منذ طرحها نهاية نوفمبر 2022، أثارت تقنية “شات جي بي تي” الذكية أسئلة صعبة بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، ومدى تأثر الصحافة الإلكترونية.
ChatGPT روبوت الدردشة طورته شركة أوبن أيه آي (OpenAI) الأمريكية، وعلى الرغم من إصدار أدوات مماثلة سابقة، فإن شات جي بي تي يعد ثورة برمجية بسبب قدرته المذهلة على التواصل الدقيق والمستمر مع المستخدم، ما أثار عدة مخاوف في سوق العمل.
الذكاء الاصطناعي يهدد بعض المهنوفق تقرير نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية، أثار جي بي تي حالة من القلق لدى قطاعات التعليم في أمريكا، فضلًا عن مخاوف لمحركات البحث العملاقة، وعلى رأسها جوجل، لقدرته على إنجاز المهام بفاعلية وسرعة لافتة، والإجابة على تساؤلات المستخدمين وتوفير اقتراحات وإجابات غير متوقعة لتساؤلاتهم.
على سبيل المثال، بسؤال جي بي تي بشأن أفضل التصميمات الكلاسيكية، التي يمكن الاستعانة بها لتجهيز أحد المنازل، يوفر مجموعة من الإجابات والصور، التي تعطي المستخدم خيارات متنوعة وغير متوقعة، ما يهدد بعض المهن منها مصممي الديكور والصحافة وغيرها.
هل تنقذ نقطة الإبداع العنصر البشري؟وقال خبير تكنولوجيا المعلومات، محمد سعيد، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية، إن Chat OpenAI أو جي بي تي يمثل تهديدًا لبعض الأعمال الروتينية، مثل كتابة المحتوي والنصوص، إضافة إلى المقالات، لأنه مدعوم سابقًا بكميات من المعلومات المخزنة التاريخية، من خلال إجابات البشر عليها، لكن يبقي لكتّاب المحتوى عمومًا، نقطة الإبداع في الصياغة وطريقة الكتابة.
وأشار إلى أن طريقة رد شات جي بي تي على أسئلة المستخدمين، لا تقف عند تقديم الإجابات المخزنة فقط، إنما تحليل المعلومات المتاحة لديه، ليقدم للمستخدم إجابات وافية ودقيقة. وعن إمكانية تأثير التقنية على مهن مثل الصحافة، استبعد الخبير التقني أن تشكل أي مخاوف، مرجعًا ذلك إلى أنه مهما تفوقت التكنولوجيا، يظل العقل البشري صاحب الإبداع والابتكار.
أداة قيمة لمساعدة العقل البشرييدهش شات جي بي تي مستخدميه بإجاباته على أسئلتهم بأدق التفاصيل، ويوفر لهم اختيارات متنوعة لمتطلباتهم، ما جعله يتصدر حديث منصات التواصل الاجتماعي مؤخراً، فبإمكان التقنية الحديثة على سبيل المثال أن تكتب سيناريو كاملًا بمجرد وضع المستخدم لتصور مبدئي لفكرة درامية في رأسه.
لكن على الجانب الآخر، يرى بعض خبراء التكنولوجيا أن جي بي تي لا يمثل تهديدًا لهم، بل يجدونه أداة قيمة للغاية في الوقت الحالي، حيث يعتمدون عليه في إتمام بعض المهام، مثل إنشاء الأطر والرسومات بسرعة، وتخطيط تصميمات التطبيقات، وإعطاء مدخلات في أسئلة، مثل كيفية تنظيم البيانات، وما هي ميزات واجهة المستخدم المطلوبة، وغير ذلك.
ويشير محمد سعيد إلى أن تقنية شات جي بي تي يمكن استخدامها على نطاق واسع لبعض المهام الروتينية، التي لا تتطلب أي شيء جديد، لكن لا يجب الاعتماد عليها، ومراجعة الأجابات جيدًا والتحقق منها.
حظر تقنية «جي بي تي» Chat OpenAIأداء ChatGPT تم حظرها في معهد Science Po الفرنسي، الذي قال في رسالة مواجهة إلى جميع الطلاب، إنه حظر استخدام Chat OpenAI أو أي أداة أخرى تستعين بالذكاء الاصطناعي، من دون الإشارة إلى ذلك صراحة، وشدد على الطلاب الامتناع تمامًا عن استخدام التقنية في إنتاج أعمال كتابية أو شفوية، إلا إذا كان استخدامًا ذا هدف تعليمي، بإشراف أحد الأساتذة.
ويشدد محمد سعيد على ذلك، موضحًا أن تقنية Chat OpenAI مفيدة في العملية التعليمية، ونقل المعلومة للطلبة، إذا استخدمت بهدف تعليمي، تحت إشراف المعلمين، لكن إذا جرى استخدامه الأداة في الاختبارات والامتحانات، يعدّ نوعًا من الخداع والغش.
شات جي بي تي يهدد جوجليرى خبراء الانترنت أن الذكاء الاصطناعي متمثلًا في Chat OpenAI، سيكون قادرًا على استبدال محرك البحث العملاق جوجل بالكامل خلال الأعوام المقبلة، لكن عملاق البحث يمتلك ذكاءً اصطناعيًّا خاصًّا به، ويعد أقوى من ChatGPT، وفق ما ذكره موقع Semafor.
وفي هذا اليساق، يشدد محمد سعيد على أن الذكاء الاصطناعي، ليس أقوى من جوجل، لأن الشركة الأمريكية أول من أطلق نماذج عدة من الذكاء الاصطناعي، وتمتلك أدوات قوية تُحدّث باستمرار.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1415567
المصدر : رؤية الاخبارية