|
عرار:
ضرب جمهور الثقافة والشعر موعدا مع نخبة من شعراء وكتاب العقبة في قاعة هيئة شباب كلنا الاردن تألق فيه الشعراء والكتاب باستعراض ورسم أجمل ما خطت أقلامهم عبر الايام الماضية قدموه على شكل باقات ثقافية تطايرت فرحا بين الجمهور الباحث عن فن الكلمة وعمق بيت الشعر في امسية اشتاقت اليها العقبة وجمهورها الثقافي المتعطش لمغازلة حية مابين نورس يحلق وصياد يردد العتابا.. فكانت جمعية واحة الفكر والادب من خلال فارسها الشاعر شوكت البطوش على الموعد وهي تنظم حوارا ثقافيا استمر زهاء 4 ساعات غرد فيه الشعراء والكتاب بأجمل ماملكت أقلامهم المرهفة من نصوص وقواف ونثر أجبر حوريات البحر الوقوف على حافة الشاطىء لاستراق شيئاً مما باحت به افواه وقلوب فرسان ليلة الفكر والأدب وفي التفاصيل..فقد ابحر فرسان الكلمة الناقد الدكتور انور الشعر والشاعر احمد مرضي المراعية والروائية سلافة الاسعد والروائية سماهر السيايدة والشاعر عمر المومني على صخب الامواج العالية المتدفقة حماسا وألقا مع تلك الكلمات والنصوص التي استقرت على ضفاف الشاطىء الثقافي معلنة أن ليالي العقبة الثقافية لم تنته بانتهاء عامها الثقافي المنصرم وان فرسان الكلمة وربابنة الموج العقباوي الثقافي مازالوا قابضين على أقلامهم يبحرون في خليجهم الممتلىء ثقافة وأدبا نحو قلوب مستمعيهم وعشاقهم ممن اختاروا الثقافة وحديثها عن باقي دروب الحياة في مساءات العقبة المشتهاه واستهل رئيس جمعية واحة الفكر والادب الشاعر شوكت البطوش.. الأمسية الثقافية بحديث طغت عليه جماليات الكلمة وفنون الوصف والتوصيف لمحاكاة أدبية عنوانها الليل والبحر والمثقفين أجاد فيها البطوش رسم الصورة الجمالية عن الحالة الثقافية في العقبة وحوافزها وميزاتها من عناصر الالهام التي تمكن صانع الكلمة من التحليق في فضاءات الثقافة لاسيما في حضرة جمهور ذواق اختار الموجات الرقراقة ليعبر عن شغف مازال يسكن القلوب اذ جاءت هذه الموجة بعبير الكلمات المرهفة ليأتي د أنور الشعر ويطلق للكلمة العنان وهو يرسم صورة حبيبته في حوار كاد أن يعلب عليه حديث العين للعين والقلب للقلب وهو يناظر سيدة اختارت له صورة ووثقتها سرعان مارد عليها بحوار من اربع حركات قال فيه أَزهرتْ غَمّازتان - قلتُ لها: أُحبُّكِ - أنطَقَها ذبولُ عَينَيْها وراغَتْ لحيائِها فبانَ كوكبٌ وأزهرتْ غمّازتانْ، وفي الثانية عمق د. الشعر النظر وخاطب عيناها وقال: اختاري فقالت: أشتهي أجملَ أغنياتِهِ؛ مَليكةً في ظِلِّها تنمو الزُّهورُ والنسيمُ الوَسِنُ الفتّانُ رَسمُها وفي مهجتِها ابنُ مريمَ على جَبينِها يحُطُّ سربُ بيلسانَ يحضُنُ الهِلالْ وفي الثالثة عاد د. الشعر وابحر في مسار آخر قائلا هَوى... ثُمَّ ثَوى - قالوا لنملةِ السُّهولْ: بأيِّ عامٍ تحتَفينْ؟ - قالتْ: بعامِ النَّملِ، عامٌ... فيهِ ثارَ النَّملُ أسقطوا السِّياطَ والجرادَ دُكَّ عرشُ الطّاغيةْ هَوى... فما ارتوى هَوى... مُجندلًا ه وى... ه وى ثُ مَّ ثَ وى. وفي الرّابعة أكمل ابحاره وأنشد شادِنٌ... وانتصر - قالوا لظَبيةٍ: بأيِّ شادِنٍ تبتهجينَ... تَفخرينْ؟ - قالتْ: بشادِنٍ بَهِيٍّ قاوَمَ الظَّلامَ... بالصّوتِ زَأَرْ في عتمةِ اللّيلِ يُناجي الفجرَ والقمرْ ولَمْ يرضَ شَريعةَ الذِّئابِ لم يوقِّعْ... فكِناسُنا قَدَرْ فثارَ شادنٌ ثارَ... وانتصَرْ. وعندما جاء الدور على الشاعر أحمد مرضي المراعية انتصبت القامات واشرأبت الاعناق معلنة استعدادها لسماع صخب الموج فجال الشاعر المراعية في ألوان الشعر المختلفة مقدما زخات من الكلمات الهادرة كلا جميلة لكن بحر الوريد كانت هي الأشهى وقال فيها: أهذا الفؤادُ الذي يَنزفُ وهذي العيونُ التي تذرفُ ألا يَكفيان ِ! وهذا الحنانُ الذي تَغرفُ وهذا الوفاءُ الذي تَعرفُ ألا يَنفعانِ! وتسألني مثلما يسألُ الأب طفلتهُ.. كم تهيمينَ بي ؟ تشيرُ بكلِّ أصابعها فتقولُ له.. هكذا يا أبي وتلك الصغيرة لا تحسبُ تحبُّ أباها ولا تكذب ُ فلما أرادَ لها أنْ تُجيب وكانت أصابعها شاهدا أشارتْ بكلِّ الذي في يديها ولم تَدّخرْ أصبعاً واحدا أنا مثل تلك فإن لم أُجِبْ وظلَّ الهوى في فمي يَحتَجِبْ فإني أُحبكَ أكثر مما تريدُ وأكثر مما يَجِبْ ولستُ بشاعرةٍ إنما في فؤادي من الشعر مالا تجيد ْ سمعتَ بربِّك عن بحر شعر جديدٍ يسمى ببحر الوريد ْ؟ تفاعيلُهُ عزفُ دقّات قلبي وهيهات تسمعها من بعيدْ فيا ناظم الشعر أنصتْ إليهِ لتعلمَ كيف يكونُ القصيد. وعندما اشتد هدير موج الكلمات في الليلة الثقافية كان لابد من تدخل هادئ يعيد للبحر شيئاً من سكونه فكانت الروائية سلافة الأسعد تعيد ضبط الايقاع وتهدي الحضور نسائم من الرذاذ المتطاير وهي تبوح بأسرار الكلمة ومابين السطور المخبأة في روايتها المنتظرة قائلة: ولأنك أنت أنت يا أول ولا أخر بعدك في الحياة اخرج عن وقاري ابحث عنك في الأزقة والطرقات أسال عنك طلاب المدارس شرطي السير كنترول الباص حارس موقف جت للسفر والنقليات حتى تلك المرأة المتعففه التي تبيع على باب بيتها بقدونس نعناع والكرّات انحنيت لأذنها أسالها هل مر بك رجل غاضب من بيته شرقي السمات ابتسمت وهزت راسها نافية بعدة لفتات عنيد انت تريدني في الميدان من العاملات وكتفي يطاول كتفك وفي بيتك مديرة منزل من المدبرات ومعلمة ذكية لابنائك وام حنون لبناتك المدللات وطباخ ماهر وسباك وحداد وأزرع في حديقتك شجيرات ووردات ثم في أخر ليلك زمردة جميلة الجاريات سيدي انت بل سيد السادات لانك أنت أنت ولا احد بنظري غيرك من الرجالات لأنك أنت انت أنا أنا أدخل قلبي عبر أذني بهمسات أو بضع حروف أو كلمات أردتني رجلا يحميك من النائبات فخلعت عني ثوب النساء والبنات وارتديتك ثوبا يغطيني اغطيك غطاءا من قهر العاديات أكرمني ربي بك فكنت أنت اجمل مافي حياتي فتذكر اذن تذكر أن كنت انت الوتد فلابد أن أكون انا الخيمات وتذكر مثلما أنت أنت أنا أنا أبنة ابيها وحبية أخيها ولقلبك سيدة السيدات. ولما حط عشاق البحر ومريدوه رحالهم على ضفاف شاطىء الكلمات واستقر الموج وسكن الشاطىء واحتل العشاق أماكنهم حول الضفاف الساكنة وبدأت نجمات الليل ترسل ضوءها الخافت على البحر معلنة ان ليل العقبة ليس كليالي شقيقاتها ففيه البحر والقمر ونجمة أبت الا ان تكتب اسمها على غيمة قادمة لتظهر الروائية سماهر السيايدة قائلة... تعال نتقاسم الليل، ونكتب اسماءنا على غيمة شاردة ونطارد نجمة ابتسمت لمجيئنا... تعال نرسم ضحكاتنا ونسابق ذاك الشهاب المسترسل في عرض البحر... يا أنت ياقيثارة الحلم ياصمتي الحاضر وبسمتي الغائبة... يا أنت يالحنا اتراقص على انغامه وأبث فرحي إليه...من أنت لتسرق قلبي وتحاكي شهوة الروح بي... من أنت وكيف قادتك الدروب الى. وما أن استفاق الجمهور من الحاضر من نشوة الكلمات وتغاريد النجمات وصهيل أحمد وكلماته وحركات انور وتفصيلاته حتى كان الشاعرالمبدع عمر المومني يتجلى بأعذب ماكتب من فن الغزل ومختتما ليلة تفاعل معها جمهور صفق طويلا لعمر ورفاقه ليرد عليهم المومني لولا عيونك لم اعشق ولم أهم ولا شربت كؤوس الهم والندم ولا غفوت على طيشي يهدهدني سحر» لفاتنة» ترتاد بي حلمي طيف» لامراة»قد كنتها زمنا» حتى انتهى الطيش في الافلاك عن سدم وفي نهاية الليلة الثقافية كرمت جمعية واحة الفكر والادب مدير ثقافة العقبة طارق البدور ومدير تربية العقبة خالد ذنيبات ومؤيد البطوش وعمر العشوش وعددا من المهتمين والداعمين المصدر : الدستور الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 23-03-2017 11:08 مساء
الزوار: 991 التعليقات: 0
|