|
عرار:
عمان :- استضافت اللجنة الثقافية في نقابة الصحفيين، في ندوة تفاعلية عقدتها يوم الأربعاء الماضي، وزير الثقافة والشباب الدكتور محمد أبو رمان، بحضور نقيب الصحفيين راكان السعايدة، وأمين عام وزارة الشباب ثابت النابلسي، ونخبة من المعنيين بالشأنين الثقافي والشبابي والزملاء الإعلاميين من نقابة الصحفيين، وقد أدار الندوة الزميل الكاتب والإعلامي رمزي الغزوي، مقرر اللجنة الثقافية في النقابة، مؤكدا على أهمية هذا اللقاء التفاعلي، متسائلا: أين تقع الثقافة في قائمة الاهتمام الحكومي؟ وهل هناك حضور فاعل لوزارة الثقافة؟ وما هو تأثير حضورها وغيابها على الحياة العامة؟ وإلى متى ستبقى وزارة الثقافة موضوعة على الهامش بين الوزارات السيادية؟ بدأ وزير الثقافة والشباب الدكتورمحمد أبو رمان، الحديث حول ملف الثقافة والشباب وتفاصيل خطته للبرنامج الذي يعمل على تنفيذه في الوضع الراهن، وشرح الأولويات التي حددها في الشراكة والتكامل والتشبيك في مبدأ الانتقال من العمل الفردي إلى التشاركية الجماعية، ومع بقاء أحقية النخبة في إيلائها الاهتمام الذي تستحقه والانتقال إلى تلك الفئات الأخرى التي سيتم التوسع في وضعها في دائرة الإهتمام في ما سماه «إعادة رد الاعتبار للنخبة المفكرة والمثقفة» وتشمل قطاع أوسع من فئة الشباب، في ظل الانقسام الثقافي المجتمعي بين تيارين تقليدي وآخر حداثي، وتقوية رسالة الدولة الاتصالية بين الدولة والمجتمع. وقال د. ابورمان: إن الدولة الأردنية تقف أمام العديد من الأسئلة المهمة والملحة خاصة في ظل ما يحيطنا من واقع مخيف، ففئات الشباب التي لا تزال تشعر بالفراغ والفجوة بين المركز والمحافظات، والثقافات الفرعية، وغيرها من الأسئلة الكبيرة مما يؤكد غياب الرسالة الاتصالية بين الدولة والمجتمع، وجوهر ذلك يرتبط بالحالة الثقافية والفكرية التي سادت خلال الفترة الماضية، فالصورة النمطية السلبية التي رسمت عن الشباب ليست صحيحة، وقال: «لقد اكتشفت من خلال معاينتي ومقاربتي في فترة عملي الأولية، أن لدينا شباب لديه طموح ويحمل المبادرات المهمة في العمل التطوعي ويحاول البحث عن موطئ قدم له في المجتمع، أضافه إلى أنهم يؤسسون لحراك مهم على صعيد الحالة الثقافية، وأننا بالتشارك معهم استكشفنا آفاق كثيرة مفتوحة للأمل وإذا استطعنا توظيف هذه المبادرات الشبابية ضمن أولويات الدولة وأولويات وزاره الثقافة والشباب من خلال الشراكة والتشبيك مع مؤسسات القطاع الخاص هذا ما نسعى إليه تنفيذه». وقال أبو رمان: ثمة حالة من عدم اليقين الرمادية التي سببت حالة من القلق مفادها «أين نقف اليوم وإلى أين نسير؟» لعدة أسباب وأهمها تأثيرات الحالة الإقتصادية والمناخ العام السائد من الفردانية الضيقة وإرهاصاتها المحضة على حساب الثقافة الوطنية العامة ولزوميتها في الراهن، مؤكدا أن التحول الجوهري الذي تسعى وزارة الثقافة لتحقيقه، هو الانتقال من التركيز على النخبة إلى الانتشار العام، مع الاحتفاظ بمسؤولية الوزارة بدعم النخبة الثقافية، والتوافق على «ميثاق ثقافي وطني» يتضمن الإتفاق على قضايا جوهرية كعلاقة الدولة بالثقافة وسبل الالتقاء دينياً وفكرياً، وبالتنسيق مع المؤسسات الإعلامية، إضافة لرفع كفاءة مديرية المسرح، ومديرية تدريب الفنون، وتحويل المراكز الثقافية في المحافظات إلى نماذج متقدمة في الوعي الثقافي والفني والفكري، وغيرها من البرامج والحملات الإعلامية، حتى تصبح الخطط الموضوعة واقعا ملموسا. وأكد على أن الأولوية ستكون بتفعيل الشراكة المنظمة بين وزارة الشباب وكل المؤسسات المعنية، وعلى رأسها وزارة الثقافة والتركيز على البرامج النوعية بدلا من العدد الهائل للمراكز الشبابية ومنها ما هو غير فاعل تماما، وتوطين البرامج الفاعلة، وتنويع عمل المراكز الشبابية بحسب الفئات العمرية المستهدفة، ومأسسة المبادرات الشبابية وتحويلها إلى مشاريع ترفد الأهداف السابقة، مثل مشروع البرلمان الشبابي، ومشروع أولمبياد المدارس، وغيرها، وأهمية الاهتمام بالدراما، وسيكون ذلك من خلال إنتاج عملين دراميين كل عام، يهدفان إلى بث رسائل سياسية وتوعوية، وأن التلفزيون الأردني سيتحول إلى شاشةً للعائلة، إضافة إلى مراجعة سياسة وزارة الثقافة تجاه المجلات والكتب الصادرة عنها، ومراجعة مهرجان جرش للثقافة والفنون. وتفاعل د. أبو رمان مع العديد من الأسئلة التي تناولت الشأن الثقافي والشبابي، حيث أشار إلى أن الحكومة تراجعت عن استخدام مصطلح «العقد الاجتماعي» لكنها لم تتراجع عن مضامينه حتى لا يسهم ذلك في تعميق التخوفات لدى البعض من خدش مفاهيم الهوية وعلاقة المواطن بالدولة، خاصة وأن الأردن يمر بمرحلة تحولٍ من دولة ريعية إلى دولة مواطنة وخدمات، وأن هنالك حنيناً لدى الأردنيين لمرحلة الدولة الريعية. من جهته وصف نقيب الصحفيين الزميل راكان السعايدة الثقافة بالقوة الناعمة لأي دولة، وأن الهدف من الندوة هو إستكشاف طرق وآليات إدارة المشهد الثقافي والشبابي في الأردن، وأننا بحاجة ماسة للثقافة في حياتنا بإعتبارها جزءاً مهماً يعبر عن سلوكياتنا، منوها إلى أهمية دور وزارتي الثقافة والشباب بقضايا يجب تعظيمها لمنفعة الوطن. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: السبت 24-11-2018 07:16 مساء
الزوار: 1064 التعليقات: 0
|