عمان :

صدر حديثاً كتاب "بارانويا القصيدة العربية في القرون الوسطى- ابن الرومي" للباحثين الدكتور محمود النعامنة وسالم سلامنة.

ويتناول الكتاب موضوعة اللغة وتمظهراتها الصوفية لدى الشاعر العباسي ابن الرومي، الذي عاش واقعا اتسم بالحزن والفراق واللوعة، وجاءت اللغة لتكون ترجمانا لهذه التجربة، وحاول تطويع مفرداته للفكرة الصوفية.

ويوضح الكتاب أن ابن الرومي رسم لنفسه مساراً شعرياً على طريقة التجريبيين المعاصرين، أملته عليه سيرة حياته التي زخرت بحوادث مضطربة، واستطاع أن يعبر عن تجربته الفريدة في الألم والمعاناة، وحفل شعره بذكر تجربته الشخصية، وكان حريصاً على أن يبني قصائده بدقة الإحساس وعمق الشعور والسخرية والألم والتهكم.

وأشار المؤلفان، إلى موضوعة الموت لدى ابن الرومي لاسيما أن الموت أصبح هاجسا لدى هذا الشاعر، بعد أن خطف أحباءه وأقاربه واحداً تلو الآخر ما جعله منزوياً هاجراً الحياة وملذاتها، مُواسياً نفسه برثاء يكتبه لزوجته وأولاده وأمه وأخيه، وترك ذلك في نفسه تشاؤما.

الكتاب الذي جاء في خمسة فصول ركز على مفاصل مهمة وعديدة في حياة ابن الرومي وتبلور الفكرة الشعرية لديه، وانعكاسات تأثيرات اغترابه وتوظيفه الفكرة الدينية وهواجسه تجاه الفقر والفقد.