عمان استضاف ديوان الشاعر نايف الهريس الأدبي، في منطقة الهاشمي الشمالي في عمان، كوكبة من الأدباء في أمسية استهلها الأديب عبد الغني عبد الهادي بمقطوعات أدبية قال في واحدة منها وهي بعنوان «المسمار»: «احتج المسمار على المطرقة وهي تطرقه بلا هوادة، قالت المطرقة: أما يكفيك حياء وأنت تئن حافرا قبرك بيدك في الخشب؟ انتحب خجلا من نفسه وأخرسته كلمات المطرقة، لم يجد ما يرد به عليها، وراح يبحث عن حريته من جديد». وجاءت مشاركة الأديب جمال حرب بعنوان «سكن الليل» وفيها يقوال: «فيروز يا فيروز/ يا طير الحمام/ كيف تغنين الآن في زمن/ زمن الأحزان والآلام والأوهام/ (سكَنَ الليلْ وفي ثوب السكونْ../ تَخْتَبِي الأحلامْ/ وَسَعَى البدرْ/ وللبدرِ عُيُونْ../ تَرْصُدُ الأيامْ)/ فما من سكون الآن في ليلنا/ فليلنا الآن موت/ ونهارنا الآن ظلام/ فعيونك أيها البدر/ كيف سترصد أيامنا/ وأيامنا الآن غبار ورماد وركام..». وقدم الأديب محمود إبراهيم قصيدة غزلية، قال فيها: «أنا أهواك (حليمة)/ والهوى ليس جريمة/ يا ملاكا قد تسامى/ بمزاياه الحكيمة/ قد سكنت القلب مني/ وبه صرت مقيمة/ تتباهين بحسن/ وسجاياك القويمة/ جل من أعطاك منه/ فيض أخلاق كريمة/ وكمالا مثل بدر/ يبرئ النفس السقيمة..». كما قرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة من أشعار الشاعر نايف الهريس، حملت عنوان «الطمع بلا ورع» جاء فيها: «إذا ما الوَنَى يجتره الحَوَج/ وذو حاجة مسراه مختفج (معوج)/ مشى في قيود الحوج مؤتسرا/ وثوب الأنا بالأفك يُنتَسَج/ وذو مرية ما زال في نِعَم/ غيور بأنف الشح يختلج/ فهذا يرى الدنيا بساعتها/ لضيق تمادى سيره عوج/وثان طوى الدنيا بآخرة/ ولم يأت يوما عيشه علج (يتلاطم)/ تدانى كسير العين يحسده/ بدهر به القوام وعِوَج..». تاليا قدم الأديب والباحث محمود دمير إضاءة حول كتابه الجديد: «الحضارة الكنعانية وعقيدة الأرض الموروثة»، مبيّـنا أن الكتاب جاء لإظهار الحق العربي في فلسطين، فبدأ بتاريخ الكنعانيين وما ساهموا به في مجال الحضارة الإنسانية ومنجزاتهم خصوصاً أن الكنعانيين صانعوا حضارة لم يكونوا نقلة من حضارة سابقة وهم أول من أنشأوا حضارة على أرض فلسطين قبل ألفي سنة. كما بيّـن دمير أنه أشار في كتابه إلى تاريخ الكنعانيين وانجازاتهم في مجال اللغة؛ فهم أول من اكتشف الحروف الهجائية، وفي فصل آخر تحدث عن سيدنا إبراهيم وعن المذاهب وخصوصاً المذهب البروتستاني الذي يعتبر من أكثر المذاهب تطرفاً من تأييد إسرائيل ودعمها.