|
عرار:
على الرغم من أن مصطلح الأدب المقارن مصطلح إشكالي، تحيط الشبهات بمعناه، إذ يرى بعضهم فيه دراسة للأدب تتجاوز الحدود بين البلدان، أي أنها دراسة عابرة للثقافات، ومنهم من يرى أن الأدب المقارن هو الجمع بين كتابات ينتمي مؤلفوها لقوميات مختلفة، ويستعملون لغات مختلفة أيضًا، فدراسة طاغور الهندي ومقارنته بكاتب آخر- إنجليزي مثلا- لا تعد دراسة مقارنة كونهما يكتبان بلغة واحدة هي الإنجليزية، فيما يذهب آخرون إلى أن مثل هذه الدراسة قد تعد في الدراسات المقارنة. ويذهب فريق آخر، ممن تغلب عليهم النظرة التاريخية، إلى وجوب البحث عن الأثر الذي تركه النص (أ) في النص (ب) حتى تدرج الدراسة حولهما في عداد الدراسات المقارنة، كالقول مثلا: إن الكوميديا الإلهية لدانتي، والبحث في تأثرها برسالة الغفران للمعري 449هـ، أو بقصة الإسراء والمعراج، دراسة أدبية مقارنة نموذجية؛ فرسالة الغفران يمكن إقامة الدليل على تأثيرها في الكوميديا الإلهية، ولكن دراسة أخرى تقوم على الكشف عن الأثر الذي تركته رسالة الغفران في رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي426هـ أو العكس، لا تعد في الدراسات الأدبية المقارنة، فالكاتبان ينتميان لأرومة واحدة، ويستعملان لغة واحدة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 04-01-2019 08:32 مساء
الزوار: 637 التعليقات: 0
|