|
عرار:
برعاية سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الأردن "بان واي فانغ"، وبحضور رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين عليان العدوان والهيئة الأدارية وعدد من المثقفين والأدباء، أقيم في اتحاد الكتاب والادباء الأردنيين الملتقى الثقافي الأردني الصيني الثاني طريق الحرير، وذلك يوم أمس الأول بمقر الاتحاد. بدأ الاحتفال بالسلام الملكي الأردني والسلام الجمهوري الصيني، والقى السفير الصيني كلمة قال فيها: يسعدني أن افتتح فعاليات الملتقى الثقافي الاردني الصيني طريق الحرير البري والبحري ، هنا في مقر اتحاد الكتاب الأردنيين، في الأردن، التي اشعر فيها بأنني في بيتي الثاني وخاصة أنني عندما أرى هذه اللافتات التي كتبت باللغة الصينية على جدران مبنى اتحاد الكتاب الاردنيين والصور عن الصين من شعر صيني عريق ورموز صينية تحمل لي دلالات عميقة وتشعرني وكأنني في الصين وهذا يشعرني بأنني بين أهلي، وأوكد بأنكم هنا جميعا رسل للثقافة الأردنية وأعبر لكم عن خالص شكري لنشر الثقافة الأردنية بالاشتراك مع الكتاب والأدباء والشعراء الصينيين الذين حضروا اليوم بوفد لزيارة الاردن تعزيزا لدورهم العظيم في التبادل والتعاون المشترك في أطار نشر الثقافة المشتركة الصينية الاردنية أمتدادا لطريق الحرير، وأود التنويه بحضور الطلاب الصينيين الذين يدرسون الترجمة في الجامعة الاردنية والذين حضروا للترجمة لتسهيل الفهم المشترك فانني اؤكد ان هؤلاء الطلاب هم الذين سيلعبون دورا هاما في عملية الترجمة وهم من اكثر المواهب التي نركز عليها في عملية التبادل والتعاون الثقافي والعلمي وخاصة فئة الشباب، ووأقدم لاتحاد الكتاب الأردنيين فائق الاحترام وأتمنى أن تتطور أواصر العملية التبادلية في الأدب العربي والصيني في المستقبل وتزدهر. وأضاف السفير: ونحن في حكومة الصين نهتم كثيرا بتعزيز هذه الروابط وتوثيقها بناءا على مذكرة التفاهم التي قام وزير الثقافة بتوقيعها مع الحكومية الصينية والتي تضمنت تأسيس وبناء جامعة مشتركة وبناء معهد كونفوشيوس الثالث، وهذا يمثل التعاون في المجال الثقافي والعلوم الانسانية نظرا لما نعتبره بان الاردن لها دور مركزي كشريك هام على مستوى الشرق الاوسط والعالم العربي والعالم وهذه استراتيجية نعمل بها باعتبار الاردن محطة مهمة لنا تجمعنا بها علاقات مشتركة وادعوا من هذا الملتقى من الكتاب والادباء الاردنيين بزيارة الصين ونحن سعيدين بتمتين هذه الروابط وتعزيز التعاون الثقافي والعلمي. وقال رئيس إتحاد الكتاب الأردنيين الشاعر عليان العدوان في كلمة ترحيبية: نحتفل معا بانطلاقة الملتقى الثقافي الثاني الصيني الاردني في الاردن هنا في مقر الاتحاد وبذلك فنحن نجددها اليوم مثلما أطلقناها في 2015 في الصين التي كنا تابعنا فيها فعالياتكم الفنية والثقافية وتباحثنا في اطلاق مبادرة من هناك واليوم وأستمرارا للاتفاقيات السابقة الموقعة بين الحكومتين وبالفعل تزدهر الثقافات بالملتقيات والمنتديات وجمعتنا الثقافة والادب من جديد تجديدا لطريق الحرير الذي بدا من اكثر من 2000 سنة والذي جعل الحضارات العريقة تتبادل وتتاثر بعضها ببعض وتلاقي الثقافات