ان حرب غزة المشتعلة الان تتجاوز جغرافيا القطاع الى ابعد من حدود فلسطين التاريخية، لتشكل حدثاً عابر للحدود، حدث يحمل تاثيراته الى كل المنطقة العربية، لان إسرائيل ومن ورائها الدول الغربية تسعى لتنفيذ مخطط صفقة القرن على الأرض، وهذا يتطلب تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية، وخلق واقع جديد يخدم مصالح إسرائيل وحلفائها ويجعلها اكثر امناً وقدرة على قيادة دول المنطقة في عربة قطار التطبيع. لا يمكن النظر الى هذه الحرب نظرة ضيقة محدودة، بل هناك ما هو اكبر، وللأسف بعض الدول العربية طرف في هذا المخطط الاستعماري الجديد.

 

قدرات وقوة المقاومة الفلسطينية.

ترتكز المقاومة الفلسطينية في مواجهة إسرائيل على عدد من مقومات وعناصر القوة، لهذا رائنا اقدامها على اطلاق عملية طوفان الأقصى والعبور التاريخي العظيم في 7 أكتوبر 2023م، ومن اهم مقومات وعناصر القوة هي :-

 

1- مقومات وعناصر قوة قطاع غزة.

تبلغ مساحة قطاع غزة حوالى 360كم2 وتعداد سكانه قد بلغ نحو 1.5 مليون نسمة في 2008م ،بينما تعداد سكان القطاع الان 2 مليون وربع . اما طول ساحل قطاع غزة فيبلغ نحو 40 كم على البحر المتوسط وثلثي سكانه من اللاجئين أي من سكان فلسطين عام 1948م ونزحوا الى قطاع غزة. 39 % من سكان القطاع يعيشون في المدن ، و38 % في المخيمات ، و13 % في القرى. وقد تراوحت معدلات المواليد في القطاع مابين 4.8 % - 5.4 % وفقأ لإحصاء عام 1999م ، ونتيجة لحرب عام 1967م وتهجير السكان من قبل اسرائيل فان قطاع غزة قد انخفض عدد سكانه الى نحو 341 الف نسمة في عام 1968م أي فقد ربع سكانه وبعد ان تحقق قدر من الاستقرار في السنوات اللاحقة بدا سكان القطاع في التزايد بشكل مستمر فارتفع عددهم في عام 1970م الى نحو 353 الف نسمة، والى 401 الف نسمة في عام 1975م ، ثم الى 452 الف نسمة في عام 1981م ، أي ان القطاع قد عوض واسترد ما فقده من سكانه في خلال 12 عاماً.

 

 وهذا الامر يمثل قوة ديموغرافية كبيرة تعتبر عنصر قوة للقطاع ولكل الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل وقدرة على تحمل الخسائر البشرية، ولهذا فان قدرة القطاع على تحمل الخسائر البشرية نتيجة عدوان إسرائيل واي عملية تنفذها وهي بالطبع تستهدف المدنيين كما نرى الان يعتبر عامل قوة بالنسبة للمقاومة التي تستند على خزان بشري ضخم وهائل، وهو ما تفتقده إسرائيل التي يؤثر فيها مقتل بضعة عشرات من مواطنيها المدنيين او جنودها.

2- قيام فصائل المقاومة خلال السنوات الماضية بتطوير قدراتها العسكرية خاصة الصاروخية مستندة في ذلك الى خبرتها في قتال إسرائيل في الحروب السابقة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في أعوام 2008م ، 2014م.

3-استناد المقاومة على حقيقة ثابتة تؤكد صحتها كل الحروب بين إسرائيل والعرب، وخاصة حروب إسرائيل على قطاع غزة وهي نقاط ضعف بالنسبة لإسرائيل والتي تتمثل في :-

 

ا- عدم قدرة إسرائيل على تحمل الخسائر البشرية نظرا لقلة تعداد سكانها، ولان المجتمع الإسرائيلي يعاني من ضعف معدلات النمو السكاني، والشيخوخة.

