تونس تقرأ مجموعة حديثة التكوين تهتم بنشر ثقافة القراة للكتب لدى المواطن التونسي ولدى الناشئة بدأت نشاطها منذ جانفي2017 رغم أن فكرة تونس تقرأ ليست جديدة بل جاء بها الكتاب سنة 2012 إثر تأخر تنظيم معرض الكتاب بتونس حين إتخذ الكتاب الفضاء العام مكانا لقراءاتهم واليوم عادت هذه الفكرة لكن بصيغة جديدة وهي أن تتم مناقشة قضية من خلال قراءة كتاب وبالتالي الإهتمام بالكتاب وبما كتبوه كفكروتنزيله في عصره وما يتطلبه واقعنا اليومي من خلال الموضوع المطروح .
تونس تقرأ اليوم للكاتب الدكتور "محمد عابد الجابري" وهو أصيل المغرب ومولود بهاسنة 1936 وتوفي بها سنة 2010 وهو الحاصل على ديبلوم الدراسات العليا في الفلسفة ودكتوراه الدولة في الفلسفة من كلية الرباط , وهو أستاذ فلسفة وفكر عربي إسلامي بكلية الآداب بالرباط منذ سنة 1967 من أبرز مؤلفاته : التراث والحداثة (دراسة)-مسألة الهوية-تكوين العقل العربي-بنية العقل العربي-إبن رشد سيرة و فكر(دراسة) .
وتونس تقرأ اليوم كتاب محمد عابد الجابري " المثقفون في الحضارة العربية " الصادر عن مركز الدراما-الوحدة العربية بلبنان سنة 1994في طبعته الرابعة .
إنتظم اللقاء ضمن مجموعة من شباب مجموعة "تونس تقرأ" اللذين قرؤوا الكتاب ومجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي والكتاب اللذين علموا بهذا اللقاء عن طريق شبكة التواصل الإجتماعي تولى إفتتاح اللقاء الشاب " فؤاد بالضياف " الداعي إلى هذا اللقاء ضمن مجموعة "تونس تقرأ" وتولى تقديم الكتاب الشاب الطالب ماستار فلسفة " المولدي بن علية" ,طارحا حيرة الكاتب في إيجاد هذا المثقف العربي باحثا عنه في التركيبة الإجتماعية للمجتمع العربي , فقسم المجتمع إلى ذوي الرفعة وذوي الخراج وعرف المثقف العربي بالمخالف للقبيلة ولتقسيم القبيلة وأول ظهور لهذا المثقف العربي كان في اللحظة التاريخية في أول خلاف في المجتمع العربي وأول المثقفين هم المتكلمين أو الفلاسفة اللذين إشتهروا بالمواقف في لحظة إنفصال القبيلة عن العقيدة وأول ظهور لكلمة مثقف كان سنة 1894 .
احتد الخلاف مع نكبة إبن رشد ومحنة إبن حنبل المرتبطة حسب تحليل الكاتب والقارئين للكتاب لأسباب سياسية شرحها الباحث في الفنون " عبد الله الحزقي"
والخلاف قام حول القول بخلق القرآن وإشكالية العودة إلى القرآن من طرف الحكام , وإشكالية إجتماع الفلسفة السلطة وإبعاد الدين هي بداية أزمة الفكر العربي وبداية قمع المثقف العربي , والمثقف العربي اليوم يعاني من نفس الإشكاليات , فجدلية المثقف والسلطة لا تزال قائمة .
هذا وأزمة المثقف العربي مزدوجة فهي أزمة داخلية وخارجية اليوم في ظل سياسة الإنبتات وعدم التجذر في الهوية , ووعي المثقف بواقعه ووطنه و أزمته لايخدم القوى الخارجية .
أما محاولة إيجاد تعريف للمثقف اليوم أثارت جدلا كبيرا خلال هذا اللقاء فعرفه أحد الحاضرين بأنه الذي ينتج أفكارا معينة ويعيد صياغتها حسب تطلعات شعبه, وعرفه ثاني بأنه هو من لم يكن له تكوين أحادي بل تكوينه شامل وعرفه ثالث بأنه حالة أوصفة مفهومها مفتوح وعرفه آخر بأنه من يمتلك شجاعة الإنتصار للقضايا العادلة وبهذا التعريف نصل إلى تحديد دور المثقف العربي فإعتبرالحضور أولا أخذا بما ذهب إليه الصحفي" شكري بن عيسى" أن هذا اللقاء هو الرد الإيجابي على واقع الردائة الذي أنتجه السياسيون وعن محاولاتهم لتدجين الفكرالذي هو حق تكفله المنظمات الحقوقية الدولية فالحق في التفكيرلكل إنسان ولإقصاء العامة من المشاركة في الشأن العام وأن المثقف موكول له إنتاج الوعي وإنتاج المعنى وإنتاج التغيير كذلك أوكلوا له إفتكاك الفضاءات العامة وإستعمالها مع أستعمال العقل الجماعي .
تونس قرأت اليوم بجدية ومصداقية في إستعمال الفكر باستعمال جماعي للقعل في فضاء جماعي , والتونسي معترف له بالإعتدال والوسطية عبر التاريخ وبقبول حق الإختلاف وبهذا الرصيد الفكري للتونسي يستطيع المثقف القيام بدوره المتفق عليه اليوم عبرمجموعةالحاضرين القادرة على التقدم بالمشهد الثقافي من خلال طرح مجتمعية جادة وهامة بتغطية إعلامية من الصحفية ليلى بنرحومة ممثلة عن مؤسسة عراروالصحفية فوزية فرحات من إذاعة المنستير في حين أن تغطية أوسع لمثل هذه الأنشطة وغيصال صوتها تمكن من إطلاع المواطن على قضاياه الحقيقية وتطور وعيه بواقعه وإحساسه به في محاولات لإيجاد الحلول الضرورية و الفعالة التي باستطاعتها التقدم بالمشهد الإعلامي والثقافي .
تمنياتي بتواصل جهود تونس في القراءة بكل ربوعها وبالعالم العربي ولكل ناشئتها حملة مشعل المستقبل ومواطنيها المعاصرين من أجل التجذر في الهوية العربية الإسلامية ومعرفة مآثركتابنا في العصور الذهبية والعلم بتاريخنا وحضارتنا لتسهيل التصدي لمحاولات التجهيل والتدجين للشعوب العربية وما يسمى بالعالم الثالث .