والشعوب تبادلا للمعارف العلمية والفنية والادبية فضلا عن الحرف اليدوية والادوات التقنية وازدهار اللغات والاديان والثقافات وتمازجت، ونحن اليوم بهذا الملتقى نعزز التعاون والتبادل الثقافي بين الحكومتين الصينية والاردنية عبر نافذة الادب والشعر وتمازج الافكار بين الكتاب الصينيين والاردنيين، على الرغم من بعد الصين عن العالم العربي في العصور القديمة، وانعدام المواصلات والإتصالات كما هي اليوم، فاننا نجد في كتابات الأقدمين إشارات تدل على عمق العلاقات التجارية بين الصين وأنحاء متفرقة من العالم العربي وقد تواصلت هذه العلاقات على مدى التاريخ ولعل أول من أشار إلى وجود علاقة تجارية بين الصين والعرب الأنباط منذ أنشؤ دولتهم واتخاذهم (البتراء) عاصمة لهم. وأضاف العدوان، لقد أتيحت لنا فرصة زيارة مدينة شيان في شمال غرب الصين بدعوة من اتحاد الكتاب والادباء الصين في عام (2015) حيث وقفنا على محطة انطلاق قوافل طريق الحرير خلال العصور القديمة والمتوسطة واطلعنا على خارطة الطريق التي تمر عبر بلدان الشرق الاوسط والتي قامت ببناء جسور ثقافية مع بلدان وشعوب كثيرة من خلال العلاقات التجارية ومع ازدهار التبادل التجاري بين الصين والعالم العربي في الوقت الحاضر ومنها الأردن فقد أدّى ذلك الى انتاج ثقافة عالمية تخترق الحدود وتتجاوز كل الحواجز نتيجة لتواصل الشعب الصيني بالعالم العربي الامر الذي فعّل وعزّز سبل التواصل الثقافي ودفع العديد من ابناء الامتين الصينية والعربية الى تعلم اللغة الأخرى كون اللغة هي المفتاح لجميع اشكال التواصل بما فيها الانشطة التجارية والثقافية والاجتماعية والسياسية , إلا أن كل ما حدث كان بدوافع شخصية فردية أو مجموعات صغيرة لها انتمناءات دينية أو تجارية واذا اردّنا أن نوثق هذه العلاقات بطرق علمية مدروسة يكون لها تأثيرات ايجابية فلا بد من قيام الجامعات والمعاهد والدارس بدورها في وضع برامج تعليمية وتثقيفية وتدريبية في كلا الجهتين لتسهيل الحركات التجارية وتعزيز التبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي بشكل عام والاردن بشكل خاص لفهم اسس الحضارات القديمة وما بنى عليها من تشكيل انماط الحياة البشرية الى فلسفتها التي اسمهت في التقدم الحضاري البشري وما زالت تسعى لمعرفة الرأي الآخر وتحاول بناء جسور للمحبة والسلام بين جميع شعوب الأرض. وحضر الوفد الصيني برئاسة "ليو جيان واي"، نائب مدير استوديو افلام 81، عضو اتحاد الكتاب الصينيين، روائي ومن أهم اعماله رواية "ثلاثية العصر، شمال المدينة، اختراق مفاجئ،عصر الأبطال، عاصفة البحر"، وريبورتاج "الشمس الحمراء والشمس البيضاء، "الشمس تشرق من الشرق"، وريبورتاج متوسط بعنوان "الشتاء العاجل"، سيناريو فيلم عاصفة البحر، "ضجة البرية "، والمسلسلات التلفزيونية مثل " اختراق مفاجئ " ، "عصر الأبطال "، والحائز على عدة جوائز: ماو دوين للأدب، مشروع خمسة واحد المقدمة من قسم الدعاية المركزية، الرتبة الاولى من جائزة شيا يان للافلام والادب، الادب ل فنغ مو ، الادب ل تشوانغ تشونغ وين ، الادب الشعبي ، الحكومة للفيلم المتميز،الديك الذهبي، الطائر، النسر الذهبي، النجمة الذهبية، جيش التحرير