 

ب- عدم قدرة إسرائيل على خوض حرب طويلة، لان ذلك يعني شلل في الحياة العامة وكل مرافق الدولة في إسرائيل من مؤسسات حكومية ومصانع ومحال تجارية ومطارات وموانئ وغيرها من المرافق الحيوية، وتتكبد إسرائيل نتيجة لذلك خسائر اقتصادية كبيرة، يتزامن مع ذلك حالة من الخوف والهلع لدى الإسرائيليين ينتج عنها هجرات عكسية، وعدم قدرة إسرائيل على تغذية سكانها والحفاظ على قوتها البشرية باستجلاب مهاجرين جدد من الخارج.

حقيقة الحرب على غزة. اهداف ودوافع اسرائيل

الحرب التي تشنها إسرائيل الان على قطاع غزة ليست حرب إسرائيل على قطاع غزة والمقاومة فحسب، بل هي حرب مصيرية سترسم وتحدد معالم الشرق الأوسط والمنطقة العربية لعقود قادمة، ان مشروع التطبيع الذي بدا تنفيذه منذ أعوام وسارت في ركابه عدد من الدول العربية لا يمكن ان يمر دون اسكات المقاومة، وهو مرتبط ارتباط وثيق بصفقة القرن ومشروع الشرق الأوسط الجديد.

ان تصريحات الساسة والمسؤولين في الغرب منذ أعوام تعتبر مؤشر على مخطط طويل المدى يستهدف المنطقة العربية، وليست غزة الا البداية. لذلك فهم مغزى هذه التصريحات مهم جدا خاصة لشخصيات بارزة وصاحبة قرار.

في عام 2006م تحدثت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس عن الشرق الأوسط الكبير وعن الفوضى الخلاقة التي ستؤدي إلى تنفيذ المشروع على ارض الواقع ، بعد ذلك بتسع أعوام رئيس المخابرات الفرنسية برنار باجوليه ، وفي مؤتمر للاستخبارات عقدته جامعة جورج واشنطن في 27 أكتوبر عام 2015م يقول : ( إن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة ، مؤكداً أن دولاً مثل العراق وسوريا لن تستعيد أبداً حدودها السابقة)، وأضاف باجوليه بقوله 😞 نحن نرى أن سوريا مقسمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد ، وهو ثلث مساحة سوريا التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية ، الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليها تنظيم داعش ، وأكد أن الأمر نفسه ينطبق على العراق )، وقال أيضا : ( لا اعتقد أنه هناك إمكانية للعودة إلى الوضع السابق ، وأعرب باجوليه عن ثقته بأن المنطقة ستستقر مجدداً في المستقبل ، ولكن وفق أية خطوط؟. في الوقت الراهن لست أعلم ولكن في مطلق الأحوال ستكون مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية ) ، وأضاف باجوليه بقوله:( أن الشرق الأوسط المقبل سيكون حتماً مختلفاً عن الشرق الأوسط ما بعد الحرب العالمية الثانية). وفي نفس المؤتمر بجامعة جورج واشنطن ، كانت وجهة نظر مدير المخابرات الأمريكية السي آي أيه جون برينان قريبة من وجهة نظر رئيس المخابرات الفرنسية حيث قال برينان  

: 

