وأنه بعد متابعة ما جاء في هذا الخطاب الهام ومضامينه في هذه الظروف الصعبة التي تعاني منها غزة وفلسطين فإن أهم الاضاءات والأمال في رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني الثاقبة في هذه المرحلة وكان أول طلب لجلالة الملك بشكل عاجل الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وتبني موقف موحد يدين استهدافهم من الجانبين، انسجاما مع قيمنا المشتركة والقانون الدولي، الذي يفقد كل قيمته إذا تم تنفيذه بشكل انتقائي.

واضاف جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه أنه عندما يتوقف القصف، لن تتم محاسبة إسرائيل وسيستمر ظلم الاحتلال وسيدير العالم ظهره إلى أن تبدأ دوامة جديدة من العنف ويطالب جلالته من المجتمع الدولي القيام بدوره الإنساني اتجاه الشعب الفلسطيني وكما جدد جلالة الملك الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم، ويعتبرها جريمة حرب وفقا للقانون الدولي وخطا أحمر.

واكد جلالة الملك ان حملة القصف العنيفة على غزة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات وان القصف العنيف على غزة عقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة واضاف جلالته في أي مكان آخر كان العالم ليدين استهداف البنى التحتية للمدنيين والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء .

واضاف جلالته في خطابه أيضا الرسالة التي يسمعها العالم العربي هي أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين وان تطبيق القانون الدولي انتقائي وحقوق الإنسان لها محددات تتوقف عند الحدود وباختلاف الأعراق والأديان ، وكان قد حذر جلالته في خطابه من أن عواقب اللامبالاة والتقاعس الدوليين المستمرين ستكون كارثية علينا جميعا.

وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى غزة وكذلك وصف جلالته ما تقوم به إسرائيل وتجويع المدنيين في غزة حرفيا، فإنه لطالما تم تجويع الفلسطينيين لعقود عن الأمل والحرية والمستقبل.

واضاف جلالته أن سفك الدماء الذي نشهده اليوم هو ثمن الفشل في تحقيق تقدم ملموس نحو أفق سياسي يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وان السبيل الوحيد لمستقبل آمن لشعوب الشرق الأوسط والعالم يبدأ بالإيمان بأن حياة كل إنسان متساوية في القيمة وينتهي بدولتين، فلسطين وإسرائيل، تتشاركان في الأرض والسلام من النهر إلى البحر.

موسى الشيخاني

الرئيس التنفيذي لمؤسسة عرار العربية للإعلام