يسعى المخرج حافظ خليفة للتفرد من خلال عروضه الفنية الفرجوية ويخرج بها عن السائد المألوف وقد تجلى ذلك من خلال عروضه المتواترة سواء منها المسرحية أو الملحمية ويحاول تطويع مختلف الفضاءات من أجل ابداع صورة مسرحية تعانق الابهار والامتاع ولم يحد هذه المرة عن مغامرته وذلك من خلال استقدام العرض الفرجوي الضخم " ملحمة خضراء" تدريجيا إلى العاصمة وذلك بعد النجاح جماهري الكبير في عرضي افتتاح واختتام المهرجان الدولي للصحراء بدوز ديسمبر 2017 ثم عرض سوق الاحد بقبلي وعرض مهرجان سيدي بورويس بسليانة ليحط به الرحال أخيرا في تونس العاصمة وتحديدا في مهرجان البحر الابيض المتوسط بحلق الوادي يوم عيد الجمهورية 25 جويلية 2018 . فماهي علاقة "خضراء " و "علي بن غذاهم " و "كراكة حلق الوادي " بجد حافظ خليف في لقاء خاطف معه أشار المخرج حافظ خليفة أن " خضراء " هو عمل فرجوي ملحمي ضخم ليس كمثله من الملاحم والاعمال الفنية فهي أريد من خلالها تكريم و الاحتفاء بالاديب التونسي الكبير الراحل امحمد المرزوقي , معتمدين على مراجعه و بحوثه التاريخية حول الحياة البدوية و خصائصها و خاصة من خلال كتابي (على هامش السيرة الهلالية) و (الجازية الهلالية). وهي من تأليف الاعلامي والشاعر حاتم الغرياني الاعداد و تلحين الموسيقي للدكتوررضا بن منصوروالمساهمة الغنائية للفنان القدير لطفي بوشناق و يضم اهم الاسماء والوجوه الدرامية البارزة وطنيا و عربيا (محمد كوكة وصالح الجدي و صلاح مصدق و دليلة المفتاحي و كمال العلاوي و ليلى الشابي ووحيدة الدريدي و نادرة لملوم و سهام مصدق و عبد اللطيف بوعلاق و نوريد الدين العياري و توفيق الخلفاوي). ويشارك في العمل بلقاسم بالحاج علي وفي التوضيب الركحي نجيب الرحال,بسام بن حمادي,نبيل بنجابر,فيصل بالطاهر,جلال عبيد,عبدالله,مكرم السنهوري,توفيق الصغير,جمال بن عبدالله,ايمن السعيداني,رشاد باللحم ,محمد بن بوبكر,تهامي قاسم,احمد الصويعي,كمال زهيو,منصف فريجة,مخلص بن عون,محمد بلحاج وضو الشهيدي مضيفا أن هذا العمل يندرج ضمن تكريم لمثقف أعطى الكثير للحياة البدوية و اسند لها اهتماما خاصا كي لا تندثر و تضمحل , ولعل محاولتنا هاته تثمن ما قام به من تتبع وجمع لما تبقى من تراثنا البدوي بالجهات الداخلية الريفية ببلادنا عموما و ولاية قبلي خصوصا ,الذي يظل جزءا لا يتجرأ من حاضرنا و مستقبلنا و حياتنا عموما ورافدا مهما من التراث اللامادي من تراثنا البدوي و الثقافي عموما. وعن حكاية " خضراء " التي استلهمها محمد المرزوقي من السيرة الهلالية يؤكد المخرج أن العمل هو فسحة درامية ورحلة في عالم الحياة البدوية من خلال عرض في شكل ملحمي و فرجوي تعتمد سيرة بني هلال ,و خاصة الجزء المتعلق بمجيئهم و حلولهم بتونس اذ نحاول المزاوجة و مقاربة ما وقع بالامس بالحاضر على اعتبار ان تونس حاضنة لكل الثقافات و هي ملك للجميع,و التركيز على ما اضافته الثقافة الهلالية لبلادنا و دور المرأة الريادي في حلول السلام بالبلاد خاصة من خلال شخصية الجازية الهلالية عن الرغم من اطماع البعض و نكران الاخر. نريد ان نشير و بشكل جلي ان الهلالين في زحفهم الى تونس لم يكن سلبيا فقط بل كان تأسيسا للنسيج الاجتماعي الحالي للمجتمع التونسي و اضافة للموروث الثقافي بهته البلاد على التسامح و التمازج و الذي خلق لنا الان ثراء اجتماعيا و حضاريا مهما. سيسبق العرض استعراض للخيالة والفرق الفولكرلورية والجمال بضاحية حلق الوادي وستقدم بشكل تمثيلي غنائي فرجوي حيث تم تطويع فضاء وركح مسرح الكراكة بحلق الوادي معتمدين على لوحات من الرقص البدوي و الاهازيج المحلية و البدوية التي ورثناها من خلال جذورنا الهلالية بكل الارياف المتواجدة ببلادنا ,وبشكل مشهدي متحرك يقوم على التحفيز و التشويق و مقدمة من طرف اهم ما لدينا الان في الاداء للغناء البدوي ومشاركة اهم نجوم التمثيل المسرحي والتلفزيوني: واخيرا يعتبر المخرج حافظ خلفية ان هذا العرض بفضاء كراكة حلق الوادي ويوم 25 جويلية بالذات في عيد الجمهورية له رمزية تاريخية بالنسبة له فهناك وبين زنزاناته التاريخية تحت الارض تم تعذيب جده داخل سجون الكراكة إلى جانب علي بن غذاهم الذي مات بين جدرانها وكاد ان يقتل جده بسبب مواقفه الثورية. ولهذا سيكون يوم العرض عرضا استثنائيا لتكون الجدران والقضبان شاهدة على رد الاعتبار المعنوي من الحفيد إلى الجد

 متابعة المكتب الإعلامي لمؤسسة عرار بتونس العوني لعجيل وفيروز اللافي .