 (عندما أنظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن ، يصعب علي أن أتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على هذه الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية) ، كما أضاف المسؤول الأميركي بقوله : ( إن الحل العسكري مستحيل في أي من هذه الدول ، واعتبر أنه من الخطأ الذهاب مباشرة باتجاه البحث عن تسوية نهائية في الوقت الراهن ، بل يجب اعتماد إستراتيجية الخطوات الصغيرة عبر السعي أولاً: إلى خفض درجة الحرارة وخفض حدة النزاع ، وبناء بعض الثقة بين الأطراف الموجودين هناك والراغبين فعلاً بالتوصل إلى تسوية سلمية ) ، ولم تكن الصحافة الغربية بعيدة أيضا عن مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وهي تعبر عن وجهة نظر وتوجهات صانعي القرار في الغرب ، فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عام 2013م خريطة جديدة تظهر تقسيم 5 دول في الشرق الأوسط إلى 14 دولة ، مؤكدة بأن خريطة الشرق الأوسط الحديث الذي يعد المحور السياسي والاقتصادي في النظام الدولي في حالة يرثى لها.

 

إن الشرق الأوسط الجديد الذي يريده الغرب ، هو من أجل أمن إسرائيل واستمرار وجودها في المنطقة العربية كقوة فاعلة ، بل هناك هدف اكبر وهو ان تصبح إسرائيل قائدة لدول المنطقة العربية سياسيا واقتصاديا، لذلك كان تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل هو الخطوات العملية وعلى الأرض لخلق واقع جديد وخرائط جديدة لبناء نظام شرق اوسطي جديد ، لا يمكن لإسرائيل بأن تشعر بالأمن وسط اكثر من 400 مليون عربي ، على مساحة 14 مليون كم2 من المحيط إلى الخليج ، وهي لا يتجاوز تعداد سكانها 7.5 ملايين نسمة ، على أرض فلسطين التاريخية بمساحة 27 ألف كم2 ، الديموغرافيا وحقائق الجغرافيا والتاريخ تقلق إسرائيل ، خاصة وان المجتمعات العربية مجتمعات فتية غنية بالشباب والطاقات الخلاقة ، ولا تعاني من الشيخوخة كما يحدث في إسرائيل وأوروبا. إن تقارير التنمية البشرية لمنطقتنا العربية قبل الربيع العربي في عام 2011م كانت تقدم صورة جيدة عن واقع العرب ، رغم وجود كثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ، وغياب الديمقراطية ، وتعثر التنمية ، وارتفاع معدلات البطالة،وغيرها من المشاكل، ويكفي أن نقارن ما بين تلك الفترة قبل الربيع العربي وألان لندرك الفرق واضحاً. ما تريده إسرائيل هو أن تغرق الدول العربية في الحروب والأزمات التي تقودها إلى التفكك والاندثار ، وفق خرائط جديدة يعاد فيها رسم حدود سايكس بيكو ، لهذا كانت انتكاسة ثورات الربيع العربي فرصة لإسرائيل ومن ورائها الدول الغربية لخلق الصراعات وتفجير الحروب في الدول العربية التي شهدت الإطاحة بانظمة الحكم الدكتاتورية،لم تقم الدول الغربية باي دور حقيقي لدعم ثورات الربيع العربي في بناء نظم ديمقراطية تستجيب لتطلعات الشعوب العربية، بل نراها قد وجدت مصلحتها في تأجيج الصراع ما بين القوى الثورية الجديدة وبقايا الأنظمة المنهارة،تعثرت ثورات الربيع العربي وانتكست في اليمن ومصر وليبيا وتونس،والاسواء ان بعض الدول العربية دخلت في حروب أهلية نتج عنها تفكك الدولة وانهيارها وأصبحت غير قادرة على مواجهة مخططات التقسيم وخرائط المنطقة الجديدة، حدث ذلك في اليمن وليبيا تحديدا. ولكي نفهم دوافع الغرب من مشروع الشرق الأوسط الجديد ، علينا أن نعي ما قاله بعض المفكرين العرب، يقول الكاتب والمفكر المصري عبد الوهاب ألمسيري : ( يمكن القول بكثير من الاطمئنان إن الإستراتيجية الغربية تجاه العالم الإسلامي منذ منتصف القرن التاسع عشر تنطلق من الإيمان بضرورة تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم فيه ، وقد غُرست إسرائيل في قلب هذه المنطقة لتحقيق هذا الهدف ، فعالم عربي يتسم بقدر من الترابط وبشكل من أشكال الوحدة ، يعني أنه سيشكل ثقلاً إستراتيجياً واقتصادياً وعسكرياً ، ويشكل عائقاً أمام الأطماع الاستعمارية الغربية ) ، ويضيف عبد الوهاب المسيري بقوله: ( وفي إطار الوحدة والتماسك تشكل إسرائيل جسما غريبا تلفظه المنطقة ، مما يعوق قيامها بدورها الوظيفي كقاعدة للمصالح الغربية ، أما في إطار عالم عربي مقسم إلى دويلات إثنية ودينية بحيث تعود المنطقة إلى ما قبل الفتح الإسلامي، أي منطقة مقسمة إلى دويلة فرعونية في مصر وأخرى أشورية بابلية في العراق وثالثة آرامية في سوريا ورابعة فينيقية في لبنان، وعلى القمة تقف دولة عبرية متماسكة مدعومة عسكرياً من الولايات المتحدة في فلسطين ، ففي إطار التقسيم تصبح الدولة الصهيونية الاستيطانية، المغروسة غرساً في الجسد العربي دولة طبيعية بل وقائدة ، فالتقسيم هو في واقع الأمر عملية تطبيع للدولة الصهيونية التي تعاني من شذوذها البنيوي، باعتبارها جسداً غريباً غرس غرساً بالمنطقة العربية ).

