جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عرار الإخبارية.. الزيارات(32 ): ما بين عوالم الحب والجريمة والجنون تتجول رواية «المدعوة غريس»، للكاتبة الكندية مارغريت آتوود، التي صدرت في نسختها العربية عن دار «روايات» في طبعتها الأولى عام 2021، بترجمة: نوف السعيدي، وهي من الأعمال السردية التي تعالج العديد من القضايا الاجتماعية والمتعلقة بوضعية النساء كذلك ونضالهن من أجل التحرر، غير أن اللافت في هذا العمل هو تلك الحبكة التي بنتها المؤلفة ببراعة بحيث أنها حشدت الرواية بمواقف فكرية وفلسفية حول الحياة والوجود والمجتمع، ليأتي العمل بشكل مبتكر في بنائه وسردياته المتنوعة. وما يميز هذه القطعة السردية أنها بنيت على أحداث ووقائع حقيقية جرت في القرن التاسع عشر، وهي عبارة عن جريمة قتل شغلت الرأي العام في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لفترة طويلة، وهي الجريمة التي وصفتها الصحافة آنذاك بوصف غريب وهو «الانحطاط اليائس في الطبقة الدنيا»، في إشارة للجرم الكبير الذي وقع وكان له تأثيره في حياة بعض البشر، كما تحمل دلالة أخرى على أن من قام أو قامت بالجريمة تنتمي إلى الطبقة الفقيرة من المجتمع، وهي القوى الاجتماعية التي دائماً ما ترمي بالشرور، وذلك نسبة لحياة البؤس التي تولد النزوع نحو الجريمة، وهنا يندلع جدل من نوع آخر، وهو إلى أي مدى يكون الإنسان ضحية البيئة والظروف التي تحيط به؟ وذلك هو السؤال الذي تتناوله الرواية. المصدر: الخليج
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الخميس 30-01-2025 11:27 مساء
الزوار: 32 التعليقات: 0
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
*تفاصيل
تبدأ تفاصيل الحكاية مع العاملة غريس ماركس، بطلة الرواية، وهي شابة صغيرة غدت من أشهر النساء في كندا وأمريكا، وذلك بسبب كونها قد دينت بقضية قتل في عام 1843 عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، إذ تُتهم غريس بقتل سيد المنزل وعشيقته، وذلك بالتعاون مع الخادم الآخر، جيمس مكدرموت، وفي حين يصدر حكم بإعدام شريك غريس في الجُرم، تُتهم غريس بالجنون وتودع في مصحة عقلية وفقاً لادعائها أنها لا تتذكر وقائع الجريمة. وتبدأ غريس في رحلة طويلة مؤلمة متنقلةً بين السجون، والمصحات العقلية وجلسات العلاج النفسي. وتزداد وتيرة الأحداث عندما يوفد الطبيب الأمريكي النفسي سايمون جوردان بهدف الاطلاع على سلامة غريس العقلية والنفسية قبل الإفراج عنها تأكيداً على قابليتها للانخراط في المجتمع من جديد.
*تنقيب
ويأخذنا السرد نحو منعطف جديد عندما تبدأ جلسات غريس للعلاج النفسي مع د. سايمون جوردان، ومن هنا تبدأ تفاصيل مختلفة من خلال الغوص العميق في دواخل عقل غريس، حيث يعود السرد بالقارئ إلى نقطة ما قبل وقوع تلك الجريمة، وصولاً إلى مرحلة ارتكابها والظروف التي تشكلت وتكونت وقادت إلى تلك الواقعة، أي الجريمة النكراء، حيث يأخذنا السرد في رحلة عن حياة بطلة الرواية منذ ولادتها في إيرلندا لعائلة فقيرة تُعاني الجوع وغياب الحاجات الأساسية، والذي يدفع العائلة للهجرة إلى كندا، وتتوالى بعدها الأحداث عندما تروي غريس تفاصيل عملها كخادمة، وهي لا تكاد تبلغ الثالثة عشرة من عمرها، وكم الأهوال والصعوبات التي تتعرض لها حتى وصلت إلى بيت أ. كينير حيث تلتقي هناك بمدبرة المنزل، نانسي مونتغمري، وهو المنزل الذي وقعت فيه جريمة القتل الشهيرة.
تثير هذه الجلسات مختلف الأفكار والتخيلات في فكر القارئ وتختلط الحقيقة بالخيال وتصعُب معرفة ما إذا كانت غريس ماركس هي شخصية شيطانية مذنبة بقتل روحين بدم بارد أم أنها ضحية فقر مدقع وحظ سيئ، وربما لا تمضي الرواية كثيراً في وضع إجابة حول ذلك الأمر، إذ إن ما فعلته الكاتبة هو وضع تصورات خاصة بالإنسان نفسه ومسيرته في الحياة والظروف التي ينشأ فيها، وبصورة أكثر تركيزاً على حياة النساء لكونهن يقعن تحت هيمنتين الأولى هي الفقر، والثانية هي الهيمنة الذكورية، حيث إن جرم المرأة يختلف عن الرجل، من حيث تعامل المجتمع ومنظوره للنساء، فهناك التقاليد الصارمة، والنظرة المحدودة تجاه المرأة.
