يتشظى في قلبي الإحساسُ
وينهار الوجدان
وكأني طيفٌ
جاء من الأزمان
مقتولٌ من زمنِ الرومان
مصلوبٌ مثل السحرةِ والكهان
مذبوح ٌمن قبلِ الفرعونِ
على الإيمان
الأرضُ تغذّت من جسدي
ورفعتُ شعاري في الأوطان
لابدّ لكلِّ سيوفِ العالمِ أن تغمد َ
ولننشد أغنيةَ الربان
بالسلم ِنحققُ أحلامَ الشجعان
بالصدقِ نحررُ ما يبقى في النفسِ
من الأحزان
ودمي مسفوكٌ في بلدي
والموتُ تراهُ على الطرقات
مزروعٌ في كلِّ مكان
آهٍ من وجعي والسمسار ُ
يبيعُ دماءَ الناس ِ
ويزرعُ حقدا ً
بدلَ الحبِّ
ويبني وطناً
للشيطان
-------------
آهٍ من ديني المسكين
وكتابُ اللهُ نهمهمُ بالآياتِ ولا
نحفلُ بالمعنى والمضمون
آه ٍمن هذا الشعبِ يقاتل ُ
بالبارودِ
وبالسكين
ويحاربُ باسمِ اللهِ
وباسمِ الدين
وينادي ربَّ العرشِ
ويطلبُ مددا ًمنهُ
ويطلبُ بعضَ معين
ولئن تسألهُ عنِ الأخلاقِ
فلن تلقى إلا التشكيكَ
ولن تلقى إلا التخمين
بالأمسِ تعلمنا
وتفقهنا
بالحبِّ
وبالإحسانِ
وبالأخلاقِ
وأتقنّا لغةَ التسهيل ِ
ولغةَ اللين
ثم حصدنا بعد َالزرع ِ
الذلَّ
وآذتنا لغةُ التخوين
--------------
وبلادي تسحقُها الثيران
ويسحقُها فيلٌ قد جاءَ من الغربِ
وبلادي بالشرِّ تُهان
من دبٍّ جاءَ من الشرقِ
فتلطخ َ وطني بالفسقِ
وغدت رائحةُ الموتِ تُشَم ُّبكل ِّمكان
والكلُّ يريدُ النفطَ
ويطلبُ من أرضي الزيتونَ
ويسحرُه قمحُ الجولان
ووحوشُ العالمِ قد جاءت
تقتاتُ على جسدي
كالضبعِ وكالكلبِ السعران
وأنا أتغنى بالتاريخِ
وبالأمجادِ
وأنسى أني زرعُ الموتِ
وأمضي أصدحُ بالألحان
عربيٌّ أبقى عربيا ً
أزرعُ أحصدُ
أبني قصراً للسلطان
والتاريخُ يسجلُ أنّي
بعتُّ ترابَ بلادي حمقاً
والتاريخُ يسجلُ من باعَ
ومن أعطى للنخاسِ الشعب َ
ويذكرُ من أوفى للهِ بحقٍّ
أو من خان .