 

ويعتبر مشروع السوق الشرق أوسطية الذي ظهر للعلن في عام 1993م عندما وقعت اتفاقية أوسلو بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ، مشروع يتكامل مع مشروع الشرق الأوسط الجديد، ويعد شيمون بيريز من أشهر الداعين لمشروع الشرق الأوسط الجديد من خلال كتابه السياسي المنشور في عام 1993م ، والذي تحدث فيه عن التكامل بين ثلاثة عناصر متوفرة في الشرق الأوسط وهي: وفرة موارد المياه التركية ، وسعة السوق الاستهلاكية المصرية ، ومقدرة التكنولوجيا الإسرائيلية ، وقال شيمون بيريز : ( بأن اتحاد هذه العوامل الثلاثة ممولة بفوائض نفط الخليج العربي تستطيع أن تحقق لإسرائيل الأمن والرخاء ) ، وأوصى في كتابه بدمقرطة العالم العربي ، ونسيان تاريخهم ، وإنشاء مجتمع معرفي ، وإشراك المرأة في الحكم والقرار، للوصول إلى سوق عربية إسرائيلية مشتركة، يكون الكيان الصهيوني المهيمن عليها، وشمعون بيريز هو أيضا من قال:(لقد جرب العرب قيادة مصر للمنطقة مدة نصف قرن فليجربوا قيادة إسرائيل إذن) ، لقد كان مشروع الشرق الأوسط الجديد ولا يزال يحظى باهتمام الساسة الغربيين ، وصانعي مخططات الغرب في منطقتنا العربية ، رالف بيترز وهو ضابط متقاعد من الجيش الأمريكي ، هو الأخر وضع مخططاً لإعادة تقسيم الشرق الأوسط في مقال نشر بمجلة القوات المسلحة الأميركية في يونيو 2006م ، حيث يتحدث بيترز:( عن ما يسميه الظلم الفادح الذي لحق بالأقليات حين تم تقسيم الشرق الأوسط أوائل القرن العشرين ، وهو هنا يقصد اتفاقية سايكس بيكو ، مشيراً إلى هذه الأقليات بأنها الجماعات أو الشعوب التي خدعت حين تم التقسيم الأول ، ويذكر أهمها وهم الأكراد والشيعة العرب ، كما يشير إلى مسيحيي الشرق الأوسط ، والبهائيين ، والإسماعيليين ، والنقشبنديين ، ويرى بيترز أن ثمة كراهية شديدة بين الجماعات الدينية والإثنية بالمنطقة تجاه بعضها البعض ، وأنه لذلك يجب أن يعاد تقسيم الشرق الأوسط انطلاقا من تركيبته السكانية غير المتجانسة ، القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات ، حتى يعود السلام إليه). وان ما قاله بيترز ليس عبثاً ، ففي 15 فبراير 2017م عقد في موسكو مؤتمر للأكراد تحت عنوان : ( المنافسة لإعادة تقسيم النفوذ في الشرق الأوسط: الوضع الراهن والعواقب المحتملة) ، وبمشاركة ممثلين عن أكراد كل من سوريا والعراق وإيران وتركيا ، هذا المؤتمر يوضح نوايا روسيا تجاه العرب وأنها تسعى مع بقية الدول الأوروبية لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد .

