جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
لم يجر اكتشاف الشعر النسائي البريطاني في «عصر التنوير» إلا منذ نهاية سنوات الثمانينيات من القرن العشرين، بصدور عملين، الأول: أنطولوجيا روجر لونسديل المرجعية لشاعرات القرن الثامن عشر (أكسفورد 1989)، والثاني: شعر النساء في عصر التنوير: تشكل المعيار [القانون] 1730-1820 للمحررتين إيزوبيل أرمسترونغ وفيرجينيا بلين (نيويورك 1999)، والمقصود بالمعيار القاعدة والقانون المعياري الجنساني والنسوي والأنثوي والمساواتي الحديث. ـ آنا ليتيسيا باربولد Anna Barbauld (1743 – 1825) شاعرة إنكليزية بارزة وكاتبة مقالات وناقدة أدبية ومحررة ومؤلفة أدب الأطفال. كانت عضوا بارزا في «جمعية الجوارب الزرقاء» ونشرت في أنواع أدبية متعددة، وحظيت بمسيرة مهنية ناجحة في الكتابة امتدت لأكثر من نصف قرن. أصبح سيكر أسقف أكسفورد وفي ما بعد رئيس أساقفة كانتربيري عام 1758. كانت المحاولات الأولى لكارتر للتأليف الأدبي منصبة على فن الشعر. كان والدها صديقا لناشر مجلة الجنتلمان Gentleman’s Magazine إدوارد كيف Edward Cave الذي تشكلت بينه وبينها صداقة، فنشرت في العدد الرابع من المجلة عدة أعمال تحت الاسم المستعار إليزا، وكان عمرها 16 عاما فقط. عندما كانت تزور لندن من حين لآخر مع والدها، عرّفها الناشر إدوارد كيف على العديد من الأدباء، من بينهم جونسون. نشرت في عام 1738، مجموعة قصائدها، بما في ذلك تلك التي نُشرت سابقا في مجلة الجنتلمان. في العام نفسه، أجرى والدها معها نقاشا حول الزواج، وفعل ذلك مرة أخرى بعد بضع سنوات، لكنها بقيت عازبة لرغبتها في البقاء مستقلة. أُشير إليها على غرار جيل سابق بلقب السيدة. ترجمت كارتر إلى اللغة الإنكليزية عمل دي كروساز De Crousaz عن دراسة بوب Pope «مقال عن الإنسان»، بمجلدين، عام 1739، وترجمت عمل الكاتب الإيطالي ألغاروتي Francesco Algarotti «النيوتنية Newtonianism النسائية». في وقت مبكر من عام 1749، بدأت بترجمة جميع أعمال الفيلسوف اليوناني أبكتاتوس Epictetus والتي ما تزال حتى الآن مقروءة، وقدمتها ليراجعها الكنسي البريطاني توماس سيكر Secker. سمح لها وضعها، بنشر العمل في عام 1758. وهو ما ضمن لها مكانة في مجمع البانثيون الأدبي في القرن الثامن عشر للكاتبات النساء، وهي الترجمة الإنكليزية الأولى للأعمال المعروفة للفيلسوف اليوناني الرواقي، وقد جلبت لها ربحا قدره 1000 جنيه إسترليني في ذلك الوقت. طُبعت الترجمة ثلاث طبعات واحتفظت بسمعة طيبة. صادقت كارتر صمويل جونسون، وحررت بعض القضايا لمجلة «رامبلر» في سبعينيات القرن الثامن عشر فكتب عنها: «صديقتي القديمة السيدة كارتر يمكن أن تصنع الحلوى وتترجم أعمال أبكتاتوس من اليونانية». في عام 1796، أصيبت كارتر بمرض لم تتعاف منه تماما. ومع ذلك، استمرت في بذل جهدها في زيارة الفقراء وإنشاء المؤسسات الخيرية والحفاظ عليها. ومثل