عرار الإخبارية.. الزيارات(872 ):

يحتفل العالم اليوم 28 أيلول للعام الثالث على التوالي باليوم «الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات»، وهو اليوم الذي اقترحته منظمات حرية المعلومات المشكلة من 15 دولة هي أرمينيا وألبانيا وبلغاريا والبوسنة والهرسك وجنوب أفريقيا وجورجيا ورومانيا وسلوفاكيا وليتوانيا والمجر ومقدونيا والمكسيك ومولدوفا والهند والولايات المتحدة الأمريكية. وذلك في اجتماعها الذي عقد في صوفيا، ببلغاريا خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر 2002، كما اعترفت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب بأهمية هذا اليوم رسمياً من خلال القرار الذي اتخذته اللجنة في دورتها العادية الخمسين، إذ اعتمدت فيه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» 28 سبتمبر كيوم عالمي في 17 نوفمبر 2015.
 إن اليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات له أهمية خاصة لارتباطه بجدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030، حيث يُعد إنتاج المعارف والمعلومات من خلال العلوم وسيلة تساعد دول العالم على إيجاد حلول للتحديات الكبرى التي تواجهها اليوم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ووسيلة تمكّنها من تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر مراعاةً للبيئة، ويعد وجود حكومة قائمة على الانفتاح والشفافية أمرا مهماً لقيام الدولة على اسس ديمقراطية.

  المعلومات وبناء المجتمع 
 أستاذ علم الاجتماع الدكتور سري ناصر يشدد على أهمية الانتفاع بالمعلومات،وضرورة وصول المعلومة وتوفير حرية البحث عنها للأفراد بما يخدم المجتمع، لكنه يرى أن اتكاء الناس على المعلومات التكنولوجية أفرز أجيالا جديدة في المجتمع كسولة فيما يختص البحث، فهي اعتادت على المعلومة الجاهزة دونما تدقيق بمصدرها ومصداقيتها وشروطها العلمية والأخلاقية. وشدد د. ناصر على أهمية التفكير الحر والجهد الفردي الدؤوب في تطوير وعي المجتمع ككل، مشيرا الى أن المعلومات المتدفقة عبر وسائل الاتصال الحديثة كالانترنت وتطبيقات الموبايل وغيرهما، لها وجه ايجابي يتمثل بتسهيل حياة الناس وآخر سلبي يتمثل بالحد من النشاط الفكري والابداعي والعلمي وتحجيمه نتيجة الركون للمعلومة الجاهزة فقط. 
  اليونسكو: المعرفة من حقوق الانسان الأساسية
 وأشارت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو في رسالتها بهذه المناسبة إلي أن أرسطو كتب في أحد مؤلفاته قبل ما يزيد على 2000 سنة :»البشر بطبيعتهم يريدون المعرفة»، ويتطلب اكتساب المعرفة التمكن من الحصول على المعلومات ومن الانتفاع بها، ويندرج هذا الأمر في عداد حقوق الإنسان الأساسية وخصائص الطبيعة البشرية ، وفي عداد الأركان الأساسية لبناء المجتمعات الشاملة للجميع ونشر ثقافة الحوار وفرض سيادة القانون وإرساء الحكم الرشيد، وفي عداد العوامل الضرورية لإيجاد سبل جديدة للتنمية المستدامة. 
وأضافت بوكوفا أن هذه هي الفكرة التي تود اليونسكو إبرازها في هذا اليوم الدولي الأول لتعميم الانتفاع بالمعلومات، الذي قررت الدول الأعضاء في المنظمة إعلانه، ولذلك يعتبر التمكن من الحصول على المعلومات ومن الانتفاع بها أحد العوامل الرئيسة التي تتيح المضي قدما في تنفيذ خطة التنمية المستدامة، وتعزيز حقوق الإنسان وكرامته، واستئصال شأفة الفقر، وبناء مجتمعات المعرفة الشاملة للجميع.  واعتبرت أن تعميم الانتفاع بالمعلومات على قدم المساواة وسيلة فعالة لإحداث التغيير الإيجابي المنشود ، وإتاحة المزيد من الفرص للتغلب على أوجه عدم المساواة ، والوصول إلى الفئات المهمشة، وإنتاج المعارف وتشاطرها ونشرها، واكتشاف الثقافات الأخرى، وتوطيد أركان المؤسسات الديمقراطية، مضيفة أنه يجب في ظل العولمة المتزايدة التي نشهدها في الوقت الحاضر احترام الحق في الحصول على المعلومات في جميع وسائل التواصل والإعلام، سواء أكانت مطبوعة أم إلكترونية،ويجب أن تكون الثورة الرقمية وسيلة لتحقيق التنمية عن طريق تسخير القدرة التمكينية التي تملكها تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الجديدة من أجل الإدماج الاجتماعي والابتكار. وذكرت بوكوفا أن هذا الأمر يتطلب إزالة كل العوائق التي تحول دون الانتفاع بالمعلومات، سواء كانت عوائق متعلقة بسبل الاتصال والتواصل أم عوائق متعلقة بالمهارات اللازمة لاستخدامها، وتبين ضرورة إزالة تلك العوائق أهمية سن قوانين محكمة ومتينة لحرية الإعلام ، وكذلك أهمية تطبيق هذه القوانين تطبيقا فعليا وفعالا، وقد مضى على سن أول قانون لحرية الإعلام في العالم 250 عاما ، وكان ذلك في دولتي السويد وفنلندا الحاليتين ، وفقا لما ينص عليه إعلان فنلندا الذي اعتمد في ختام الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة.