عمان - عاين الباحث الدكتور أيوب ابو دية تجربة المفكر العالمي المصري-الفرنسي سمير أمين، مساء امس الأول في قاعة غالب هلسة بمقر رابطة الكتاب الاردنيين بعمان.
وفي محاضرة جاءت احياءً لذكرى المفكر العالمي سمير أمين الذي توفي في فرنسا اخيرا عن عمر يناهز 87 عاما،ً استعرض الدكتور ابو دية فكر أمين بدءاً من أطروحته في الدكتوراه حول «تراكم رأس المال على صعيد عالمي» ومشروعه بدءاً من محاولات فهم مراحل تطور الرأسمالية العالمية خلال حروب الفرنج في نهاية القرن الحادي عشر، وتراكم رأس المال في المدن الإيطالية ولغاية وصول التطور إلى التأزم خلال الفترة الواقعة بين 1300 الى 1450 عندما بدأت أوروبا تبحث عن أراض جديدة وثروات أكبر فانطلقت صوب وسط أميركا لإكتشاف العالم الجديد.
وتابع في المحاضرة التي أدارها الدكتور أحمد ماضي، ان فكر امين رصد تحول الرأسمالية إلى مرحلة مركتيلية تجارية تعمقت بالثورة العلمية الكبرى في القرن السابع عشر ثم في الثورات الصناعية في القرنين اللاحقين إلى أن وصلت إلى مرحلة الإمبريالية وغزت العالم وتصارعت فيما بينها على ثروات العالم ما جعل الدول الرأسمالية المركزية تتناحر فيما بينها كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وقال إن مدرسة التبعية شرعت عبر مفكري أميركا الجنوبية بتجاوز مقولة أن تطور دول الجنوب في ظل هيمنة المراكز أمراً ممكناً واتجهوا نحو التصنيع الذي واجه مشكلات وتراكم في الديون.
واضاف انه نتيجة لذلك بدأت الأنظار تتجه نحو مشاريع فك الارتباط بالمراكز الرأسمالية وبخاصة في لندن ودول عدم الانحياز عام 1955، لافتا إلى ان فكرة فك الارتباط بدأت تتراجع بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وبات خطر تدمير الدول يؤرق المفكرين بحيث أخذ مشروعهم ينحو منحى يدعو لفك الارتباط التدريجي مع المراكز والاعتماد على تنمية الروح القومية في العالم العربي لتقريب هذه الدول بعضها من بعض لتجاوز هيمنة المراكز على الأطراف.
ورأى في ختام المحاضرة أن الأمر بات يتطلب حذراً في التعامل مع مستقبل الانفكاك من التبعية، وخلق رؤية جديدة لتجاوز الأزمة بدءاً  من القاعدة، ورفع مستوى الوعي بصورة تدرجية بحيث يتم التأسيس لمشروع وطني تحرري سلمي مناسب يأخذ بعين الاعتبار الحالة الخاصة والظروف الموضوعية لكل بلد على حدة.

(بتــــــرا)