معاصراتها من النساء المتعلمات، عاشت كارتر حياة مديدة. أدى الصمم المتزايد إلى تقليل قدراتها على المحادثة. في 19 فبراير/شباط 1806، بعد فترة طويلة من الضعف المتزايد، توفيت في مسكنها في لندن. تقول الجامعية الأمريكية ليزا أ. فريمان في دراستها «[قصيدة] محاورة: شغف إليزابيث كارتر بالعقل الأنثوي»: عندما توفيت إليزابيث كارتر في عام 1806، تمت الإشادة بشعرها باعتباره «يتمتع ببساطة سامية في المشاعر، وطلاوة في التعبير اللحني، والخُلُق المحمود». ورغم أن لغة أوائل القرن التاسع عشر لا تسمح بقراءة هذا التعليق إلا على أنه مدح، إلا أنه يعمل أيضا على إزاحة الجدية عن أعمال كارتر الشعرية. يبدو أن هذا الانتقاص الضمني من شعرية كارتر غير مناسب في حالة مثقفة، كانت لديها معرفة ممتازة بتسع لغات، وكانت مشهورة في عصرها كمترجمة لأعمال إبيكتيتوس، ووضعت كامل ثقل معرفتها اللاهوتية والفلسفية والأدبية في نتاجاتها الشعرية. وتمضي ليزا أ. فريمان إلى القول: «رغم أن الإنتاج الشعري لكارتر لم يكن واسعا، فإن قصائدها سجلت بالتأكيد أكثر من مجرد «طلاوة في التعبير اللحني»؛ وفي الواقع، فإن العديد من أعمالها مكرسة، كما كانت هي نفسها، للتأملات حول مواضيع دينية مثل الموت وحياة الروح بعد الموت. في القراءة الأولى قد يكون من السهل الخلط بين معنى مثل هذه القصائد وتعبيرات عن الثبات أو الاستسلام السلبي للظروف المادية لحياة البشر، وعلى وجه الخصوص للوضع الثقافي للفكر الأنثوي. ومع ذلك فإن القراءة الدقيقة لبعض أشعار كارتر الأقل جدية توفر منظورا بديلا يمكن من خلاله فهم أهمية أعمالها. عندما نقرأ ضمن تصور عميق للتقاليد التي صاغت بها حتى أكثر قصائدها طرافة، فإننا ندرك ليس فقط عبقريتها في تعاطي الشكل الشعري، ولكن أيضا قدرتها الذكية على ترميز المعاني غير التقليدية. علاوة على ذلك، فإن القصائد التي يظهر فيها حس الطرفة بشكل واضح تشير إلى أننا نستطيع أن نقرأ أعمالها باعتبارها مدونة شعرية مكرسة لتخيل الشروط التي قد يكون العقل الأنثوي فيها حرا في متابعة حياة الفكر. ولإثبات إمكانية التأويل هذه، سأركز ملاحظاتي، تقول ليزا أ. فريمان، في مقالتها، على قصيدة قصيرة لكارتر بعنوان «محاورة» (1740/1741)، وهي القطعة التي لا تكتفي فيها كارتر بجعل شغفها بالعقل الأنثوي دراميا، لكنها تتناول بشكل واسع فهمها للوضع الهش للثقافة في القرن الثامن عشر. نُشرت قصيدة «حوار» لأول مرة في عام 1741 في مجلة «جنتلمان». وتتضمن حوارا طرفويا، ولكن حادا، بين الجسد والعقل، حيث يتم تشبيههما على التوالي بـ (الزوج) و(الزوجة). وتعمل قصيدة كارتر على عدد من المستويات الدلالية، فتجذبنا نحو فهم ممارسة القوى العقلية كوسيلة لتحرير المرأة. وفي نهاية المطاف، تشير القصيدة إلى وقت يتحرر فيه العقل أو الزوجة من الجسد أو الزوج، إن استخدام كارتر للتماثل بين الزوج والزوجة باعتباره البنية المركزية لحوارها