مكانة مميزة للكتاب البحريني في مراكز مصادر المعرفة
عرار:
تستقطب مراكز مصادر المعرفة الموزعة في جميع محافظات المملكة القراء من جميع الأعمار والاهتمامات، وتوفر لمرتاديها أيا كان دافعهم للقراءة المراجع والمصادر على اختلافها، وسواء كان القارئ باحثًا عن المعرفة محبًّا للاطلاع أو طالبًا يستعين بالكتب لأغراض البحث العلمي فهو بلا شك سيجد ضالته وسط مجموعة الكتب التي تتميز بتنوعها. وتحرص مراكز مصادر المعرفة على تخصيص أركان للإصدارات البحرينية، إيمانًا بالقيمة الثقافية لهذه الإصدارات وتأكيدًا على دور المؤلف البحريني في تنمية الحالة الثقافية-البحرينية التي تعتبر واحدة من أكثر الحركات الثقافية نشاطًا في منطقة الخليج العربي، حيث بدأت منذ دخول التعليم في عشرينيات القرن الماضي، والذي أتاح لشرائح المجتمع بالتواصل مع الثقافة المحيطة من خلال الدوريات والمجلات العربية إلى أن كونت المملكة ثقلها الثقافي عبر كتابها الشغوفين الذين أسسوا المراكز الثقافية والأدبية ونوادي الفنون المختلفة، كما احتضنت المسارح التي جاءت هي الأخرى بجيل الرواد - من كتاب المسرح البحريني.
البحرين بلد الثقافات ولا يمكن أن تتوقف أمام المشهد الثقافي البحريني دون أن تستحضر تجربة الشاعر والكاتب علي الشرقاوي، فهو ذو بصمة واضحة تلامس القارئ البحريني وتشكل جزءًا من مخزونه الثقافي وذاكرته – لذا فأركان الإصدارات البحرينية مليئة بمؤلفات الشرقاوي الذي يقول حول وجودها في متناول القراء «لدي العديد من الكتب والمؤلفات والإصدارات الشعرية والمسرحية، وهي مخصصة لمختلف الفئات، ومنها فئة الأطفال. وسعيد جدًا بتواجد كتب المؤلفين البحرينيين في مراكز مصادر المعرفة، وأن تكون متاحة للقراءة والاستعارة، لأنّ من المفيد للطالب ومرتاد هذه المراكز أن يتعرّف على المؤلفين البحرينيين ونتاجهم الثقافي والفكري والأدبي التاريخي، ومن المفيد أيضًا أن يبدأ هؤلاء الباحثون الصغار منهم والكبار مما انتهى إليه الآخرون. والبحرين معروفة منذ القدم بأنها بلد الثقافات والأدب والفن والمسرح والتاريخ الثري. هذه المراكز تشكّل حلقة وصل بين الأجيال، ومن المفيد أن تتواصل الأجيال البحرينية الناشئة من الأجيال الذين سبقوهم في الكتابة والتأليف».
الوعي بالموروث ويعتبر الباحث والكاتب الشيخ صلاح الجودر القراءة وسيلة من وسائل التعلم الإنساني لاكتساب المهارات والمعرفة والخبرات وفتح الآفاق أمام الأفكار الجديدة من مختلف أصناف العلوم والآداب، وهنا يأتي دور الكتاب البحرينيين بإثراء جانب المعرفة لدى الناشئة بزيادة الوعي الثقافي بالموروث والتمسك بالحضارة وصقل أفكارهم ومواهبهم لتطوير المجتمع. وفي هذا الجانب أيضًا يؤكد الباحث والمؤرخ الأستاذ راشد الجاسم أن قراءة الطالب لتاريخ وطنه وتراثه يسهم بشكل إيجابي في تعزيز قيم الانتماء للأرض، ويشكل القواعد الصلبة للهوية الوطنية منبهًا على أن الشعوب والأمم المستنيرة تحرص على عدم قطع العلاقات والصلات الثقافية بين ماضيها وحاضرها فالتاريخ مصدر إلهام للناشئة، يعزز قيمة الحفاظ على المكتسبات الوطنية وتنميتها في مسيرة بناء هذا الوطن العزيز.
دعم المؤلفات الوطنية ويكمل الأستاذ راشد الجاسم أن وجود أركان خاصة للكتب البحرينية في مراكز مصادر المعرفة تضفي نوعًا من التقدير المعنوي للمؤلف البحريني في بلده، ومن جانب آخر فإن تواجد هذه المؤلفات في أركان بارزة في الواجهات الرئيسية للمراكز يشكل عامل جذب للوصول إليها من قبل المرتادين لاسيما الطلبة منهم، وحول أهمية ذلك يقول: «قراءة الكتب البحرينية بشكل عام تسهم في مد الجسور المعرفية بين المؤلف البحريني والطالب كما تشكل علاقات افتراضية بين الكاتب البحريني والقارئ منها علاقات الإعجاب بهذه الإنتاجات الثقافية، هذا وتوفر الإصدارات البحرينية نماذج أدبية وثقافية وعلميه يقتدي بها الطالب».