باحث عراقي يجمع الشعراء العرب بموسوعة تغطي كل العصور
عرار:
عمان : بعد اثنتي عشرة سنة من البحث والكتابة استطعت أن أحقق أهم الإنجازات في حياتي الأدبية، هكذا علق الأديب والشاعر العراقي سامي ندا جاسم على كتابه الذي صدر مؤخرا، والذي يحمل عنوان «موسوعة شعراء العرب». ويعد سامي ندا أحد رموز الحركة الأدبية في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) وأحد أعضاء اتحاد الأدباء والكُتّاب بالمحافظة وعضوا في نقابة الصحفيين العراقيين، وله العديد من المؤلفات لكن كتابه «موسوعة شعراء العرب» يختلف عن غيره من المؤلفات إذ استغرق 12 عاما لتأليفه. ويعتبر ندا (مواليد 1947) أن هذه الموسوعة بمثابة ثروة أدبية كبيرة جمعها خلال 12 عاما من البحث والكتابة وقدمها للقارئ العربي لتكون مثالا وركيزة أساسية فيما يتعلق بالسيَر الذاتية للشعراء العرب، حيث تضم سيرة عشرة آلاف و888 شاعرا منذ العصر الجاهلي حتى عام 2008. واعتبر ندا أن مشروعه الأدبي هو واجب علمي، شعر بضرورة إنجازه عن طريق جمع شتات السير الذاتية للشعراء العرب ولاسيما المعاصرون الذين لم يسبق لأحد ذكرهم وأن يحفظ لهم تراثهم وإبداعهم عن طريق هذه الموسوعة خاصة أن للشعر والشعراء مكانة كبيرة عند العرب في جميع العصور، ولابد أن يتم حفظ هذه المكانة عن طريق التدوين فهو ذاكرة الأمم، حسب تعبيره. مؤلف «موسوعة شعراء العرب» قال إنه اعتمد على أكثر من 14012 مصدرا من المراجع الأساسية لتراث وتاريخ الشعر العربي وشعرائه (الجزيرة) ويقول في مقدمة الموسوعة: إن الشعر العربي يحتل مكانة عظيمة في قلب كل عربي، إذ يمثل الجانب الوجداني في حياة هذه الأمة؛ فالعرب في شِعرها مثل الأم مع وليدها لا تستطيع عنه فكاكا، مضيفا «لهذا قالوا لكل أمة سمة، وسمة العرب الكلام، ولما كان أروع الكلام وأعذبه الشعر فجدير بنا أن نهتم بالشعراء ولا نتجاوز أحدا منهم قدر المستطاع، فهم مثل النجوم، منها ما يتقد نورا وشعاعا، ومنها ما منه الومض والبصيص». واستشهد المؤلف في المقدمة بقول النعمان وقد حاجّه كسرى، فكان جوابه «وأما حكمة ألسنتها، فإن الله أعطاهم في أشعارهم ورونق كلامهم وحسنه ووزنه وقوافيه، مع معرفتهم بالإشارة وضرب الأمثال وإبلاغهم في الصفات ما ليس لشيء من ألسنة الأجناس». وعن المصادر التي استعان بها في تأليف الموسوعة قال ندا للجزيرة نت: إنه اعتمد على أكثر من 14012 مصدرا، استمد أغلبها من المراجع الأساسية لتراث وتاريخ الشعر العربي وشعرائه. أما الشعراء الذين لم يجد لهم أي مصادر تذكر ولاسيما المعاصرون منهم، فقد دأب الكاتب على التواصل مع اتحادات الأدباء في جميع الدول العربية والحصول على معلومات كافية عن جميع الشعراء، ولهذا تطلب الأمر كل هذا الوقت والجهد لإتمام عمله وتقديمه على أفضل صورة. وأضاف ندا أن الموسوعة تشمل «عصر ما قبل الإسلام وعصر المخضرمين وعصر صدر الإسلام والعصر الأموي وعصر ما بين الدولتين والعصر العباسي والعصر الفاطمي وعصر المغرب والأندلس والعصر الأيوبي وعصر المماليك والعصر العثماني والعصر الحديث والمعاصر حتى نهاية عام 2008م»، مضيفا أن لكل عصر مصادره الخاصة. وبخصوص كيفية تصنيف وتبويب الشعراء في الموسوعة، قال ندا إن الموسوعة تكونت من ثمانية آلاف و360 صفحة موزعة على اثني عشر مجلدا، «ولذلك تعتبر هي الموسوعة الأكبر فيما يتعلق بالشعراء العرب، لذلك اعتمدت على الأحرف الهجائية طريقةً لتصنيف وتبويب الشعراء، وهي الطريقة الفضلى لضمان عدم نسيان أي شاعر». وفي جوابه عن سؤال إذا ما كانت الموسوعة حلما قديما وهدفا سعى لتحقيقه أم كانت محاولات تحولت بمرور الوقت إلى هدف؟ أجاب برحابة صدر وابتسامة: إن فكرة الموسوعة تبلورت في ذهنه وهو طالب بكلية التربية قسم اللغة العربية في جامعة بغداد وتحديدا في عام 1965. وأضاف ندا أن عشقه الكبير للشعر العربي، وقراءته له في جميع أغراضه والبحث المستمر في سِيَر الشعراء، هو ما ألهمه فكرة تأليف موسوعة ضخمة تضم سِيَر جميع الشعراء العرب، وبمرور الوقت أصبحت الفكرة حلما وهدفا يكبران في داخله يوما بعد يوم.