|
عرار: في الحلقة ما قبل الأخيرة من المرحلة الأولى من "شاعر المليون".. المتنافسون الجدد قدموا نصوصاً أغلبها وطني .. لجنة التحكيم تؤهل السعودي بدر العنزي بـ49 درجة، والإماراتي راشد الرميثي بـ 46 درجة ... الشاعران علي الغامدي وناصر الشمري يتأهلان عن الحلقة الرابعة بالتصويت عرار: باتت العادة ليل كل ثلاثاء أن ينتظر جمهور الشعر عموماً والنبطي خصوصاً مسابقة "شاعر المليون" التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتبثها قناتا شاعر المليون وأبوظبيـ الإمارات على الهواء مباشرة من شاطئ الراحة بأبوظبي الذي زينه شعراء جاءوا من شتى البلاد العربية للتحدي وللمبارزة بالكلمة وبالحضور. حلقة ليل أمس الثلاثاء من المسابقة التي باتت الأبرز والأكبر من بين المسابقات الشعرية العربية المتلفزة؛ جمعت إلى جانب نخبة الشعراء، جمهوراً لا يستهان به من محبي الشعر النبطي، وفي افتتاحية الحلقة رحب مُعد البرنامج الشاعر والإعلامي عارف عمر بالدكتورة ناديا بوهنّاد، وتحدثا عن شعراء الأمسيات الأربع التي مرت، فقالت الدكتورة إن التفاؤل كبير لديهم، ولا قلق واضح عليهم، إنما الثقة هي التي تسيطر عليهم. ومن مجلس شاطئ الراحة إلى المسرح انتقلت الكاميرا، حيث رحب الثنائي المتألق دوما حصة الفلاسي وحسين العامري بأعضاء لجنة التحكيم د. غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد، ثم تم استعراض بعض ما جاد به شعراء الحلقة الماضية، وبعدها أعلن المقدّمَين حصة وحسين عن الشاعرين المؤهلّين بتصويت الجمهور عبر رسائل الـSMS، وهما: السعودي علي الغامدي الذي حل أولاً بنسبة 72%، وثانياً القطري ناصر الوبير الشمري الذي حصل على 59%، في حين غادر بقية الشعراء المنصة بدرجات كانت قريبة من بعضها، حيث حصل غازي العتيبي على 51%، تلاه إبراهيم الرشود الذي حاز على 45%، وجاء بعدهما عبدالرحمن الرشيدي الذي وصلت درجته إلى 44%، فيما حلت نور أبوزيد أصغر متنافسة في المسابقة في المرتبة الأخيرة بحصولها على 41%. وبينما غادر الشعراء الأربعة المسابقة، صعد إلى المنصة ثمانية متنافسين جدد، ثلاثة منهم من السعودية وهم: عبدالله السميّن الحربي، محمد عبدالله الزعبي، مشعل دهيّم الظفيري، بالإضافة إلى ثلاثة شعراء من الكويت وهم: أنور النفيخ العازمي، بدر حمد المحيني، حمود بن قمرا المري، وإلى جانبهم الشاعرين راشد أحمد الرميثي من الإمارات، وأحمد شحادة الخميسي من سوريا. الخميسي.. ونص يثلج الصدر كانت فاتحة الشعر تلك الليلة مع الشاعر السوري أحمد شحادة الخميسي الذي وصفته د. ناديا بوهنّاد بأنه اجتماعي ومبدع وواثق من نفسه، لكن لا يتمم ما يبدأ من أعمال، وأضافت بأن قلب الخميسي كبير، أما دخوله إلى المسرح فقد كان قوياً، كما كان في أدائه حماسياً، وهو الشاعر الذي حمل همّه الوطني من خلال نصه "الهروب نحو الأعلى" وقال فيه: يا وطن ماعادت أيامي خضر للضما بالجوف زفرات وشهيق ودّي اكشف كل أسرار الجمر لين اذوب الثلج في دم الشقيق ربّعت وامتد بالبيدا قفر وفي بيادر قمحنا شبّ الحريق السحاب يمرّنا ما من مطر فالهقاوي شحَّت وعزّ الصديق وعن النص قال د. غسان الحسن: (إن القصيدة جميلة، وقد استطاع الشاعر من خلالها تصوير الهم العربي، وخصوصاً ما