أقامت اللجنة الثقافية لقسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب - الجامعة الأردنية ندوة تذكارية تخليدا لذكرى القاص والأديب فايز محمود وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة يوم أمس الأول في مدرج الكندي شارك فيها الدكتورعمر عبدالله العنبر، وقدمت طالبات كلية الآداب من أقسام مختلفة أوراقا حول الراحل القاص وأدار الندوة الأستاذ الدكتورإبراهيم خليل.
وتحدث الدكتور عمر العنبر حول شخصية الأديب والذي أعتبره فيلسوفا وله من المؤلفات ما يزيد عن 30 كتابا وقصة تعددت مواضيعها معتبرا وفاته خسارة للوسط الثقافي.
وقرأ الدكتور ابراهيم خليل قصة من تأليف الراحل بعنوان «رحلة قلب» والتي تعبر عن قصة معاناة بطل تشبه شخصيته ومقارباتها حياة القاص نفسه والذي عاش ضائقة مالية ويقطن في منزل شعبي ويصعد أدراجا متعبة وأحب جارته وكان يفكر في السفر للخارج لغاية الزواج بها.
وقرأت الطالبة رنيم تيترو ورقة عن (الغرائبية في كتاب «قابيل» لفايز محمود)، قالت فيها إن ما ميز عمله الأدبي هذا هو الطابع القصصي والذي جعلنا نعيش تجربته الأدبية والفلسفية في آن واحد ومحورها الاساس قضية الإغتراب الوجودي والاستغراق في الرمزية حد الغموض والذي عادة لا يتوفر في أدبه وأن الأغتراب عنده يبدأ من حواء وقابيل وينتهي بالإنسان الموجود في قصة قابيل.
وتحدثت الطالبة ياسمين عياد عن «ثلاثة نقوش محبوبة» لمحمود كإشراقات في فلسفة الحب إذ يلملم الأديب المفكر ادواته ويصف مملكة الحب حاملا نبضات القلب متخذا من لحظات العمر حكاية جميلة.
وقرات الطالبة قمر عبد القادر ورقة بعنوان «كلمات من العقل» للقاص قالت فيها: كنت أكتشفت نفسي رويدا رويدا بشيء من الفرح والخوف واستيقظت على طيف ذكرى عمري، وحينما أستيقظت فقد كل شيء أما في الحلم فقد تتالت علي أحداث لا أكاد أميزها جميعا.
وقدمت الطالبة سحر وليد مداخلة حول قصة «الأبله» لمحمود، تشير فيها إلى أن الكاتب قال عنها إنها تجربة خاصة كتبتها إبان سجني وفيها استعادة لفضاء الأمكنة والأزمنة التي غدت محبوسة عنا، فالكاتب فايز محمود لم يكن بعيدا عن واقعه وكانت كتاباته تعبيرا عن حجم المعاناة الداخلية التي يحياها لفهم ماهية الإنسان.
يذكر أن الأديب فايز محمود ولد في منشية المفرق عام 1941 وعمل في الإعلام محررا ومندوبا لعدد من الصحف العربية والأردنية، وفي إذاعة عمان، ورئيس تحرير لمجلة أفكار 1988- 1990 ثم رئيس تحرير لمجلة صوت الجيل التي عنيت بأدب الشباب. وعين مستشارا لوزير الثقافة عام 1991 -2001 وفاز بجائزة غالب هلسا للإبداع الثقافي من رابطة الكتاب 1994 ومنح ميدالية الحسين للتفوق من الفئة الأولى عام 2000. ومن مؤلفاته: العبور دون جدوى (قصص) الأبله (قصة) القبائل (قصص) قابيل (قصص) نزفٌ مكابر (قصص) وله أيضا: الحقيقة بحث في الوجود، وأوراق فلسفية، ومشكلة الحب، والحرية والضرورة، وثلاثة نقوش محجوبة (3 أجزاء) وصدى المنى(مقالات) وشروق (نصوص) والأردن آفاق قومية ووطنية. وفي العام 2006 صدرت أعماله القصصية الكاملة عن منشورات البنك الأهلي الأردني في نحو 300 صفحة مع مقدمات قصيرة لعدد من أصدقائه ومتابعيه.
وكان الراحل الكبير قد تعرض لنوبة قلبية حادة ليلة الاثنين 11/ 7/ 2011 توفي على إثرها، وقد نعاه وزير الثقافة، ونعته أوساط أخرى من بينها رابطة الكتاب الأردنيين.