|
عرار:
نظم بيت الشعر بالمفرق مدينة الثقافة الأردنية لهذا العام، أمسية شعرية للشاعرين: زكريا الزغاميم، الذي شارك بشاعر المليون الموسم السادس، ومها الحاج حسن من «فلسطين»، التي شاركت بمسابقة أمير الشعراء الموسم السابع، وأدار الأمسية الدكتور حمزة بصبوص، بمشاركة عازف العود الفنان فارس خزاعلة، وحضر الأمسية حشد من المثقفين والمهتمين. واستهلت القراءة الشاعرة مها الحاج حسن، صاحبة ديوان»امرأة من روح»، قرأت مجموعة من قصائدها من مثل:»وطن في الشجرة»، قصيدة تعاين فيها الهم الإنساني الفلسطيني، وخاصة ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد وانتهاك لحرماتها على أيدي الصهاينة، بلغة مفعمة المشاعر وصدقها، قصيدة من الشعر الكلاسيكي، شاعرة تمتلك زمام اللغة وتحركها بصفاء ونقاء، وطريقة إلقائها تشدك، شاعرة تمتلك نفسا طويلا في النص الشعري، هذا إلى جانب توظيفها الموروث الديني واسقاطه على نصوصها الشعرية مما يعطي النص بعدا معرفيا وثقافيا. من هذه القصيدة نقرأ:»بِأَنَامِلِ الْقُدْسِ الْعَتِيقَةِ يَعْزِفُ/ نَايٌ يَحِنُّ إِلى تَجَاعِيدِ الأَسَى/ تَبْكِي فَيَرْتَعِشُ الْيَرَاعُ وَيَنْزِفُ/ مَعَ نَفْخَةِ الشَّوْقِ الطَّويلِ حِكايَةٌ/ شَرْقِيَّةً خَلْفَ الدُّجَى تَتَصَوَّفُ/ نَبَتَتْ بِأَرْضٍ شَاخَ لَوْنُ أَدِيمِهَا/ سِتْرُهَا لَكِنَّ تَعْرِيَةَ الثَّرَى تَتَكَشَّفُ/ خَوْفَ انْكِشَافِ السِّرِّ أَوْرَقَ/ فَتَضَرَّجَ الزَّهْرُ الأَنِيسُ الْمُرْهَفُ/ رَسَمَتْ حُدُودَ الظِّلِّ حَوْلَ وَقَارِها سَبْعِينَ خَابِيَةً وَزَيْتًا يُغْرَفُ/ هِيَ زَوْجَةٌ شَرْعِيَّةٌ قَدْ أَنْجَبَتْ/ مِثْقَالَ خَيْرٍ بَعْدَ غَيْمٍ يُقْطَفُ/ حَمَلَتْ جَنِينَ الأَرْضِ في أَحْشَائِهَا / حُزْنًا عَميِقًا فِيهِ أُلْقِيَ يُوسُفُ/ مِنْ صَرْخَةِ الْميلادِ كانَ وُجودُها/ وكَأَنَّهُ وَالْبَرْدُ قَاسٍ مِعْطَفُ/ يا قِبْلَةَ المُشتاقِ حُضْنُكِ دافِئٌ/ حُبّا مَنَحْتِ الْعاشقينَ لِيَرْشِفُوا». وتمضي بقراءة هذه المعلقة الشعرية الموجعة فتقول فيها أيضا:»زَيْتُونَةَ الوَطَنِ الْعَظِيمِ، تَفَاخَرِي/ مَوْتٌ يُهَمْهِمُ وَالرَّزَايا تَعْصِفُ/ رِيحٌ تَهُبُّ وَزَهْرُ عَامٍ يَنْقَضِي/ مَا عَادَ عُشٌّ في الْحَيَاةِ يُرَفْرِفُ/ أَلْقَى النُّعَاسُ عَلَى الْمَكانِ سُكُونَهُ/ هَطَلَتْ ثِمارًا والطَّبيعِةُ تَذْرِفُ/ ذِاتَ إنْتِماءٍ للدُّمُوعِ غُصُونُها/ مِنْ فَرْطِ مَا لَقِيَ اللِّحَاءُ الْمُدْنفُ/ وَيَشِيبُ فَوْقَ الْغُصْنِ فيها مَفْرِقٌ/ عِشْقًا بِأَلْفِ قَصيدةٍ لا يُوصَفُ/ وَالْمَوتُ يَعْشَقُ كُلَّ أَبْيَضَ مُنْحَنٍ/ وَطَنًا نَدِيًّا يُسْتَبَاحُ وَيُخْطَفُ؟/ مَفْؤُودَةٌ تِلْكَ الْعَظِيمَةُ، هَلْ رَأَتْ/ حَيْثُ الجُّذُورُ كما النِّهاية تُعْرَفُ/ هِيَ في اشْتِهاءِ مَدَىً يَلوحُ بِعَوْدَةٍ/ رَأَتِ انْتِزَاعَ الْحَقِّ مِنْهَا تَرْجُفُ». إلى ذلك قرأ الشاعر الأردني زكريا الزغاميم، الذي يكتب الشعر العمودي والمحكي، قرأ أكثر من قصيدة نالت استحسان الحضور وتفاعل معها لفنيتها العالية ولغتها الجزلة، شاعر يمتلك ناصية الشعر، يذهب بك بعيدا في عوالمه الخاصة واللغة المشحونة بالتفاصيل للأشياء، شاعر يفيض دهشة يبهرك بطريقة إلقائه للقصائد ويعمل على مسرحتها بطريقة تواكب وتتوافق مع النص الشعري، هذا إلى جانب مضامين ومواضيع قصائده التي تشتبك مع الذات والهم الإنساني المعيش. يقول في احدى قصائده :»بعض السرائر دون البوح ينكشفُ/ والبعض منها عن الافصاح ينتكفُ/ هذا ومثليَ في الحالين متصلٌ/ الدمع معتكِفٌ والخد معتكَفُ/ ما كنت أمنع صرف الحزن مبتسماً/ إلا وكان بذات الثغر ينصرفُ/ أو كنت امسك في الايجاب متجهي/ إلا وصامت عليه اللام والألفُ/ اقرأتك الآن ما في النفس من كلفٍ/ حتى اتفقت على ما باسمه اختلفوا/ بالله جودي فضوع الصمت ارّقني/ جودي عليّ فهذا البوح مختلفُ/ قالت ومنها ايادي الصبح مشرَعةٌ/ البوح منتصِفٌ والصمت منتصَفُ/ يمناك يمناك مهما شح أيسرها/ جادت عليك ولكن خانك الأسفُ». المصدر : الدستور الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 17-04-2017 08:44 مساء
الزوار: 684 التعليقات: 0
|