كدت محاضرة أن حضور ثقافة الحوار في أي مجتمع تشكل اساسا متينا ومدخلا لخلق حوار ثقافات ايجابي ومثمر. وقال المحاضر في جامعة إربد الاهلية واستاذ فلسفة التاريخ الدكتور اسامة عايش في المحاضرة التي القاها مساء الثلاثاء الماضي، في مقر الجمعية الفلسفية الاردنية بعمان، بعنوان "حـِوَارُ الثَّقَافَاتِ: إِنَاسَةُ الوَعْي هُوِيَّةً – حَضْرَنَةُ التَّارِيْخِ وُجُوْدًا"، إنه "عندما نبحث عن الحوار ثقافة، ونجهد في استشفاف حقيقة الذات الإنسانية قيمة، ونمأسس منهج وعيها وجودا، يُفرض على البحث مفردة معرفية تمس جوهر الفكر وتعدد الرؤى، وتأويلية الأنا خطابا وحوارا، وترادفا وتضادا، وجدلا واقناعا". وأوضح في المحاضرة التي أدارتها استاذة التربية والفلسفة في جامعة فيلادلفيا الدكتورة لينا جرار، انه يمكن إيجاز تلك المفردة المعرفية في ثنائية الأنا والآخر وتمازجهما الإنساني لإعادة إنتاج الوعي وفلسفة الأبجدية. وبين انه حينما نفكك مسألة الرأي والرأي الآخر في خضم سوسيولوجية الثقافة وأخلاقية الخطاب، تنساح في تربة تشكلنا أيديولوجية الاعتقاد كنتاج معرفي، ومعضلة الهوية الذاتية كفاعلية تاريخية قابلة للتأويل والتنوع الفكري، سواء داخل أُطر الذات الأنوية المُفَكِّرَة، أو خارج سياج الذات الأخرى الغيرية المُفَكَّر بها. ولفت إلى أن هذا يعني وجود عقبة منهجية حوارية متجذرة إذا كان المُحَاوِرُ معتقدا بذاته لذاته مركزة، ومُستَلبا لغيره إسقاطا وتهميشا، وهنا تظهر على مائدة الآراء صعوبة علمية وعملية للانعتاق من وجهة النظر الذاتية، والتي تعني في لاوعيها وتعكس في طرحها محدودية الأُفق والتزمت المُشَخصَن. وبين ان هناك تداخلات مشتركة بين مفاهيم الثقافة والشخصية والحضارة ونمط الانتاج الفكري، اصطلاحا وميدانا ودلالة، سواء من حيث المضمون الأنثروبولوجي أو السيكولوجي أو الأبستمولوجي. وخلص في المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المثقفين والاكاديميين والمهتمين إلى أن حوارَ الثقافات ينبجسُ من ثرى ثقافة الحوار كمحورة مفاهيمية، وتراث فكري يُبنى إنسانيا وفق تصور علائقي للأنا والآخر، ويتضمن في محتواه الأعمق علاقة تقابلية وليست أحادية، تُقر بنسبية الرأي صوابا وبتعددية الآراء اختلافا. -(بترا)