كان بمثابة وسيلة غير مباشرة، وإن كانت فعالة، للتعبير عن عدد من الآراء غير الإيجابية بشأن مؤسسة الزواج». وتنتهي الناقدة إلى الاستنتاج أن القصيدة تقدم محاوَرة بين الجسد والروح، وأن «حوار الجسد والروح له أصول أفلاطونية؛ فهو يرتكز على تقسيم أفلاطون للمثل الأعلى عن الواقع، والشكل عن المادة، والكائن عن الصيرورة، والخلود عن الفاني. بالنسبة لأفلاطون كان الجسد بمثابة سجن للروح، ومن هذه الصورة الثقيلة الوزن استُنبطت مجموعة متنوعة من الاستنتاجات الأخلاقية منذ ذلك الحين. ورغم أن أرسطو قدم وجهة نظر أقل تطرفا بشأن العلاقة بين الجسد والروح، فإن المفهوم الأفلاطوني كان الأكثر تأثيرا في تشكيل العقيدة المسيحية، خاصة عقيدة القديس أوغسطينوس». هذا كله قاد النقد الأدبي إلى وصف كارتر بأنها شاعرة ذات نزعة نسوية، تقدم شعرا زاهدا، بالمعني الديني. وفي الحقيقة لا وجود لمفهوم الشعر الزهدي في الثقافات الأوروبية، إنه تأويل منا لما يسمونه بالإنكليزية بشعر المقابر Graveyard Poetry: كان «شعراء المقابر»، أو من يُطلق عليهم أيضا «شعراء ساحة الكنيسة»، من الشعراء ما قبل الرومانسيين في القرن الثامن عشر، يتميزون بتأملاتهم الكئيبة حول الفناء و»الجماجم والتوابيت والنقوش على القبور والديدان» التي يثيرها وجود المقابر. وبعيدا عن الرثاء لشخص واحد، لم يكن هدفهم غالبا الترويج لأي إثارة. وبتقدم القرن الثامن عشر، عبر شعر «المقابر» بشكل متزايد عن شعور «بالجلال» والغرابة، واهتمام بالأشكال الشعرية الإنكليزية القديمة والشعر المحكي. غالبا ما يُنظر إلى «شعراء المقابر» على أنهم رواد نوع أدبي قوطي، وكذلك روادا للحركة الرومانسية. وهذا يعادل تقريبا شعر الزهد والحكمة في ثقافتنا العربية. نسوية وصوفية زاهدة؟ هذا موضوع شيق واسع يتجاوز حدود مسعانا. قصيدة «محاوَرة» ملاحظة: دعوى القوة والسلاح (VI ET ARMIS): في القضاء البريطاني القديم كانت دعوى جنائية بصدد التعدي على ممتلكات الغير. (VI ET ARMIS) مصطلح لاتيني يعني «بالقوة والسلاح». وكان المصطلح يستخدم في المرافعة في العصور الوسطى لوصف التعدي الذي ينطوي على استخدام القوة وكان من اختصاص محكمة الملك لأنه خرق للسلم. وفي إنكلترا، كان المصطلح شرطا رسميا للمرافعة حتى عام 1852. أقدم استخدام معروف لعبارة vi et armis كان في أوائل القرن السابع عشر. كاتب عراقي
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الثلاثاء 11-02-2025 07:14 مساء
الزوار: 55 التعليقات: 0
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
عرار الإخبارية.. الزيارات(55 ):
الكتاب الثاني مجموعة من الدراسات قامت المحررتان بتقسيمها إلى أقسام تغطي حوار الأذهان والأجساد؛ المشروع السياسي النسوي؛ مفهومي الاحتجاج والرعاية؛ الأجناس والذاتيات، وأخيرا ثمة مقال منفرد حول كيفية انتقاء الشاعرات في القرن الثامن عشر من قبل مختارات ذلك الوقت.
