردية في مختلف المجالات والتي تحتاج إلى من يرعاها ويدعمها لتكون في موقعها السليم لرفع اسم الأردن عالياً وتمثيله في المحافل الدولية. من جانبها قالت الدكتورة هناء البواب رئيسة منتدى بيت الثقافة والفنون أن هذا الحفل يأتي ضمن البرامج والأنشطة التي ينفذها بيت الثقافة والفنون في مختلف المجالات الثقافية. وأضافت البواب أننا سعدنا باستضافة هذا الحفل للكاتب علي كريشان القادم من الجنوب لعرض نصوصه الأدبية على المثقفين بشكل عام من خلال تجربته الأولى ضمن ضمه لكتاباته في كتاب واحد بعث من خلال مجموعة رسائل استوحاها خلال جلوسه على شاطئ بحر العقبة، وهو يتناول الشاي بالنعنع المعاني، بعد زياراته لشمال الأردن، ومحاورته لشعراء عمان ومن شباب يحتفي بصحراء الجنوب وشمسها. وقال الشاعر موسى صالح الكسواني الذي قدم قراءة في الكتاب «أن للعنوان دلالات وعلامات عدة ترمز للنص ذاته أو لبعض منه فإننا سنلحظ بالتأكيد أن عنوان الكتاب ( كمشة رسائل ) قد كان على درجة عالية من التميز في اقتصاده اللغوي من جهة، وفي دلالته الرامزة إلى متن الكتاب ومحتوياته من جهة أخرى حيث أتى على صورة جملة اسمية مكثفة ومبسطة من غير تعقيد مع ما تحمل من انزياح دلالي داهش كما يعطي لمحة أصيلة عن المبدع الأصيل الذي أراد أن يوصل للمتلقي الرسالة الأولى التي عنوانها التواضع الإبداعي، وهنا يحضر وعي الكاتب وذكاؤه بهذا العنوان الغريب حتى يصطاد إعجاب ذهنية المتلقي من حيث العنوان بما يحمل من جمالية أولا، ومن حيث إن المتلقي ذاته سوف يقرأ بأريحية حقيقية ثانيا، فإن أعجب المتلقي بما احتوى الكتاب فهذا خير، وإن لم يعجب فإن العنوان لم يأخذ حيزا أبعد من إيجابية المحتوى». وأضاف الكسواني «إن اللغة التي استخدمها علي كريشان في كتابة رسائله تختلف كثيرا عما هو سائد بين الأدباء ولم تكتف بحدود ظاهرها الأدنى بل تعدتها إلى انزياحات إيحائية متعددة ومتوالدة مما أكسبها أحقية خطابها الأدبي بعيدا عن الخطاب المتداول العادي». وأكد الكسواني ان لدى كريشان كثيرا من الشعر في رسائله التي تفوق كثيرا من القصائد التي تنضوي تحت لواء البحر والوزن والقافية التي يدلقها علينا كثير ممن يدعون الشعر لمجرد علمهم بالوزن الشعري، وامتلاكهم اللغة صرفا ونحوا من دون أن يغرفوا من ماء الشعر ما يروي قصائدهم الفجة، فيسمون أنفسهم شعراء رغما عن المتلقي ذي الذائقة السليمة . ولفت الكسواني ان الأسلوب العفوي والتلقائي الذي تمتع به كاتب هذه الرسائل قد جعل للرسائل قيمة حقيقية عليا؛ لأن المبدع هنا إنسان يحمل إبداعه ويحمله إبداعه في مسيرة إبداعية مختلفة على نهج البساطة التي منحتها البيئة التي ولد فيها ومن ثَمَّ انتقاله بسبب عمله إلى بيئة عاكسته نفسيا ووجدانيا حيث اغتصبت البيئة الجديدة منه سلوكه الحر المبني على التلقائية والعفوية والبساطة . وخلال الحفل قام الكاتب كريشان بقراءة عدد من نصوص كتابه وسط تفاعل الجمهور مع النصوص ومعانيها. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 12-03-2017 09:05 مساء
الزوار: 1261 التعليقات: 0
|