جاء في البيت (موطني لو عاش في راسك عمـر/ ما نزفت مــن المضيق ليّا المضيق)، أما بناء النص فقد تميّز بوجود أسلوبين، أسلوب الصورة الجزئية كما جاء في البيت الأول (يا وطن ماعادت أيامي خضر/ للضما بالجوف زفرات وشهيق)، وفي البيت الثاني (ودّي اكشف كل أسـرار الجمر/ لين اذوب الثلج في دم الشقيق)، بالإضافة إلى استخدام الشاعر أسلوب تضافر عدة صور في عدة أبيات لتشكيل صورة شعرية واحدة، وكأننا أمام لوحة تشكيلية، ومن البيت الثالث وما تلاه (ربّعت امتد البيدا قفر/ وفي بيادر قمحنا شبّ الحريق)، (السحاب يمرّنا ما من مطر/ فالهقاوي شحّت وعز الصديق)، (وللعواصف كيف تجتث الشجر/ ما دعت للورق من غصن وريق)، (حاولت نزع العبير من الوهر/ بالأظافر وانفتق جرحٍ عميق)، أصبحت الصور قائمة بذاتها ومتواصلة ومتتابعة، وهو أسلوب تراكبي جميل، ثم إن القصيدة لم تقف عند تصوير المأساة فقط، بل ذهب الخميسي أيضاً إلى تصوير نفسه كما ظهر في البيت الأخير (واختم الشطر الأخير من الفجر/ بركعتين تنزع من القلب ضيق). من جهته أكد سلطان العميمي أنه وعلى الرغم من الحزن البادي في القصيدة إلا أنها جميلة وتحفل بشاعرية كبيرة، وفيها إبداع شعري، وعناصر ومفردات دالّة على الحياة مثل (طيور، أرض، قمر، سحاب، ألوان، أصوات، جمر، دم، بح، يصدح)، وهي جميعها موظفة بشكل متميز، ثم إن الجانب السيميائي في النص يكشف عن الحيوية وعن الروح، وأشار العميمي إلى توافر الصور الجميلة، كما الصورة التي في البيت (تخفت ويهتـز في عيني قمر/ وقبل اعيش الموت في عين الغريـق). حمد السعيد قال للخميسي: (أنت خير من يمثل الشعر السوري في الموسم الخامس، فالنص أثلج صدري، ونحن في المسابقة نفخر بأمثالك، وعلى الرغم من انشغالك بالتراكيب الشعرية، إلا أنك لم تغفل عن مسألة تضافر النص)، وقد لفت السعيد البيت الأخير في النص: (واختم الشطر الأخير من الفجر/ بركعتينٍ تنـزع من القلب ضيق)، كما أشار إلى البيت المتميز (موطني لو عاش في راسك عمر/ ما نزفت من المضيق ليا المضيق)، والذي يشكل جزءاً من الصور والأبيات الجميلة الموجودة في النص الذي يستحق الإشادة. العازمي.. تماسك فني وموضوعي من الكويت جاء أنور العازمي، وهو الإداري والمنظم، المتمسك برأيه والمحافظ، والذي يحب مساعدة الآخرين والعمل بجد مثلما وصفته د. بوهنّاد، مضيفة أن حضوره على المسرح كان جيداً وهادئاً، غير أنه لم يكن تلقائياً كما بدا على محياه وهو يلقي قصيدة قال فيها بدايتها: يستاحش الليل من صمته وتثقل اخطاه وعيون الاحزان ما جاها نذير هجعه يا هاجسي وقفتك غرا ومدك جزاه أسامره لين وجه الصبح ينطق دعه شرهات الايام تِلحق كل عاقل مداه ما تترك العقل بين اغدايته وسنعه مال المعاذير من دون المواقف طراه يا قاف شف دمعة المظلوم في مدمعه سلطان العميمي وصف النص بأنه جميل ومتماسك، أما القافية في الصدر التي تنتهي بـ (اه) فهي تدل على الانفعال، والعجز الذي ينتهي بـ (عه) يشير إلى الوجع والدهشة والألم، أما موضوع النص حول ما تعيشه الأمة من أوضاع سياسية فقد جاء في صالح القافيتين، وعن النصف الثاني من النص فقد وجده العميمي بأنه فتح أبواب التأويل، مشيراً إلى أن الأطراف الثلاثة التي خاطبها الشاعر في النص، وهي: الهاجس (يا هاجسي)، عاتي