الاهم !!!

 

ونختم بسؤال مهم .. ما هي مكاسب المقاومة والعرب من وراء هذه الحرب؟.

1- انهيار مشروع التطبيع وصفقة القرن.

تاريخياً، ولد مشروع التطبيع مع إسرائيل ميتاً منذ ان بدا أنور السادات في التطبيع مع إسرائيل بزيارته الشهيرة الى القدس في 19 نوفمبر عام 1977م ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر عام 1978م ومعاهدة السلام في 26 مارس عام 1979م كان من الواضح بان الشعوب العربية التي ترسخت في ذاكرتها جرائم إسرائيل في الحروب العربية-الإسرائيلية أعوام 1948م و1956م و1967م لن تقبل بهذا الكيان الاستعماري الدخيل على المنطقة، ورغم ان مصر قد اعترفت بإسرائيل ثم لحقت بها السلطة الفلسطينية في عام 1993م بتوقيع اتفاقية أوسلو، والأردن في عام 1994م بتوقيع اتفاقية وادي عربة، الا ان تجربة العرب في التطبيع والاعتراف بإسرائيل والتعامل معها لم تجلب أي مكاسب سياسية او اقتصادية لمصر والسلطة الفلسطينية والأردن، بل لم تحقق السلام والاستقرار في المنطقة، مازالت إسرائيل هي العدو المتربص بكل العرب من المحيط الى الخليج، ولا يمكن ان يستمر وجودها في المنطقة العربية في ظل محيط عربي مستقر وامن ومزدهر،لذلك فان اشعال الحروب وقتل الأبرياء من المدنيين وتهجيرهم من ديارهم هو جزء أساسي من العقيدة الإسرائيلية،كما ان الاقتصاد الإسرائيلي هو اقتصاد حرب، وفي بعض الحروب ينتعش الاقتصاد الإسرائيلي ويتخلص من مشاكل الركود وضعف النمو، ويحقق مكاسب، ان هذه الحرب سيكون احد اهم نتائجها هو انهيار مشروع التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، حتى لو استمرت الدول العربية المطبعة في إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل.

2- تغير معادلات وموازين القوة في المنطقة.

هذه الحرب ستؤكد عجز إسرائيل بقوة جيشها وتفوقها العسكري على تحقيق الانتصار على المقاومة، والقضاء عليها. وبذلك تتغير معادلات وموازين القوة في المنطقة، وتنتهي اسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر، والمتفوق على كل جيوش العرب في المنطقة. ان تغير موازين القوة يعني بان المقاومة ستصبح لاعب رئيسي وفاعل على ارض فلسطين، وفي جنوب لبنان ، وسيجد الأمريكيين والغرب بان كل الدعم العسكري والمالي الذي قدموه لإسرائيل غير مجدي في استمرار فرضها على دول المنطقة، لا بديل عن حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية وغير ذلك فهو حروب مستمرة لا تستنزف فيها إسرائيل فقط ، بل تستنزف معها كل الدول الغربية الداعمة لها.

الاعلامية الفلسطينية 

هتاف عريقات