للفنون الادبية، وقدم ورقة عن الأردن قال فيها : يقع الاردن هذا البلد العريق في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية الذي يعد بالنسبة لي ككاتب صيني في شرق اسيا مكانا ساحراً المكان الذي يجعلني غريبا وقريبا في نفس الوقت . وأضاف "ليو": غريباً لأنني لم أزره من قبل ,وهو في منتصف العالم العربي جغراقيتها وشكلها العام تاريخها وثقافتها ديانتها عادات الطعام والشراب بالنسبة لي كلها غريبة أو غير معروفة وفي نفس الوقت أظنني قريباً وعلى معرفة بهذا البلد، أعرف أن الاردن كالصين لها الاف السنين من التاريخ العريق وأنهما قد ابتدعا حضارة عريقة ومشرقة، فعمان هذه المدينة البيضاء لها من الاثار التاريخية ما يعود لاكثر من 3-4 الاف سنة قبل الميلاد، وهذا تماماً كالموقع الاثري في مودو في مقاطعة هونغ شان في منغوليا الداخلية في لاصين وبقايا حضارته الانسانية ، أعلم أيضاً أنه قبل أكثر من الف سنة قد وصل الصينيين الى الاردن عبر طريق الحرير، وأعرف ان الاردن تقع في الشرق الاوسط، هذه المنطقة المضطربة باستمرار لكنها تستطيع الحفاظ على تنميتها واستقرارها الداخليين على مر السنين فهي دولة فاتنة بالفعل، وبعد الحرب الرابعة في الشرق الاوسط خاصة بعد عقد الاردن و اسرائيل معاهدة السلام تحت ظل القيادة الحكيمة للملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله والملك عبدالله الثاني رعاه الله تستمر التنمية والسلام لمدة عشرين لثلاثين سنة. وأكد ليو : إن الاردن هذه الدولة الحيادية والغير متحيزة بسياسات الانفتاح الدبلوماسية تشبه كثيرا السياسات الخارجية المطبقة في الصين لسنوات ,مما يجعل للتنمية السلمية لهاتي الدولتين نتيجة حتمية، وفي هذه النقطة تختلف الاردن كثيراعن الضفة الغربية في فلسطين وشمال الاردن سوريا ,فتدل التنمية المتواصلة للاردن والصين في هذه السنوات على القيادة العظيمة لها، وأعرف أن الاردن والصين دولتين تقليديتين صديقتين ففي عام 1977 تأسست العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الدولتين، فقد أصبح رئيسي وشعب الدولتين كالاقارب بينهم تواصل وصداقة عميقة، وعندما كان ملك الاردن عبدالله الثاني ولياً للعهد قد زار الصين ثلاث مرات وبعدما تسلم العرش بنصف سنة زار الصين ايضا وبعدها زارها حوالي خمس مرات لم أقم بإحصائية مفصلة لكنني أقول بكل تأكيد أن علاقة ملك الاردن ورئيس الصين والزيارات المتكررة للدولتين هي علاقة رائعة لا يمكن تخريبها فقد رأى الصينيون أن الاردن هي دولة صديقة يجب أن يزوروها ولو مرة في حياتهم. وأود أن اشكراتحاد الكتاب الاردنيين على دعوتهم واتحاد الكتاب الصينيين على بعثهم ومنحي فرصة التواصل عن قرب التي لطالما تمنيتها فقبل قبولي لمهمة الزيارة هذه بشهرين قد سافر فلبي للاردن عدة مرات ورأيت مناظرها الخلابة في أحلامي، كالبحر الميت الذي يسمى جوف العالم وهو أخفض بحيرة عن سطح الأرض وهو مشهور جداً في الصين أن مياه البحر الميت الشديدة الملوحة على ارتفاع 442 مترا،ً وأن الانسان يطفو فيها بشكل ممتع وهي من أوائل وجهات الصينيين السياحية ومشهور أيضا عنه طينه في اعماق البحر الميت بفوائده وتأثيره على تجميل