الريح (يا عاتي الريح)، القاف (يا قاف) شكلت خصوصية للقصيدة، ومنحتها تنوعاً جميلاً وصوراً شعرية متميزة مثل (مال المعاذير من دون المواقف طراه/ يا قاف شف دمعة المظلوم في مدمعه)، و(صدر المبادي رحب ما فرغوا محتواه/ ضلوعه اقوى من الغارات والزعزعة). حمد السعيد أكد على جمال النص، وعلى الرمزية الواضحة فيه، وقال إنه نص مليء بالشاعرية وبالصور الشعرية كما في البيت (يا عاتي الريح ما غيّرت وقت الصلاه/ صوت المنابر صدح وقلوبنا تسمعه)، والبيت (الغيم يبرق ورعاده سمعنا صداه/ يالله بسيلٍ تعجز القاع لا تباعه)، والبيت الأخير (العزّه أغلى من السومه براسٍ وفاه/ أكبر من الضربة اللي بالحشا توجعه). د. غسان الحسن لفت كذلك إلى جمال النص وبهاء صوره، حيث استطاع الشاعر من خلال أسلوبه المبدع نزع الأشواك التي قد تؤذي النص، واعتبر د. الحسن أن النص اكتسى بثوب جميل من التصوير، أما القصيدة في مجملها ففيها تماسكاً فنياً وموضوعياً. العنزي.. مفاجأة المساء من الكويت أيضاً حلّق الشاعر بدر المحيني العنزي الذي رأت فيه د. بوهنّاد القائد وصاحب الرؤية، والذي يتميز بالود وبالناحية الاجتماعية، وبمعرفته كيف يجذب الناس، وعلى المسرح كان مستعداً وحضوره قوياً، أما أداءه فجاء ممتعاً حين ألقى نصه الذي جاء في مطلعه: يا ركن العرب والحبر ماله عن القرطاس يا يبقى مكانه يا يجيه ولذا جينا دخان المكان و(كوكب الشرق) والانفاس تعيد الحنين لكل ذكرى بماضينا على وين؟ مدري بس حنّا مع النسناس يسافر بنا في كل ليله ويضنينا لا سادت عباة الليل وانتشرت اللا باس طوينا مسافه كثر ما الجوع طاوينا حمد السعيد اعتبر العنزي مفاجأة ذلك المساء، وقال عن النص: (إنه جميل جداً ومدهش، وليست فيه رمزية ولاحداثة ولا تقليدية، ويمكنني وصفه بأنه سهل ممتنع، وله أكثر من وجه، أي بإمكان المستمع أو القارئ تفسيره كما يريد)، أما صور الأبيات (يقسم بعضنا بعض واسداسٍ من إخماس/ فتاتٍ عيون الريح ما تلتفت فينا)، (نمس النبل يأ لين ما نكسر الأقواس/ ولا طاحت الرميه سوى تحت رجلينا)، (ترانا ما ندري وين صرنا وبين اقواس/ تربي بنا الدنيا لكن ما تربينا) فهي جميلة؛ كما هو حضور الشاعر. د. غسان الحسن من جهته أثنى على القصيدة، وأشار إلى أنها تصلح لأن تكون نموذجاً عن السهل الممتنع من الناحية البلاغية، حيث ليس في مفرداتها إغراق في الوحشية والغرابة، وقد نجح الشاعر في توظيف المفردات التي ضمها إلى بعضها من أجل تكوين المعنى. سلطان العميمي أشاد بالنص الذي اعتبره إضاءة جميلة، وناضجاً، وفيه إبداع ناتج عن حرفنة، كما كان الشاعر حاضراً ومتفائلاً في النص كما ظهر في البيت (لا سادت عباة الليل وانتشرت اللا باس/ طوينا مسافه كثر ما الجوع طاوينا)، وما زاد في ألق النص تعدد أساليب الخطاب بين نداء وتعجب ونفي. المري.. أسلوب قصصي جميل الشاعر الكويتي حمود بن قمرا المري المجادل والملهِم والهادئ والذي من عادته اختبار المحاذير حسب رأي د. ناديا، بدا حين ألقى قصيدته على مسرح شاطئ الراحة متسرّعاً وغير مرتاح نهائياً، ذلك النص الذي قال في أبياته الأربع الأولى: في غربتي عين السهر مغروقه والقلب عوقه من سبايب شوقه وما بين هم وسجّه وتدنيقه عبابير دون البكي مخنوقه إلين في بعض المساري