ألقى الشعراء نايف الهريس ومحمد سمحان وسعيد يعقوب في بيت الشعر بالمفرق قصائد وطنيّة تغنّت بفلسطين وأكناف بيت المقدس، في أمسية بالتعاون مع جمعيّة خطاب الثقافية، وأدارها الشاعر خالد الشرمان.
وقرأ الهريس قصيدة قال فيها: «غيورٌ صهيل الأرض قد شحنه/ فألقى دثار الصّمت وارتكنه/ وأرخى لجاج الصّبر من جدلٍ/ وأخلى قذى عينٍ رأت محنه/ فولَّى على نهج الفدى عُمُراً/ لوجدٍ سجى والحرّ قد سكنه/ وروح المنى تبنيه في أملٍ وأيدي الوفا بالحقّ مرتهنة/ ولكنّ ريح الظلم قد فردت/ غراباً يرى في موطني وكنه». ومن قصيدة أخرى قرأ الهريس:
«وخيِّلْ بسيف الحقّ تعرفني/ بأنّي ابن كنعانٍ على فرسِ/ أنادي صلاح الدين يحضرنا/ على خيل رقص الحرب بالمَرَسِ/ هنا خالدٌ للسيف معتذرٌ/ عن الذبح إن كان الحفيد نسي».
وقرأ سمحان للقدس وعمان بالإضافة لقصائد غزلية، ومنها «كوخ من الأبنوس» قال فيها: «كوخٌ من الأبنوس في غابة/ من أضلعي حطّبت أخشابه/ وبنيته نغماً على نغمٍ/ لقّطتها من بوح شبّابة/ وفرشته بحروف أغنيةٍ/ كالجدول الرقراق منسابة/ سيّجت بالأهداب شرفته/ وصنعت من نار الجوى بابه/ ألبسته ثوب المجاز رؤىً/ فتّانة الألوان خلابة/ حجّ الفراش له وباركه/ وأقام فوق الورد أسرابه/ في قلبه كرمٌ يفيض
جنىً/ من أحرفي قطّرت أعنابه/ طوّبته لحبيبتي وطناً/ وةكسوت بالأشعار أعتابه».
وختم الشاعر يعقوب بقراءات للقدس، إضافةً لقصائد وجدانية منها «رسالة بلا عنوان» التي قرأ منها: « ثنتان لا صفحٌ ولا عذرُ/ لهما لديّ الكذب والغدرُ/ وأصدُّ عن عذبٍ أهونُ بهِ/ ويلذّ لي مع عزّتي المرُّ/ وخسارتي ربحٌ إذا اقترنت/ بسوى الذي يرضى به الحرُّ/ ويطيب لي الفقر الشديد إذا/ كان اختيالي شرطه الفقر/ ما أنت أوّل من أخلّفها/ خلفي ويحرق قلبها الجمر/ وتعضّ من ندمٍ أناملها/ ويسوطها في سهدها القهر/ وكذاط طبعي الوعر يأمرني/ وأطيعها إن جاءني الأمرُ».