البشرة وهذا تقريبا معروف في كل بيت في الصين، ويعد وادي رم على درجة من الشهرة ايضا تزداد يوما بعد يوم تقريبا كشهرة الصحراء الكبرى والوصول الى وادي رم واستكشافه أصبح وجهة الصين الخارجية، والارث الثقافي العالمي مدينة البتراء العريقة هي ايضا المكان الرائع الذي يجذب الصينيين وهي المدينة التي تجسد الحضارة العربية القديمة وهي ايضا على درجة كبيرة من الشهرة في الصين، لا أدري إن كنا سنزور هذه الاماكن الجميلة خلال زيارتنا للاردن فقد قمت بالبحث عنها على الانترنت أثناء تحضيراتي ومن المؤكد أن زيارتنا للاردن ليست فقط للاستمتاع بالمناظر الطبيعية ولا نندرج تحت قائمة السياح لزيارة الاثار الحضارية التاريخية بل إن هدف زيارتنا الرئيسي هو أن نكون رسلاً للتواصل الثقافي، فمجيئنا في السنة التي اتمت فيها العلاقات الصينية الاردنية 44 عاماً شيءٌ مشرف وفي نفس الوقت يحملنا مسؤولية كبيرة. وإن تأثير الحضارة العربية على الصين كبير جدا ,فإحدى هذه الادلة هي استخدامنا للارقام العربية للحساب , ويعد لكتب الادب العربي "الف ليلة وليلة"تأثيراً كبيراً في الصين ,ولا يوجد أي صيني وصل لمرحلة الاعدادية ولم يقرأ هذا الكتاب . لست متأكداً من حجم تأثير الثقافة الصينية والادب الصيني في الاردن ,لكني أؤكد على أهمية التواصل بين أدباء البلدين . فهناك الدولة الام /المنبع للادب لكن ليس له حدود , وهذا متفق عليه عالمياً . لذلك ,فإن الادب قد أصبح محورا وجسرا هاماً بين الدول والشعوب . وإن رسالتنا الرئيسية من هذه الزيارة هي تعزيز /توطيد جسور الثقافة وتمتين محاور الادب بين الاردن والصين. و"خوانج داو جوين"، نائب رئيس اتحاد الكتاب لمقاطعة شان شي، عضو لجنة اتحاد الكتاب الصينيين، كاتب نثر، درَّس في قسم اللغة الصينية في مدارس ثانوية، وبعد ذلك عمل في اتحاد الاوساط الادبية والفنية الصيني في المقاطعة، ثم عمل في قيادة وتنظيم الاوساط الادبية والفنية في قسم الدعاية المركزية التابع للمقاطعة، وتحدث عن تجارة وثقافة وشعر طريق الحرير. و"لي بنغ"، مسماه الكتابي :لونغ إي، نائب رئيس اتحاد الكتاب لمدينة تيانجين، كاتب مختص في كلية الاداب، عضو اتحاد الكتاب الصينيين، روائي ومن أشهر رواياته " طهو العشق، استعر بندقية، أدوات الوصل، المؤامرة العميقة، النار في العتمة، الكود، التحقيقات السرية، وسلسلة القصص القصيرة من مثل: الاختفاء، القتلة، سنة جديدة سعيدة، عطر زهرة الروطان، الروائي صاحب الاطعمة اللذيذة، كاتب في نظريات القصص القصيرة "أساليب القصة القصيرة "، ومن قصصه "الاختفاء، استعر بندقية، الكود"، حيث عدلت هذه القصص لتصبح مسلسلات عرضت على شاشات التلفاز، وقدم موضوع عن القمح. و"شو تشون تشياو"، نائب عميد كلية الاداب في مقاطعة ان خوي، نائب رئيس اتحاد كتاب مقاطعة ان خوي، عضو في اتحاد الكتاب الصينيين، روائي ،عمل مسبقا في مدارس، صحف ، ودور نشر، وصحفي محررومساعد مديردارالنشر، من أعماله الروائية :"ضع اسلحتك، وقفة الرجال، مبنى الخمر، الحب تعدى سماء الغرفة، سلسلة رباعية الرجال، وسلسلة الروايات القصيرة مثل " الألغاز " كمجموعة كتب أدب القرن الواحد والعشرين، شبكة من غير أسماك، نور القمر في