صدفه شد انتباهي شايب طاروقه عن دار أو غربة وليته يرجع والقبلة الأولى حوت منطوقه د. غسان الحسن علّق على الأسلوب المختلف في القصيدة التي تتحدث عن فلسطين، والتي جاءت في هيئة حوارية تعتبر من أبسط أنواع الحواريات، لكن الشاعر بدا متصنّعاً حين شخّص محاوره (الشايب)، أما حينما حاول تقسيم الفكرة فقد كان هدفه الابتعاد عن رتابة التي من الممكن أن تصيب البناء، لكن د. الحسن انتقد قول الشاعر (يشريه)، موضحاً أن أهل فلسطين لم يبيعوا أرضهم، إنما اغتصبت وسُلبت منهم. في حين رأى سلطان العميمي أن النص من نوع السهل الممتنع، وهو جميل بما فيه من التفاتة مهمة للقضية الفلسطينية، وحمل النص أسلوباً شعرياً حوارياً ابتعد فيه الشاعر عن الوصف التقليدي، مما جعله أسلوباً جاذباً. حمد السعيد أثنى على تفاعل الشعراء في هذه الدورة مع قضاياهم، كما أشاد بالأسلوب القصصي الجميل في النص الذي يشد انتباه المتلقي، فقد طرح الشاعر موضوعاً مطروحاً أصلاً لكن بطريقة مغايرة. نص الرميثي.. مكتنز بخصوصية الإمارات الشاعر راشد أحمد الرميثي ألقى قصيدة "وفاء للأجداد والبحر"، وقد وصفته د. بوهنّاد بأنه مجادل وحماسي ومبتكر وهادئ، وهو يسعى إلى الكمال، غير أنه لم يكن قوياً على خشبة المسرح، وبدت تعبيرات وجهه جامدة، ومع ذلك استطاع جذب الجمهور بفضل شخصيته التي اتضحت حين ألقى نصه الذي جاء أبياته الأولى: أحدٍ يتوح الخيط يالله تدابير وأحدٍ من القصّار للسِيف سكّر وأحدٍ يِنَصْب غـزول وأحدٍ قرارقيـر راضي بقسمٍ في حداقه مقدّر وأحد ايتعنّى وايتقصّد هوامير ثبّت سلاحه يوم حوّل تيَفّر وأنا ثلاث سنين أشكي تحاصير أرقب بياحه صيدها كم تعذّر سلطان العميمي أبدى إعجابه بالقصيدة التي استطاع راشد من خلالها الربط بين البحر والمسابقة، وذلك من خلال رموز مميزة تعرض خصوصية البيئة البحرية الإماراتية، وتاريخ عائلة الرميثي المعروفة في الإمارات بعلاقتها بالبحر، وحياة أهل البادية في ليوا، وقد تميزت القصيدة بخصوصية مفرداتها، وبابتعاد صورها عن الصياغات الجاهزة، وأشار إلى أن الحديث عن البحر جاء مميزاً وجميلاً، كما كان الحال بالنسبة للصور الشعرية، ومنها (لـك يا بحر ينساق ملح التعابير/ يا مصفّي الأنسام في الوقـت الأغبر)، و(يا لين غطّت في المدى عقب لعْصير/ والقِـرْم شيخٍ بشته الشفق الأحمر)، و(ع فرضةٍ أمست تشل الميادير/ والمركب المربوط قام ايتبختر). من مدخل النص (أحدٍ يتوح الخيط)، (وأحدٍ من القصّار)، (وأحدٍ يِنَصْب غـزول وأحدٍ قرارقير)، (وأحد ايتعنّى وايتقصّد هوامير) بدأ حمد السعيد كلامه، مؤكداً أن الشاعر نجح في توظيف ذلك المدخل في الحديث عن "شاعر المليون"، وقد اتضح الترابط في القصيدة، وكذلك خصوصية اللهجة الإماراتية التي يتمسك بها الشاعر وبموروثه وببيئته، بالإضافة إلى جمال أبيات مثل (لولا بياض أفعالهم يحرث الجير/ ما كان الأسود من حشاك ايْتفجّر). فيما ركز د. الحسن على الاندماج بين الشاعر وموضوع القصيدة التي تحمل ثقافته الخاصة، ووجد أن القصيدة انقسمت إلى قسمين، ففي القسم الأول كان البحر مخيالاً، وفي القسم الثاني صار البحر أكثر قرباً من البحر الحقيقي، كما استطاع الرميثي تطعيم الصورة القريبة من الواقع بعبارات جميلة كما جاء في البيت (في باطنك نعمة تسدّ المناعير/ وفي ظاهرك بسمة تسرّ المكدّر) الذي يتميز بجناس وسجع جميلين. الحربي.. نصه نقد مهذب وجميل (إنه منظم وعملي، ويحرص على الخصوصية، كما أنه مهني)، هذا ما قالته د. ناديا عن السعودي عبدالله السميّن الحربي الذي كان على المسرح متحفظاً وغير مرتاح حين قرأ نص "الشباب وإجحاف بعض الكتاب"، وفي مطلعه جاء: تكلّفت يا كاتب قناعتك جرة مار على نهر تياره حصابي على حادور في صدر الضمير الحي وعقول ما تندار من أفواه تملاها مصالح بلا دستور ولو تاسم الأوراق وتبكي الاحبار كأنك تذر الكحل وسط العيون العور ليا صرت في منفى عن العوز والاخبار ومنصبك ملا خلّا لبعض المناصب سور وحسب رأي حمد السعيد فقد كان النص جميلاً جداً بما يحمله من نقد مهذب تمثل في (تكلّفت يا كاتب قناعتك جرة مار/ على نهر تياره حصابي على حادور)، وباستخدام صور شعرية جميلة ومعبرة سلّط الشاعر الضوء على قضية تطرح يومياً في الإعلام سواء داخل السعودية أو خارجها من خلال الأبيات (ليا صرت في منفى عن العوز والاخبار/ ومنصبك ما خلا لبعض المناصب سور)، (يهمون همة من صحي حزّة الاسحار/ ويسعون مسعى دونه الصافنات اتخور)، و(ويصدمهم التسويف كن بجفاهم ثار وطاغي وسايط يلطم النور بالديجور)، ومثلما كان النص جميلاً بصوره كذلك جاء جميلاً بختامه (ترى الأخذ بيديهم قواعد من الإعمار/ وتهميشهم يشعل تحت ريفنا التنور). من ناحيته أشاد د. غسان الحسن بما طرحه الشاعر، وبالحوارية الموجودة في نصه، واصفاً تلك الحوارية بأنها من النوع الثقيل، حيث طرح عبدالله من خلالها وجهة نظر وناقشها بأسلوب جميل اتضح في عدة أبيات، ومنها: (تقول الشباب اليوم غرس بدون ثمار/ ثقتنا بهم صب المطر بالديار اليور)، و(أنا أقول شفهم ما نقصهم ثقة واصرار/ سوى فرصةٍ صارت مطارد عبق منشور)، حيث أترع الشاعر القصيدة بأساليب تصوير شعري جميل كما في البيت (ومن فارق التعليم في ضم يتم صغار/ ولا فيه باب الا وقف به وقوف صقور). في حين أشار سلطان العميمي إلى موضوع النص الإنساني المتميز، خصوصاً وأن الشاعر ابتعد عن الذاتية ليدخل في قضية تخص الشباب، فجاء النص واعياً ومتماسكاً، ويبرهن على موهبة الشاعر التي تمثلت في عدة أبيات منها: (ولو تآسك الاوراق وتبكي الاحبار/ كأنك تذر الكحل وسط العيون العور). الزعبي.. حضور متألق الشاعر السعودي محمد عبدالله الزعبي الملاحظ والهادئ، العملي والمكتشف والمتعقل مادياُ كان حضوره أمام الجمهور متواضعاً ومترقباً، ولم يكن يشعر بالأمان حين ألقى قصيدته المكونة من 17 بيتاً جاء في مدخلها: شمس الأحلام لو مالت لدرب المغيب بسلك الدرب والخطوة رفيعة مقام جيت لعيون محبوبة وفي قلب أديب تنتظرني على حد السما والغمام ديرتي حبها باقي لسن المشيب ايه أببقى على هقواتها للأمام علم العز يا وجه الفخر لا يغيب وأبرز لكل عليا طيب يمنى الكرام د. غسان رأى أن النص جميل في موضوعه، فجاء فيه الحب شاملاً ومقيماً ومتنوعاً بين حب الذات وحب القبيلة والديرة والحبيبة والمسابقة، كما الحال في البيت (ديرتي حبها باقي لسن المشيب/ ايه أببقى على هقواتها للأمام)، واتسم النص بنمط البيت الواحد شبه المستقل، لكن د. الحسن تمنى لو أن الشاعر أبدل المفردات المتكررة بمفردات أخرى. أما