|
عرار:
بحضور أكثر من 150 مشتركاً "برنامج المنكوس" يختتم تجارب الأداء على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي أبوظبي – السبت 15 ديسمبر 2018 اختتم برنامج "المنكوس" الذي تُنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، مقابلات لجنة التحكيم لتجارب أداء المشتركين بالبرنامج في موسمه الأول، حيث شهد مسرح شاطئ الراحة في إمارة أبوظبي، حضور أكثر من 150 مشاركاً من عدد من الدول العربية لأداء لحن المنكوس، أحد ألحان وبحور الشعر النبطي، والتي استمرت على مدار يومي الجمعة والسبت 14 و15 ديسمبر الجاري. وقد تميزت مقابلات الموسم الأول من البرنامج بمنافسات قوية لأداء لحن المنكوس وفق قصائد متميزة على بحر المنكوس، والتي قدمها المشتركون على مدار اليوميين الماضيين، حيث أكدت لجنة التحكيم أن أداء الأصوات يبشر بموسم تنافسي قوي، وأن ذلك سيكون تحدياً كبيراً أمام لجنة التحكيم واللجنة الاستشارية لاختيار قائمة الـ 18 الذي سيشاركون في الحلقات المباشرة للبرنامج. وفي هذا الإطار، أفاد السيد عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن برنامج "المنكوس" يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي، وهو يسعى إلى تقديم تراث الإمارات والخليج العربي في صيغة تصل إلى دول العالم بأكمله، موجهاً شكره إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعمهما المتواصل في الحفاظ على التراث والتقاليد الثقافية الأصيلة لأبناء الإمارات. وأضاف أن البرنامج يعمل بالتوازي مع برنامجي أمير الشعراء وبرنامج شاعر المليون من أجل الحفاظ على التراث الشعري في العالم العربي بشقيه النبطي والفصيح، مشيراً إلى أن هذه البرامج ساهمت على مدار السنوات الماضية برفد الساحة الشعرية بمئات الشعراء، والذين أصبحوا نجوماً في الشعر العربي، وقد حققوا مكاسب ثمينة من أبرزها الوصول إلى المشاهد العربي على مستوى دول العالم، وفي المقابل فقد تم إبراز المكانة اللائقة للشعر العربي، وهذا ما نطمحه إليه في برنامج المنكوس لإبراز طارج المنكوس، الذي يعد من التراث الإماراتي والخليجي. من جانبه، قال سعيد بن كراز المهيري، إن لجنة تحكيم البرنامج تضم قامات عربية من الباحثين في مجال الشعر النبطي وألحانه والمتخصصين في النقد والأدب والشعر من الإمارات ودول الخليج، وهم: الناقد والأكاديمي والإعلامي الدكتور حمود جلوي عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربيةبكلية التربية الأساسية في دولة الكويت، وشاعر النظم والمحاورة محمد بن مشيط المري من دولة الإمارات العربية المتحدة، وشاعر النظم والمحاورة والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية. وأوضح بن كراز أنه ولأسباب استثنائية، فقد تم في المقابلات التي تمت في مسرح شاطئ الراحة مشاركة الباحث والكاتب في الأدب الشعبي ابراهيم حامد الخالدي، ليحل عضو لجنة في البرنامج بالإنابة عن الدكتور حمود جلوي والذي كانت لديه ظروف قاهرة حالت بينه وبين حضوره هذه المقابلات، فيما سيتابع الدكتور حمود جلوي عمله في لجنة التحكيم في المراحل القادمة. وأكد فارس العيافي، عضو لجنة التحكيم للبرنامج، أن برنامج المنكوس بما يطرحه من أفكار للمشاهد العربي سوف يكون أحد أهم البرامج التليفزيونية في العالم العربي التي تستلهم التراث العريق، مضيفاً أن لجنة التحكيم سيكون لديها مهمة صعبة في المراحل القادمة لاختيار قائمة الـ 18 مشاركاً للحلقات المباشرة، حيث أن هناك تنافس قوي بين المشاركين، وهناك أصوات قوية وأداء متميز أبهر بالفعل أعضاء اللجنة. وقال محمد بن مشيط المري، عضو لجنة التحكيم، إن لجنة التحكيم قامت على مدار يومي الجمعة والسبت بمقابلة نجوم فن المنكوس، وليس مجرد مشتركين في المنافسة، وهذا يؤكد مدى الشغف الذي يمتلكه هؤلاء الشباب لإبراز هذا النوع من بحور الشعر النبطي وتقديم لحنه بأداء متميز، وأن ذلك يبشر بموسم قوي يتبعه بإذن الله مواسم متتالية، مضيفاً أن الموسم الأول من البرنامج قد استقطب هذا الكم النوعي من المشاركين لأداء طارج المنكوس، حيث يظهر ذلك الحضور المميز لهذا النوع من بحور الشعر النبطي، وأن هناك الكثير ممن لم يبادروا بالمشاركة سيسعوا جاهدين للمشاركة في الموسم الثاني من البرنامج. من جانبه، أشار الباحث والكاتب في الأدب الشعبي ابراهيم حامد الخالدي، العضو المنتدب في لجنة التحكيم، أن مقابلات الأداء شهدت اختلافاً في المستويات بصورة جميلة وفريدة قد امتازت بالجودة العالية ودقة الاختيار، متمنياً أن يتكلل هذه الموسم بالنجاح، وأن يستمر هذا البرنامج في طريقه من أجل تسليط الضوء على لحن وبحر المنكوس، وأن تبقى إمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، منارة ثقافية تسلط الضوء على التراث العربي الأصيل. يعتبر "المنكوس" أحد بحور الشعر النبطي الطويلة التي تطرب سامعها وتشده إليها من خلال تفعيلة العروض المتميزة عن غيره من بحور الشعر الأخرى، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه. وترجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت. كما يُقال أن تسمية المنكوس بهذا الاسم ترجع إلى حركة طائر الورقاء "أم سالم"، الذي يستدل البدو من حركته هذه على قدوم فصل الصيف، إذ أنّ صوت هذا الطائر وتغريده يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث صوته الشجي أن ينخفض كلما انتكس نازلاً نحو سطح الأرض، كما يطلق على المنكوس اسم طارق أو لحن المنكوس، لأن المؤدي يطرق بصوته مسامع الآخرين أثناء الأداء. الكاتب:
إدارة النشر والتحرير بتاريخ: السبت 15-12-2018 01:48 مساء
الزوار: 2053 التعليقات: 0
|