المدينة، لا تخبر أحداً في الحياة، وسلسلة الكتابات النثرية مثل "العودة إلى حجرة الدراسة "، والروايات من مثل "ضع أسلحتك، وقفة الرجال، مبنى الخمر ، الرواية المتوسطة "البحث عن انسان، لا يسمح بالسرقة"، والتي تم تعديلها لتصبح مسلسلات و أفلام، وهو حائزعلى عدة جوائز: مقاطعة ان خوي للادب، شانغهاي للادب ، المئة وردة في "الروايات الشهرية"، الدرع الذهبي للاداب من وزارة الامن العام وقدم ورقة عن المعاناة للجمتع الإنساني. و"جانغ يان لينغ"، رئيسة تحرير مجلة "عالم الادب في الجنوب "، عضوة في مجلس نقد النظريات لرابطة الكتاب الصينيين، المدير التنفيذي لجمعية المعلقين على الادب والفن الصيني،نائب رئيس جمعية البحوث النظرية للاداب والفنون في جوانغ شي، وهي محررة، معلقة وكاتبة، ناقدة وناشرة لكتابات وبحوث تفوق المليون رمز في صحف داخل وخارج البلاد، ويتم اختيار أكثر من عشرين نوع من مجموعة كتاباتها النثرية لنشرها سنوياً، والمختارات الادبية المتميزة تصبح مع "كتب القراءة الجامعية " وتترجم للكورية وتنشر في كوريا، ومن أشهر ابحاثها المنشورة "مقومات النقد، حوار "ما لا تشين فو" الاحاسيس والحجج " من اربعة أجزاء، وسلسلة النثر بعنوان "هذا الشاطئ وذاك"، و"العالم الهادئ" من ثلاثة اجزاء، ومن أعمال التحرير الرئيسية لها "سلسلة انتقادات الجنوب " ما يقارب ثلاثين جزءاً، وهي حائزة على جوائز عدة: الاناث للاداب، البرونزية للاعمال الادبية والفنية المبتكرة في جوانغ شي، الثمرة المتميزة لدراسات الاقليات على مستوى الصين، الادب للمتميزين وقدمت ورقة عن شجرة الزيتون. و"لي جين تشي"، نائب مديرقسم الاتصالات الخارجية لاتحاد الكتاب الصينيين، المدير التنفيذي لجمعية دراسات الادب الياباني الصيني، عضو في جمعية الكتاب الصينيين، مترجم للادب الياباني، مترجم ومتحدث عن القصص، الدراما، الادب الطفولي، والتعليق للكتاب المعاصرين اليابانيين. وقدم الباحث محمود سالم رحال، أمين عام اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين قـراءة فـي أفـكـار كونفوشيوس أول فيلسوف ينجح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي، قال فيها: أن فلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية، أما إيمان أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود الى سببين: أنه كان صادقاً محبا،ً وأنه شخص معقول ومعتدل وعملي، وهذا يتفق تماماً مع المزاج الصيني، بل هذا هو السبب الأكبر في انتشار فلسفته في الصين، ومن بين الأعمال التي تُعزى إلى تعاليمه "المختارات الأدبية"، وهي سجل محاضراته، إن جوهر تعاليم كونفوشيوس يمكن تلخيصها في كلمتين فقط هما "الإخلاص والتسامح"، ويمكن إيجازها ببساطة في أنه يجب على المرء أن يكون مخلصا لذاته، ولكن عليه في الوقت نفسه أن يراعي الآخرين، وهناك كلمة ثالثة إلى جانب "الإخلاص والتسامح"، تتواجد في صميم أفكار كونفوشيوس، ألا وهي كلمة "الخير"، وسئل كونفوشيوس ذات مرة ما هو "الخير"، فأجاب بكلمتين "حب الناس"، أن حب الناس هو الخير بعينه، وسئل كونفوشيوس عن مقولة قابل الخطيئة بالإحسان فأجاب كونفوشيوس، تقابل الخطيئة بالاستقامة، ولكن ترد الخير بالخير، إن