وادان فكرة , فمدينة , فمجد خالد تأسست على أياد جبارة هي الحاج يعقوب القرشي و الحاج عثمان الأنصاري و الحاج علي الصنهاجي في العام ست و ثلاثين بعد الخمس مائة هجرية و بعد ذلك التحق بهم الحاج عبد الرحمن الصائم ليكون رابع المؤسسين .
عرفت وادان قديما بالبلاد السائبة نظرا لموقعها في طريق القوافل فهي وجبة دسمة للغزات حينها لذلك كان لزاما علي الوادانيين إيجاد ردة الفعل المناسبة تمثلت في سور وادان العظيم الذي له أربعة أبواب و حسب الروايات أن كل باب منها يمكن أن يمر منه جمل يحمل هودجا دون لمس أجزاء السور كلها .
أما المنارة فلها حديث آخر هي منارة غريبة اختلط الطين بها بالدهن ! و يحتمل أن تكون من أقدم منارات البلاد تم بناؤها منذ 870 عاما و في قصص قديمة أنه أثناء عملية البناء لها نفد الماء و كان هدفهم أن يكتمل قبل صلاة الجمعة فبادروا بإحضار الدهن الذي يعتبر عندهم مادة غالية و نادرة آنذاك .
و من الغريب أيضا بعد منازل  المؤسسين الثلاثة منها عن قصد حتى يحظوا بأجر خطاهم للمسجد و لا غرابة لهذا التصرف من رجال حجاج صالحين , و حين يذكر وادان يذكر العلم فهو واد من علم و آخر من تمر فبها شارع الأربعين عالما  و هو رمز مشع للموروث العلمي بالمدينة و سمي بذلك نتيجة لأربعين منزلا متجاورة و كل منها به عالم على الأقل  و لم تكن إشكالية تعليم القرآن و المتون مطروحة للطالب الواداني فبإمكانه الإعتماد على نفسه في ذلك و ما إن يستعصي عليه الأمر حتى يقف عند أول منزل و هناك حتما من يرشده .
و مؤخرا أعلنتها منظمة اليونسكو إرثا حضاريا و عالميا و غدا ستشهد انطلاقة النسخة الثانية من مهرجان المدن القديمة الذي يأتي  لإعادة إشراقة و ألق هذه المدن الأثرية و مالها من دور بارز في الإشعاع العلمي بالدولة الموريتانية .