نظم البيت الأدبي للثقافة والفنون بالتعاون مع ملتقى عفرا الثقافي مهرجانه الإبداعي المفتوح في محافظة الطفيلة، والذي أداره كل من مدير البيت الكاتب أحمد أبو حليوة ورئيس الملتقى الدكتور جميل القطاطشة، وذلك في مركز الملكة رانيا العبدالله الريادي مساء يوم الخميس الماضي.
الحفل استهل بجولة في أرجاء مركز الملكة رانيا العبدالله الريادي والتعرف على مجموعة من أقسامه كالمكتبة ومركز اللغات وقاعة المناسبات ومنتزه الأطفال، وذلك بحضور رئيس ملتقى عفرا الثقافي وبوجود كل من عطوفة محافظ الطفيلة السابق الدكتور عدنان عواد، وكذلك الداعم الأكبر لبناء المركز الريادي، والذي أسهم ببنائه الحاج الكريم الفاضل إبراهيم الحناقطة رئيس مؤسسة إعمار مدينة الطفيلة، وكذلك بحضور المهندس رشيد علقم أمين سر نادي خريجي الجامعات والمعاهد الجزائرية في الأردن، وغيرهم من الحضور الكريم من سادة وسيدات.
تلا ذلك افتتاح المعرض الفني التشكيلي الذي شارك فيه كلّ من الفنان المبدع جهاد الحجاج والفنان القدير معن الفراهيد، وقد استوحت لوحاتهم موضوعاتها الواقعية والتعبيرية من البيئة الأردنية دون إغفال المدرسة التجريدية.
وعلى مسرح مركز الملكة رانيا العبدالله الريادي بدأت فقرة الإلقاء المخصصة للأطفال، حيث أجادوا أيما إجادة وأبهروا الحضور بجماليات صوتهم وحسن حفظهم وروعة إلقائهم وما اتخذوه من زي لهم، وقد أحيا هذه الفقرة الأطفال التالية أسماءهم: الطفلة آية محمد أبو حمرا ذات الشخصية الواثقة والمدهشة الحضور، الذي تلاها الطفل قصي مصعب الخلفات الذي كان أصغر المشاركين وأطولهم  نفساً وهو يقرأ رائعة الشاعر العربي المصري أمل دنقل «لا تصالح»، فيهز بها وجدان وضمائر  الحضور الذي يحاكيه صمتاً الفكرة، وهو الشعب العربي الأردني الأصيل المؤمن بالحرية لكامل التراب العربي الذي بقي منه أيقونته فلسطين، وبعده اعتلى المنصة صاحب الصوت المجلجل كفارس الطفل خالد محمد الشقارين، ومن ثم الأنيقة الحضور بثوبها التراث الطفلة زهرة العلى علي قطيشات، لتليها جميلة الجميلات وهي تلبس حطة الوطن ثوباً من اعتزاز ووقار وألق الطفلة سيدرا محمود الحوامدة.ثم انتقل الحضور مباشرة إلى الفقرة الإبداعية التي شارك فيها عدد من الشعراء والقاصين ومن كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار والمستويات الأدبية وهم: الطفلة الواعدة في مجال القصة القصيرة رهف زنون التي كانت كبيرة رغم حداثة سنها، وأيضاً الشاب الواعد عبد الله السبايلة الذي بشرت قصيدته بخير شعري لا بد قادم، وكذلك القاص معمر الرواشدة الذي ضمّن قصته أبعاداً دينية مانحاً إياها صفة الوعظ والإرشاد، ولأنّ هذا الشبل من ذاك الأسد، فكان والده الشاعر عبد الرزاق الرواشدة واثق الحرف والحنجرة في شعره، في حين ظهر الشاعر أيمن الرواشدة شاعراً متزناً هادئاً ممتلكاً لأدواته، وهو يوظّفها بشكل قومي معبر وصادق.
ولأن الطفيلة معطاءة، ترى في وجوه أهلها الطيبة، وتتلمس تواضع الكبار رغم اعتزازهم الهائل بأنفسهم ومدينتهم -وحقّ لهم ذلك- ولذلك رأينا من يشارك في هذا المهرجان أيضاً عطوفة محافظ الطفيلة السابق الذي كان أيضاً رئيساً سابقاً لملتقى عفرا الثقافي الدكتور عدنان عواد، الذي كان محترف الموهبة مجيد القصيد أخاذ التعبير الشعري والحديث الذي وظّفه بين اعتزاز بمدينته الخبير بتاريخها وأهلها، وكذلك بحسن الترحيب بالضيوف الأكارم، الذي كان أولهم بالمشاركة الشاعر النبطي خالد صوالحة الذي أهدى الطفيلة قصيدته الأولى ليعرّج في الثانية على نبض قلبه ويقدم قصيدة عاطفية، ويصعد بعده الشاعر الأنيق عمر عياش في قصيدة عمودية وأخرى حرة له.
وعندما اقترب الختام كان لا بدّ من الاستماع إلى رئيس ملتقى عفرا الثقافي الكاتب الجميل الحكيم الدكتور جميل القطاطشة صاحب الشخصية اللطيفة والقلم العذب، ليليه مدير البيت الأدبي للثقافة والفنون القاص أحمد أبو حليوة الذي قرأ قصة «الشيخ والثلج» بأسلوبه المعهود في إجادة فن الإلقاء والمسرحة الصوتية لقصصه، ليقرأ أيضاً بعد ذلك رائعته الأدبية الملخّصة لسيرة حياته «هذا أنا».
شهد المهرجان الإبداعي أيضاً في الطفيلة ولأول مرة في تاريخ فعاليات البيت الأدبي للثقافة والفنون التي ناهزت خلال الثلاثة عشر عاماً المئتي فعالية إحياء الفقرة الموسيقية والغنائية بآلة الربابة الشعبية والتراثية، وذلك عن طريق المبدع صاحب العزف المتقن والصوت الواضح اللفظ والعميق المعنى الفنان عبدالله العوادين.
كما شهد المهرجان أيضاً عرض داتا شو لنصين معبرين دافئين باللهجة المحكية للمبدعة سهيلة الجفوت، وكذلك عرض لوحة للفنان التشكيلي الصغير الجميل يزن محمود الحوامدة، بالإضافة إلى كلمة للدكتورة حنان خريسات، ليكون الختام بتبادل وإهداء الدروع، والتقاط صور تذكارية مع المشاركين الرائعين والحضور البهي.