ولفت الوزير إلى ضرورة الاختيار على أسس برامجية وفقا لقانون الانتخاب الذي خصص 41 مقعدا من مقاعد البرلمان للأحزاب السياسية وفقا للدائرة الانتخابية العامة، علما أن هذا العدد سيزيد بالتدريج وصولا إلى برلمان قائم على التعددية الحزبية تشكل الحكومات البرلمانية، وهذا ما يتطلع له جلالة الملك خلال الأوراق النقاشية الملكية وعديد من خطاباته، مبينا أن قانون الأحزاب مضى على صدوره قرابة العامين، وهذه فترة كافية للأحزاب السياسية لوضع برامجها وممارسة عملها في ظل توفر الخبرة والمعرفة والشباب بين صفوفها.
وشدد الخريشة على أن دور الشباب مهم في الحياة السياسية والعمل الديمقراطي، إذ إن العمل الجماعي هو السبيل للوصول إلى الأهداف والغايات المرجوة، فلا وجود للعمل الفردي، وأن الانتساب للأحزاب يعد الطريق الذي يعزز مستقبل الشباب في الحياة السياسية والوصول إلى مواقع صنع القرار، مؤكدا أن الشباب الأردني يمتلك من المعرفة الكثير مما تجعله قادرا على ممارسة العمل السياسي والحزبي من خلال تحويل هذه المعرفة إلى مهارات وسلوك وممارسة فعلية على أرض الواقع.
وأشار إلى الجهود المستمرة التي يقوم بها الأردن بقيادة جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية ووقف الحرب على قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين، منوها إلى أن الحكومة من خلال وزارة الاتصال الحكومي ومؤسسات الإعلام الرسمية تتواصل مع المواطنين وتعمل على نقل رسالة الدولة الرسمية للمواطنين لإيضاح الحقائق والقضايا من خلال الإعلام المهني المسؤول، ما يسهم في بناء جسور الثقة وتقليص الفجوة بين المواطنين وصناع القرار فيما يتعلق بالشأن العام.
من جانبه، لفت مدير مركز نحن ننهض عامر أبو دلو إلى الاهتمام والدعم الذي يقدماه جلالة الملك وسمو ولي عهده للشباب الأردني في مختلف المجالات والقطاعات ومتابعتهما عن كثب مجريات تطور الحياة السياسية والحزبية في الأردن.
وبين أبو دلو أن هذا اللقاء يأتي ضمن رؤية المركز القائمة على الشراكة والتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والرسمية، مؤكدا دور وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية في الحيوية بتعزيز الحياة السياسية في الأردن، حيث قامت الوزارة بتحقيق إنجازات ملموسة على الصعيدين المحلي والوطني، من خلال العمل بجد على تشجيع المواطنين خاصة الشباب على المشاركة الفعّالة في العملية السياسية سعيًا لتحقيق تنمية مستدامة وتعزيز الديمقراطية.
وأوضح أن المركز عمل على إطلاق الدورة الثانية من مشروع مجلس شباب 21 إيمانا بضرورة التكامل مع الاستراتيجيات الوطنية، ذلك من خلال إجراء انتخابات إلكترونية شارك بها أكثر من 50 ألف ناخب وناخبة، ونتج عنها مجلس شباب من ثمانية عشر عضواً من مختلف ألوية محافظة إربد، مبينا أن مجلس شباب 21 هو مجلس شبابي منتخب يهدف إلى محاكاة عمل المجالس المنتخبة، ودمج الشباب في رسم السياسات المحلية وتعزيز دورهم في عملية صناعة القرار لسدّ الفجوة القائمة حالياً بين المجتمعات المحلية والمؤسسات الحكومية.
من جانبهم، ثمن الشباب المشاركون موقف الأردن قيادة وحكومة وشعباً الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، فالأردن لم يدخر أي جهد في سبيل وقف حرب الإبادة الجماعية على غزة، لافتين إلى أن الأردن يشهد منذ عام 2021 حالة سياسية مختلفة تبلورت بالتوجيه الملكي بتشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية التي وضعت توصيات ومقترحات لقانوني الانتخاب والأحزاب، بالإضافة إلى إجراء مراجعة لقانون الإدارة المحلية، وتضع هذه اللجنة نصب عينيها زيادة مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية، التي إلتزمت بها الحكومة وتعاملت معها بإيجابية وحيادية وأقرها مجلس الأمة.
ودار حوار موسع بين المشاركين حول العديد من القضايا؛ أبرزها دور الوزارة في الحوار مع الأحزاب السياسية وكافة فئات المجتمع، وجود خطط لدى الوزارة لتمكين الشباب والمرأة في الحياة السياسية والعمل الحزبي، جاهزية الأحزاب للانخراط والمشاركة في الانتخابات المقبلة، ضرورة تحويل المعرفة المكتسبة لدى الشباب إلى سلوك فعلي على أرض الواقع، توزيع المقاعد في الدائرة العامة والدوائر المحلية، دور وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة انخراط الشباب في الحياة السياسية والحزبية، ودور الحكومة في تقليص الفجوة بين الشباب وصناع القرار.