|
عرار:
إربد -اختتمت مساء الأول من أمس، في مركز الحصن الثقافي، فعاليات مهرجان الشعر العربي الفصيح، الذي ينظمه ملتقى الرمثا الثقافي، وشارك في أمسية الختام التي أدارها الشاعر أحمد طناش الشطناوي، وسط حضور من المثقفين والمهتمين. واستهلت القراءة الأولى الشاعرة ابتسام الصمادي من "سوريا" حيث قرأت مجموعة من القصائد العمودية والتفعيلة، مستذكرة الجرح السوري وياسيمن وقاسيون، بلغة لا تخلو من اللغة المعبرة عن النفس البشرية وما آل إليه الواقع العربي المأزوم. تقول في قصيدتها "اللا أحد":"عددْ مواضع طعنتي وانسَ العددْ/مرَّ الصهيل بنا، وخيلك ما وردْ/ما إن صَفَقْنا الباب خلف عذابنا/حثّ الخُطى /وإليك سارع ما اتّأدْ/فنزعتُ صوتي عن جدارك خلسةً/كي لا يفكك رمزك الغالي، أحدْ ولخشيتي أن يفتحوا صندوق عزّكَ/دمعتي، أخفيتها عمن قصدْ/يرمي عليّ قاسيونك* معطفاً/ويضمني، من كثر ما عظمي بَرَدْ/وأنا ألفُّ سفوحَهُ بالعاشقين ودفئهم". إلى ذلك قرأ الشاعر عبد الكريم أبو الشيح غير قصيدة عاين فيها الذات الشاعر مشتبكا مع الهم الإنساني وفضاءات الغزل الشفيف، يقول في إحدى قصائده "أشوقك قد أتى بكَ أمْ لأنّي/فقال: رنينُ أنّكَ مثلُ أنّي/وشوقي مثلُ شوقكَ للتلاقي/وقلبي مثلُ قلبك في التأنّي/لأنّي إذ رأيتك يوسفيا/خشيتُ إذا هممتُ يخيبُ ظنّي/فقلتُ: أغلّقُ الأبوابَ حولي/(فما نيلُ المطالب بالتمني)". الشاعرة تهاني الصبيح من "السعودية" قرأت أكثر من قصيد تنم عن قدرة هائلة في بناء جملتها الشعرية المكثفة وقوافيها المدهشة على عكس ما يتوقعه القارئ، شاعرة قنّاصة للصور الشعرية واللغة العالية التي تفضي إلى مناخات وفضاءات أكثر لرسم بانوراما شعرية إنسانية تخلد في الذاكرة. لنقرأ هذا المقطع من قصيدة "ذاكرة الطين" حيث تقول:" لو حلّقَتْ بالقربِ منك حمامةٌ/ما غادرتْ وجناحُها مكسورُ!/ لو صافحتكَ لدى المخاضِ غمامةٌ/ سيهلُّ فيضٌ بالرّجا مغمورُ/فيدٌ تدكّ جذورَ آلهةِ الهوى/في بأسِ إبراهيم وهو يثورُ/ويدٌ تلوحُ لتخطفَ البرقَ الذي/يوماً إلى قدَرِ الهطولِ يشيرُ"ز أما الشاعرة اللبنانية حنان فرفور قرأت قصائد استحضرت فيها طقوس المرأة وبوحها بلغة تقترب من ذهنية القارئ وتفيض بماء روح الشاعرة العاشقة، من قصيدة لها بعنوان:"نبوة امرأة" تقول فيها:"خبّرْ كؤوسا ببال الليل لم تغبِ/تأتي من النار أم من سُرّةِ الشهبِ؟/أنثى المواويل_ لا وحْيٌ _وآيتُها/سَكْبُ الحساسين في" منْجيرةِ" التعبِ/مرّت على حلُم الغابات حافيةً/فاسّاقط النهر مغشيًا على القصبِ/مذ جفّفوا الهالَ في أوتار ضحكتها/غنّتْ لزريابَ حتى مطلعِ العتبِ/قامت تُرطّبُ مجرى الدمع/مذ كتموا،/شابَ الزمان وليلُ الشرقِ لم يَشِبِ/لأن حزنا ( عمانيًّا) يؤنثّها/تدلل البحر في صنّارة الهدب". الشاعر المختلف د. طلال الجنيبي من "الإمارات" قرأ مجموعة من القصائد المشغولة بعناية فائقة لغة وإيقاعا، وكما وقع صوتيا بصوته غناء قصائد تفاعل معها الحضور وهذا ما يميز الشاعر الجنيبي وصفة ربما لا يتقنها سواه، شاعر قادر على إستحواذ الجمهور وشده إليه من خلال مضامين قصائده وصوته الرنين وحسه المرهف. من قصيدته "إنجيلك الناي" لنقرأ هذا المقطع "إنجيلك النايُ و التوراة إعراضي/ لاتختبرني فعقلي الخصم /والقاضي مذ أن ولجتَ بحار التيه منتشياً/أسكنتُ ذكراك تنهيدات/اعراضي/فرعونُ لهفتك المغرورُ أنبأني/مذ نام مستكبرا عن عزمِ /إنهاضي/شقت عصاي نهاياتٍ مبعثرةٍ/كم صغتُ فيها متاهات/بأنقاضي". الشاعر الفلسطينية عبلة جابر قرأ غير قصيدة سردت خلالها بذائقتها الفنية السير الذاتية لأنوثة الأرض، شاعرة تعبر عن الشأن الفلسطيني وقضيته، معبرة أيضا رؤاها عن خصوصية المرأة، تقول فيها قصيدتها:"قبل الثلاثين كم أحتاج قافيةً!/كيما أقول قصيدا كامل الفكرِ/أحكي عن البنتِ عن تاريخ عزلتها/عن أوّل الخوف/عن تلويحة الخطرِ/عن أوّل العمر حين/ العيب طاردها/عيبا /حراما حكاياتٍ عن السقرِ/أنثى تحاول والدنيا تعاندها/تقسو عليها فتجني الشوك في الثمرِ/قبل الثلاثين/ قبل الآن قبل غدي/دعني أعشِّشُ أحلاماً على الشجرِ". وكما شارك الشاعر العراقي مكي نزال بغير قصيدة حاكى فيها جراحات الأمة وجراحات العراق. " الدستور الاردنية " الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 17-06-2019 10:13 مساء
الزوار: 622 التعليقات: 0
|