حدد موعد انتخابات الرئاسة في كازاخستان في العشرين من تشرين الثاني المقبل، حيث يتوقع ان تكون انتخابات استثنائية خاصة بعد تعديل الدستور، بحيث ينتخب الرئيس الجديد لمرة واحدة فقط.

وعند مناقشة الوضع في كازاخستان في أحد الاجتماعات الرسمية ، تبين للقاصي والداني ان عام 2022 كان نقطة تحول حقيقية لكازخستان حيث أطلقت محاولة الانقلاب تحولات تكتونية على طول محيط السلطة بالكامل. 

وأثارت كل هذه الأحداث اهتمامًا كبيرًا بالإصلاحات وسط توقعات كبيرة من الخطاب الرئيسي للرئيس الكازاخستاني "قاسم جومارت توكاييف"- الخطاب السنوي، إلى جانب التعديلات العديدة على الدستور التي تم تبنيها بالفعل خلال الاستفتاء الوطني ، والتي تهدف إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على النظام ،حيث يمكن القول إن المبادرات التي عبر عنها الرئيس توكاييف في خطاب المبادرة كانت مصدر إلهام لشعب كازاخستان.

وشملت التعديلات على الدستور تحديد ولاية الرئيس لفترة واحدة مدتها 7 اعوام دون الحق في إعادة الانتخاب، ونتيجة لذلك سيتم إجراء انتخابات مبكرة، حيث ان فترة 7 اعوام تعد فترة كافية لتنفيذ أي برنامج طموح. 

وقال الرئيس توكاييف في حديثه إلى الشعب الكازاخستاني، إن قصر الولاية الرئاسية على ولاية واحدة سيضمن أقصى تركيز لرئيس الدولة على حل المهام الاستراتيجية للتنمية الوطنية، معتبرا ان الرواية الدستورية التي اقترحها ستقلل بشكل كبير من مخاطر احتكار السلطة ، والتي كما أظهرت الممارسة تؤدي إلى حكم استبدادي رئاسي فوقي.

وكما ستتيح ولاية رئاسية مدتها 7 سنوات إمكانية تنفيذ تغييرات واسعة النطاق في الإصلاح الديمقراطي للنظام السياسي في كازاخستان، أي تعزيز مبادئ الديمقراطية وضمان الشفافية والمساءلة وزيادة الكفاءة.

وبالإضافة إلى ذلك، تعد قيود الوقت حافزًا جيدًا، فكل مرشح رئاسي سيوزع بعناية جميع جوانب أنشطته لمدة 7سنوات، وفي فترته الوحيدة سيحاول الرئيس المنتخب تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة للبلد.

وكما سيعزز النظام الرئاسي الجديد في الاستقرار السياسي واستقرار النموذج الكازاخستاني للبنية الاجتماعية.

ومن الملاحظ أنه إذا تم تبني حكم الرئاسة لمرة واحدة فإن حقبة سياسية جديدة ستبدأ في كازاخستان نتيجة لذلك بحلول منتصف عام 2023، حيث سيتم إعادة تمهيد وتحديث جميع المؤسسات السياسية الرئيسية "الرئيس والبرلمان والحكومة".

ويعتقد الكثيرون أن هذه الانتخابات ستساعد في قطع الصلة تمامًا بين الرئيس توكاييف و "كازاخستان القديمة"، والحصول على دعم الشعب الكازاخستاني في الوقت الحالي ، الأمر الذي سيستغرق فترة زمنية طويلة لتنفيذ جميع الإصلاحات المطروحة مثل هذا الإجراء الوقائي لمنع عودة المنتقمين، وفي الوقت نفسه ستؤدي الانتخابات الرئاسية المبكرة إلى تكثيف المنافسة السياسية وزيادة عدد الجمعيات السياسية.

ويمكن القول، أن الانتخابات الرئاسية الكازاخستانية لعام 2022، ستصبح حدثًا تاريخيًا مهمًا في الحياة السياسية، لأن هدف الرئيس توكاييف الطموح هو بناء كازاخستان عادلة مع المنافسة المفتوحة والفرص المتساوية للجميع.