*صدى
العمل وجد صدى كبيراً في الغرب وحول العالم، واعتبرت هذه الرواية من الأعمال السردية الكبيرة التي يخلدها التاريخ، ووصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر عام 1996، وفازت بجائزة «جيلر»، الكندية، إذ استقطبت القصة آراء الصحافة والجمهور معاً، لاحتوائها على مزيج من الحب، والعنف، فضلاً عن تلك الصبية التي تُتهم بالعنف، الأمر الذي يستقطب فضول الأطباء النفسيين، والكتاب، وكل من يحاول فهم الحالة البشرية من خلال أكثر أشكالها تطرفاً، كما تكمن قيمة العمل في لغته، وفي كشفه عن آراء ذلك الوقت حول طبيعة النساء، وتمثيله لقرن لا تمتلك فيه النساء أية سلطة، وربما ذلك ما دفع النقاد إلى الإشادة بالرواية حيث وصفوها بالعمل الذي اقترب من الكمال.
*أساليب
تتميز الرواية بكونها قد بنيت على الكثير من الأساليب السردية التي تجمع بين الأبعاد الجمالية والفكرية في ذات الوقت، فهي تثير الأسئلة وتحرض على التفكير، ولا تعتمد على تناول الجريمة في بعدها السطحي بل تنفذ إلى ما وراءها والأسباب التي أدت إليها، كما أن الكاتبة أبدعت في رسم الشخصيات التي تعلق بذاكرة القارئ خاصة بطلة العمل وبقية الشخصيات الرئيسية والثانوية والحكايات والأفكار المتعلقة بتلك الشخوص، كما أن الحبكة نفسها متعددة المستويات ومتشابكة بطريقة مذهلة، بحيث إن الحقيقة تصبح لغزاً لا حل له، ولعل أكثر ما يلفت النظر هو اعتماد الكاتبة على اللغة الساحرة الشاعرية وصناعة الصور والمشهديات، واعتبرت الرواية بمثابة نافذة على المجتمع الكندي في القرن التاسع عشر، وهي تقود المتلقي إلى اكتشاف الكثير من العوالم المجهولة والمظلمة داخل النفس البشرية، وتحمل الكثير من التصورات والأسئلة حول مصائر البشر وعن نظرة الإنسان نحو الحقيقة وبحثه الدائم عنها.
*إضاءة
مارجريت إلينور آتوود، المولودة في عام 1939، كاتبة كندية وشاعرة وناقدة أدبية وناشطة في المجال النسوي والاجتماعي. وهي أحد أهم كتاب الرواية والقصص القصيرة في العصر الحديث، وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة داخل كندا وخارجها.
*اقتباسات
«إذا حوكمنا جميعاً بسبب أفكارنا، فسيتم شنقنا جميعاً».
«عندما تصاب بالجنون، لا تذهب إلى أي مكان آخر، بل تبقى حيث أنت».
«إذا عاملك العالم معاملة حسنة، فهذا لأنك تستحق ذلك».
«القاتلة هي كلمة قوية لها رائحة مثل الزهور الميتة».
«ليس هناك أحمق مثل الأحمق المتعلم».
«الشعور بالذنب لا يأتي بسبب الأشياء التي فعلتها، بل بسبب ما فعله بك الآخرون».
«التفاصيل الصغيرة للحياة غالباً ما تحمل أهمية كبيرة».
«الانتقال إلى المجهول، هو أمر يدعو للقلق، وذلك سبب خوف الكثيرين من الموت».
«الفرق بين الغبي والجاهل هو أن الجاهل يستطيع أن يتعلم».
«هناك نوع من الحرية في عدم امتلاك سمعة تخسرها».
العناوين المشابهة
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
الفيلم الأردني بيت سلمى يشارك بأيام ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الخميس 29-09-2022
بيت الرواية بمدينة الثقافة لقاء مع ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
السبت 16-03-2019
“مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب” ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الثلاثاء 03-05-2022
تشغل 1749 متراً وتشكل إضافة فنية ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة التحرير
0
الإثنين 20-02-2017
أسبوع بحريني «أسابيع التراث العالمي» في ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة التحرير
0
الأربعاء 27-01-2016
بيت الرواية توقيعات راعي النجوم توقيع ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
السبت 11-05-2019
روبيرتا آي دي ماسكاس:الشارقة منارة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الأربعاء 26-02-2020
نقلها للعربية شرقاوي حافظ.. آنا نونيس ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 02-02-2024
«حان أوان النهوض».. دعوة لتغيير العالم ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الخميس 06-06-2019
تونس تحتفي بضيوف مهرجان "مرآة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الثلاثاء 08-05-2018