عرار:

نظّم اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين أمسيةً للشاعر صائب القاضي أشهر خلالها ديوانه «نحويات قيصريّة»، وأدارها رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان بمشاركة الشاعر بديع رباح الذي قدّم انطباعاته حول الديوان الذي حظي بحضور كبير، قياساً إلى الحضور المعتاد في إشهار الأمسيات.

قرأ القاضي قصائد طوّفت بالأردن وغزّة وفلسطين، مثلما بكى الأطلال، مستثيراً نخوة المعتصم من خلال نمط الشعر العموديّ الذي انطلق به واثقاً من حضوره الذي استنشق عطر القصيدة الأنثى التي استعارها في بعض قصائده من نزار، مثلما ترنّم على قصيدة مطولة جداً افتخر بها القاضي ببني يعرب واتعزذ بلغة الضاد وانتقد حال العرب غداً واليوم وبالأمس.

ونوّع القاضي، الخطاط والفنان والموسيقي وأستاذ اللغة الانجليزية، في بحور سريعة ذات حماس وحركة ومنبريات لاقت استحسان الجمهور الذي حظي كلّ واحدٍ فيه بزجاجات عطر قدّمها أهل الشاعر لينثروا عبقاً لطيفاً زاد من حضور القاضي عضو الاتحاد في أمسية كان خفيف الظلّ فيها، بعد أن شاركه العدوان ورباح في قراءة الديوان من منظورهما الخاص.قال العدوان إنّ شعر القاضي يذكره بشعر العرب الأقحاح من الأمويين والعباسيين وفحول الشعراء في العصر الجاهلي، كما تحدث العدوان عن سحر المفردة لدى القاضي واهتمامه باللغة في صرفها ونحوها وبديعها وبيانها وبلاغتها، مؤكداً كون الشاعر حارساً للغة العربية في دفاعه عنها. كما تحدث العدوان عن معاناة الشاعر ورثائه نفسه واهتمامه بالصورة والتجديد في طور القصيدة العمودية.

بينما قدّمُ الشاعر بديع رباح انطباعاته التي خرج بها من خلالِ القراءةِ في الديوانِ الثالثِ للقاضي، منوّهاً بأنّه لا يتوخّى النقد، وإنما يسجل انطباعاً، قد يختلفُ من شخص ٍ إلى آخر حول الموضوع ذاته.

وأعرب رباح عن شعوره بالاعتزاز لكلّ َما كتبَ الشاعر مِن شعر متحدثاً عن ديوان :نحويات قيصرية» الذي تسمّى باسم إحدى القصائد فيه.وقال رباح إنّ القاضي كتب القصائد العمودية والشعرِ الحُرّ ورسم في قصائده أروع الصورِالأدبية الجميلة المستقاة من الطبيعة أحياناً ومن الحياة وتجاربها حيناً آخر، مثلما هو لا

لا يغيب الوطن في شعره، فهو الحاضر في العديد من قصائده، كما لا تغيب الوحدة العربية وعشق فلسطين لديه حيث ذكر معظم المدن الفلسطينة في قصيدة ٍواحدة، وربط بأسلوبٍ جميل بين حبه لفلسطين والأردن في بيتٍ جميلٍ في نهاية هذه القصيدة،

وكذلك لشهداء الأردن شهداءالوطن مكانة خاصة في شعره فتراه يتغنى في إحدى قصائده بأبيات شعريةٍ جميلة ورائعة بالشهيد البطل الطيّار معاذ الكساسبة الذي ضحى بدمائه دفاعاً عن أمن الوطن ضد قوى الشرّ والعِدوان .

وقال رباح إنّ تغنّي الشاعر بلغته العربية ونحوِها وصرفِها وإعجازِها في شعره بدا واضحاً حتى أنّهُ سمّى ديوانَه هذا «نحويات قيصرية»، الذي يعتدُّ فيه بنفسه وبشعره وبمكانتة ومكانَة هذا الشعرِالمرموقة بين شعراءِ العربية، ففي إحدى قصائدهِ يتطرق إلى هذه المكانة فيذكر أسماءً كالمتنبي والأخطل والفرزدق.

وأمّا في مجال الغزل، فذكر رباح أنّ الشاعر تطرق إلى ذكر الحبيبة في غزلياته بما يمتاز به من براعهة في اختيارِ كلماته التي تُناسب المعنى الذي أراده، فهوَ في صوره الشعرية يجيد الرسم بالكلمات فنرى في كلماته العذوبة والرقّة وجمال الموسيقى العذبة التي تناسب هذا اللون من الشِّعروالتي تتشابه في تناغمها مع النوتة الموسيقية التي تعلّمها القاضي ويتقنها ويتغنى بها وأضحت من ضمن إبداعاتِه.