قامت المحررتان بإعداد المقالات من حيث الثنائيات الصعبة بين العقل والجسد، والعام والخاص، والراعي الأدبي وطبقة الكاتب الاجتماعية. تزعم المحررتان أن «التنوير» هو مصطلح يبتعد عن الثنائية الزائفة للقرن الثامن عشر والرومانسية، لكن بعض المساهمين بدوا غير متفقين على ذلك. تتضمن قائمة الشاعرات اللواتي تمت مناقشتهن بعض الأسماء التي أصبحت الآن أساسية: آن فينش، إليزابيث كارتر، ماري ليبور، آن ييرسلي، آنا باربولد، شارلوت سميث؛ وبعض الأسماء الأقل شهرة ماري سيمور مونتاجو، وماري تشاندلر، ومارثا سانسوم، وشارلوت ريتشاردسون، وسوزانا هاريسون وغيرهن. نقدم نُبَذا مختصرة لبعض الشاعرات المذكورات وأعمالهن قبل تناول إليزابيث كارتر:
ـ آن ييرسلي Ann Yearsley (1753 – 1806)، شاعرة وكاتبة إنكليزية من الطبقة العاملة في بريستول، عملت في طفولتها بائعة للحليب، مثل والدتها. لم تتلق أي تعليم رسمي، لكن شقيقها علمها الكتابة. تزوجت من المزارع جون ييرسلي. تم إنقاذ الأسرة من الفقر المدقع بفضل مؤسسة الكاتبة المتدينة حنة مور الخيرية وغيرها. قرأت ييرسلي كتاب (الفردوس المفقود) لجون ميلتون وكتاب (أفكار الليل) لإدوارد يونج كجزء من تعليمها غير الرسمي؛ كان لميلتون تأثير كبير على عملها. كانت ييرسلي من بين نساء بريستول البارزات اللاتي قدن حملة ضد تجارة الرقيق في بريستول. وفي جوانب أخرى، وُصف موقفها السياسي بأنه محافظ. توفيت في عام 1806 في ميلكشام.
وصفت الكاتبة حنة مورHannah More راعية الشاعرة لقاءها الأول مع ييرسلي بأنه كان إيجابيا، قائلة إن كتاباتها «أثارت انتباهها» لأنها «تنفست الروح الحقيقية للشعر، وأصبحت أكثر إثارة للاهتمام من خلال تعبير طبيعي وقوي عن البؤس الذي بدا وكأنه «يملأ رأس وعقل المؤلفة». نشرت الشاعرة قصائد حول مواضيع مختلفة في عام 1787. ظهرت عام 1788 قصيدتها عن وحشية تجارة الرقيق. وقد رأى العديد من النقاد أن هذه الأخيرة تنافس قصيدة مماثلة كتبتها راعيتها السابقة حنة مور بعنوان «العبودية: قصيدة». اتجهت إلى الدراما، بمسرحية «إيرل جودوين» التاريخية (تم عرضها في عام 1789؛ وتمت طباعتها في عام 1791) وإلى الكتابة المتخيلة، بكتاب «الأسرى الملكيين: جزء من التاريخ السري»، تم نسخه من مخطوطة قديمة (1795). ظهرت عام 1796 مجموعتها الشعرية الأخيرة «القيثارة الريفية».
وكما لاحظ الكاتب الرومانتيكي الإنكليزي روبرت ساوثي Robert Southey (1774ـ 1843) فقد استندت ييرسلي في أسلوبها وقواعدها الإملائية إلى محدودية الأدب الذي قرأته، والذي تضمن بعض مسرحيات شكسبير و(الفردوس المفقود) و(خواطر الليل). تصف مور ييرسلي أنها لم تر حتى قاموسا ولا تعرف شيئا من النحو الإنكليزي، وكانت ملتزمة بقواعد «جاهلة ومبتذلة»، ومع ذلك استخدمت لغة مليئة بالاستعارات والصور والتشخيص. وذكرت مور بأنها كانت تسعى جاهدة لإنقاذ ييرسلي من غرور الشهرة، وكانت أكثر اهتماما بتوفير الطعام لها من جعلها معروفة. أدى خلافهما النهائي حول المال إلى انفصم عري صداقتهما. وفقا للناقد جوناثان روز، كانت مور تشعر بالدهشة مرارا وتكرارا عندما تستعين بائعة الحليب بمصادر كلاسيكية لأحد أعمالها. كان شعراء العامة عادة محصورين في غيتو من الشعر الشعبي في فترة سادت فيها الأفكار الطبقية المسبقة الصارمة.
