عمان- بحثا عن الصورة الإيجابية في الوطن، وعبر مبادرات لافتة وخلاقة، سعت جمعية أصدقاء البحر الميت متعددة النشاطات في مجال البيئة والاستثمار والسياحة؛ لإطلاق حملات توعوية من خلال مبادرة "الأردن غالي علينا".
وهذه الحملات هي الأولى التي تحارب تناقل الإشاعات والأخبار المسيئة في مناسبات عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب الناطق الإعلامي في الجمعية، منى النمري.
النمري، تحدثت لـ"الغد"، عن أهمية مثل هذه المبادرات التي يجب على الجميع التنبه لها، وهي خطورة تناقل الإشاعات التي تنال من الصورة المشرقة للوطن، في ظل سرعة انتشار الأخبار والصور ومقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أن أي شخص من حقه نشر المعلومة ولكن بعد التحقق من صحتها ومصداقيتها، بدون نشر الأخبار التي تسيء للوطن على اختلاف نوع الخبر والمعلومة.
وبينت النمري، أن فريق العمل في الجمعية يقومون برصد وتنسيق العمل لتوصيل إشعارات للجمهور من خلالها، بهدف التوعية والحد من انتشار الإشاعات، وهي رسائل مدروسة، وتتم من خلال تتبع الوضع العام، ورصد الأخبار التي يتم تناقلها بين الناس، والتي من شأنها أن تصل إلى مختلف دول العالم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الإشاعات "غير الموضوعية" تسهم في حد كبير بتشويه الصورة الجمالية للوطن وتؤثر سلبيا على القطاعات كافة في الوقت ذاته، لذلك، تسعى المبادرة، بحسب النمري، إلى استهداف الصور الجميلة والإيجابية ونشرها بشكل أكبر يطغى على أي عامل آخر سلبي، وتحفيز أفراد المجتمع من خلال هذه الرسائل المتتالية عبر مواقع التوصل الاجتماعي والإعلام إلى البحث عن الصور الجميلة والسلوكيات الراقية التي تحاكي طبيعة الشعب الأردني، وبثها بالوسيلة ذاتها، والتي سرعان ما تصل إلى العالم ككل.
وقد ثبت ذلك من خلال تجارب عدة لنقل الصور الإيجابية ومدى تأثيرها على الواقع السياحي في الأردن، كمثال على ذلك، ما قام به أحد السياح من السعودية ونشر مقاطع فيديو وصور عن الواقع السياحي والجمال الطبيعي في الأردن، ودوره في زيادة نسبة السياح من دول الخليج خلال فترة قصيرة، والتي أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي فيها بشكل كبير. وأضافت النمري، أن الجمعية ممثلة بجميع كوادرها، وجدت أن انطلاق المبادرة ما هو إلا جزء من المسؤولية المشتركة مع المؤسسات الرسمية والدولية، في التنبيه والتوعية في عدم تناقل الأخبار المسيئة للمملكة، كما في حوادث السطو الأخيرة، مع وجود فئة تتعاطف مع المجرمين، وهو ما يعد "خطأ" جسيماً، لأن ما يحدث هو سرقة مرفوضة.
ومن ضمن الرسائل التي يتم بثها بشكل دائم عبر أكثر من منصة، كما تبين النمري، التحقق من المعلومة، وأن يكون الهاجس الأكبر للمواطن هو حماية الدولة ونبذ العادات السلبية، والدعوة إلى أن يكونوا خير سفراء لبلدهم، وأن يحرصوا على نقل كل ما هو طيب عن الوطن، على حد تعبيرها.
وخلال الفترة القليلة المقبلة، ستقوم الجمعية ضمن مبادرتها "الأردن غالي علينا" بتنظيم فعاليات ولقاءات ما بين الشباب، وهم أكبر فئة مستهدفة، تجمعهم مع شخصيات وطنية معروفة في مجالات عدة، ويتم عقد تلك اللقاءات في المخيم الخاص بالجمعية، بحيث يكون لقاء تفاعليا "وديا" ما بين جميع الأطراف.
الى ذلك، الحديث عن أهمية المحافظة على الوطن بمقدراته كافة. وتسعى عبر حملتها إلى مواجهة النمط السلوكي الذي يركز على السلبيات، مع التحفيز على إظهار الايجابيات التي يعج بها الأردن، في كل ميدان ومدينة وقرية وبيت. وتعد جمعية أصدقاء البحر الميت من المؤسسات الأهلية التي تُعنى بالتنشيط السياحي، والمحافظة على البيئة في مناطق عدة، مع التركيز على منطقة البحر الميت، وتم تأسيسها في العام 2015.
ويرى المؤسسون والعاملون في الجمعية، أن من الأهمية بمكان أن يكونوا جزءا من مسؤولية الدولة وشراكتها في حماية السياحة الأردنية وتحديدا السياحة في "البحر الميت"، وهي جزء من العمل التشاركي بين المؤسسات الأهلية والجهات الحكومية تجاه المنطقة. وهي جمعية محلية غير ربحية يقوم عليها مجموعة من الإعلاميين والصحفيين والمختصين بمجالات عدة، منها البيئة والسياحة.

الغد