سلطان العميمي فأشار إلى أن القصيدة جيدة بمجملها، لكن حبذا لو ركز الشاعر على موضوع على اثنين بدل تعرضه إلى عدة موضوعات، كما تمنى لو أنه اشتغل على الصورة الشعرية أكثر. حمد السعيد أكد أن القصيدة في غاية الروعة والجمال، وهو ما تمثل في عدة أبيات مثل: (يولد الحب بعيون الأماني غريب/ كل ما مات يحيى في رضا وابتسام)، (يا حبيبي هقاويي تصيب وتخيب/ أنت خليتها تلبس ثياب الخصام)، (الزعل كسر بين نفوسنا ما يطيب/ والرضا عين ما تزعل عليك وتنام)، كما أشاد بحضور الزعبي وبتألقه. نص الظفيري.. جريء وواعٍ كان الختام مع حلّال المشاكل الاجتماعية ـ كما وصفته د. ناديا بوهنّاد ـ فالسعودي مشعل دهيّم الظفيري ظهر في التقييم عادلاً ومبدعاً، وصاحب حضور جيد وكاريزما متميزة، لكن أمام الجمهور لم تظهر روحه المتحدية وهو يلقي نصه "فكر هدام"، الذي جاء فيه: وتر قوس السّهر شديت واتثنّى بكفّيني وصيّرت الحروف سهام وأنا حالم ثلاث أعوام مامنّى سهم حرفه ولاصب الحبر باقلام ولا مر السّهر جفنه ولا حنّى وتر قوسه ولا صاغ الكلام أحلام ولا نوّت ورق حلمه ولا غنّى ولا مر الشعر ليله ثلاث اعوام ذلك النص الذي وصفه سلطان العميمي بأنه سهل ممتنع وفيه صور شعرية متميزة، أما المطلع (وتر قوس السّهر شديت واتثنّى/ بكفيني وصيّرت الحروف سهام) فيدل على شاعرية مشعل. حمد السعيد أشار من جهته إلى وجود جرأة واضحة في النص الذي تطرق إلى قضية مهمة (حسن ماهو حسن قبح وما هو بنّى/ لو إنه بالاسم بنّى فهو هدّام)، ثم اعتبر الشاعر بطلاً في الشعر، وأكد على أهمية أن يكون النص الشعري ناضجاً ويساهم في تنوير العقول كما هو الأمر بالنسبة لنص مشعل الذي جاء في غاية الروعة والوعي. د. غسان الحسن وجد في النص أربعة أبيات تألقت، وصوراً شعرية وكنايات في المطلع المتميز للنص (وتر قوس السّهر شديت واتثنّى)، وكذلك في البيت (ولا نوّت ورق حلمه ولا غنّى)، لكن ظهرت بعض المفردات المتكررة مثل (عشانك، الموت)، كما كانت هناك مباشرة في بعض الأبيات، بالإضافة إلى وجود أبيات لا تدل على الشاعرية، منتقداً التصريح الذي جاء في النص، ومفضلاً عليه التلميح وتغليف الأمور كي يكون أبلغ وأوقع، فالتصريح ـ برأيه ـ ليس مهنة الشاعر. درجات التحكيم .. وقبل اختتام الحلقة الخامسة من "شاعر المليون" أعلن كل من حصة الفلاسي وحسين العامري عن الشاعرين المتأهلَين من قبل لجنة التحكيم وهما: السعودي بدر حمد العنزي الذي حصل على 49 درجة من 50، والإماراتي راشد الرميثي الذي حصل على 48 درجة. أما السوري أحمد شحاذة الخميسي فقد منحته اللجنة 45 درجة، وصوّت له جمهور المسرح بـ 34%، في حين حصل الكويتي أنور العازمي على 46 درجة من اللجنة و7% من جمهور المسرح، وحصل مواطنه حمود بن قمرا المري من اللجنة 44 درجة ومن جمهور المسرح على 19%، السعودي عبدالله السميّن الحربي منحته اللجنة 45 درجة ومنحه جمهور المسرح 11%، أما مواطنه محمد عبدالله الزعبي فقد حصل من قبل اللجنة على 43 درجة ومن جمهور المسرح على 16%، كما منحت اللجنة مشعل دهيّم الظفيري من السعودية 43 درجة في حين صوّت له جمهور المسرح بـ13 %. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 01-02-2012 09:20 مساء
الزوار: 1970 التعليقات: 0
|