الذي يدعو إليه كونفوشيوس هنا احترام كرامة الإنسان، وبين الأقوال والأفعال وضع كونفوشيوس اهتماماً خاصاً على الأفعال حيث إن قوة كونفوشيوس هي للأبد قوة الأفعال وليس قوة الأقوال , وأوصى كونفوشيوس أن تقول القليل وتفعل الكثير , وكما يقول المثل الصيني الشائع " المشاكل تأتي من اللسان"، ويخبرنا كونفوشيوس إن العطاء يمكن أن يحقق سعادة أكثر من الأخذ وما نعنيه "إذا أعطيت وردة، سيبقى عطرها في يديك"، قال كونفوشيوس: لتكن لديك العزيمة الثابتة لتكرس نفسك للتعلم، وتنجز عملك على أكمل وجه لا تقم بعمل ليس من واجبك، ولا تتدخل في عمل غيرك، إن أسمى ما نتطلع إلية هو أن نسمح للمبادىء الأساسية لكونفوشيوس بالتغلغل في قلوبنا، لتوحيد السماء والأرض والبشر في وحدة متكاملة، بما يعطينا قوة لا متناهية، ودائماً ما نقول إنه إذا أرادت أمة أن تحيا وتزدهر، يجب أن تبتسم السماء لها، وتمنحها الأرض بركاتها، ويجب أن يعيش أبناؤها بسلام، بإمكان كونفوشيوس أن يقودنا إلى توازن متناغم في عالمنا اليوم. "اللـيـل فـي بـكـيـن"، وقرأ مصطفى الخشمان، نائب رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، قصيدة بعنوان "الليل في بكين"، وقال فيها: اللــيل فـي بــكـيـن يـأسرني/ والنفس فيها تنتشـي سحـــرا/ للـقلب خـفـقٌ مــن مـحـبتها/ ونسيمها حــولي غدا عِطْــرا/ جــئـنا إلـيهـا فـوق أجـنحـة/ٍ تهوى النجوم وترقب الفجــرا/ نـــفـســي ألمُّ ربـيعها بـيدي/ بـــاقــات وردٍ أينعـت زهــــرا/ لأطـيرَ فـوق الـغـيم من فرحٍ/ وأغــــازل النجمات والـبـــدرا/ فـالـصـيـن حُـبٌّ نبضها بدمي/ أدمنت فيها الشعـر والنثـــــرا. وألقى الشاعرعبدالرحمن المبيضين قصيدة مطلعها: أهلاً بكم في شرْقـنـا الـعربي/ أهــلاً بــكُــلّ الـسّادة الــنُّـخُـب/ِ أهلاً بكم فالصّـيــن من قـــدمٍ تاريخُها يـدعـو إلــى الـعَجـبِ/ فـالـسّـور فـيـهـا شاهـدٌ أبــداً والشـعـبُ ذو خـلـْقٍ وذو أدب/ِ أهلاً بـكــم فـي الإتـحـاد هـنـا/ أهلاً بــكــم في الأرْدُنِ العربيِ أنتُم هنا في خــيـرِ عـاصـمـةٍ/ تْـزهـو بـكـلّ الـمـجدِ والحسَـب/ِ والقائدُ المـعـروف في بـلـدي/ من أشرفِ الأقوامِ فـي الـنّسبِ/ أهلاً بكم فـالـصـيـنُ زاخـــرة/ٌ بالـــعــلـــمِ بــالأقــــلامِ بــالـكــتـــب/ِ أنتُم هـنا فـي الـقـلـبِ موْقِعكُم/ فــي العـينِ في الأجفانِ والهُدبِ. وقرأ الدكتور صائب القاضي ورقة عن عميد الأدب الصيني "لوشون" أعدها الدكتور مهدي العلمي، قال فيها: يعتبر لوشون عميد الادب الصيني بدون منازع , وهو رائد كبير من رواد الثورة الثقافية في الصين، وبسبب إدراكه لأهمية الأدب فلقد ترك دراسة الطب واتجه للأدب وقام بإصدار مجلة أدبية، أحب الصينيون لوشون، ورددوا كلماته كشعارات في العديد من المواقف ومن إحدى مقولات لوشون المشهوره "علة هذه الأمة هي مرض الروح وليس مرض الجسد". وتبادل أطراف الملتقى من اتحاد الكتاب الأردنيين والوفد الصيني دروعا تكريمية وشهادات تقديرية بهذه المناسبة.جمالك روعة الدنيا وهوايا رضيته يحترق وسط السحابة الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 17-10-2017 08:43 مساء
الزوار: 1130 التعليقات: 0
|