ووصف ساوثي المذكور ييرسلي بأنها كاتبة «موهوبة صوتيا»، إلا أنها «لم تكن تمتلك صوتا خاصا بها يمكن أن يتذكره الناس». وذكر أيضا أنه قيل في وقت ما قبل وفاتها إنها كانت مضطربة عقليا، على الرغم من عدم وجود ما يؤكد ذلك. ـ هيلين وليامز Helen Maria Williams (1759 – 1827) شاعرة ومترجمة وكاتِبة وروائية بريطانية، ومترجمة أعمال إنكليزية إلى اللغة الفرنسية. ولدت في لندن، توفيت في باريس، عن عمر يناهز الـ 68 عاما. وعلى الرغم من معارضتها لكنيسة إنكلترا، فقد كانت مؤيدة لإلغاء العبودية وكذلك لمُثُل الثورة الفرنسية. سُجنت في باريس أثناء عهد الإرهاب، لكنها قضت جزءا كبيرا من حياتها في فرنسا. اشتهرت بشكل خاص بترجمتها إلى اللغة الإنكليزية لعمل برناردان دي سان ـ بيير، «بول وفرجينيا». تم دفنها في مقبرة الأب لاشيز الباريسية. ـ جوهانا بيلي JOHANNA BAILLIE شاعرة أسكتلندية (1762-1851) قامت بتأليف قصائد أعجب بها الكاتب المسرحي والشاعر الأسكتلندي والتر سكوت، واعتبرت في عصرها أعظم شاعرة في اللغة الإنكليزية. ومع أنها استفادت أيضا خلال حياتها من التكرس لمسرحياتها، إلا أن النسيان طواها بعد ذلك، لمدة تزيد عن قرن ونصف القرن. ولم تتم إعادة اكتشافها إلا منذ عام 2000 من قبل بعض العلماء والباحثين، وتم الاعتراف بها كمؤلفة رئيسية في العصر الرومانسي الأنكلو *** وني. ـ شارلوت تيرنر، المعروفة باسم شارلوت سميث Charlotte Smith (1749 – 1806) شاعرة وروائية إنكليزية يُستشهد بتأثيرها على جين أوستن وتشارلز ديكنز .
ـ لوسي آيكين Lucy Aikin (1781 – 1864) كاتبة تاريخية وكاتبة سيرة ذاتية ومراسلات إنكليزية. نشرت أيضا تحت أسماء مستعارة مثل ماري غودلفين. كانت عائلتها ذات توجه أدبي، مثل عمتها آنا ليتيسيا باربولد، كاتبة الشعر والمقالات وكتب الأطفال.
أما إليزابيث كارترElizabeth Carter (1717 – 1806) فهي موسوعية: كاتبة ومترجمة وشاعرة بريطانية. ولدت في ديل، كينت، وكانت الابنة الأكبر للقس نيكولاس كارتر، راعي الأبرشية الدائم، من زوجته الأولى، مارغريت (توفيت نحو عام 1728). وقد ماتت عندما كانت إليزابيث تبلغ العاشرة من عمرها. تعهد نيكولاس كارتر بنفسه بتعليم أطفاله اللغتين اللاتينية واليونانية. كانت ابنته الكبرى بطيئة جدا في فهم دروسها، لدرجة أنه كاد أن ييأس من تعليمها، وكان سيتخلى عنها لولا مثابرتها في تخطي جميع العقبات. منذ سن مبكرة، كان طموحها أن تكون جيدة التعليم، وواصلت العمل بثبات لتحقيق هذا الهدف. اكتسبت إتقانا كبيرا للغتين اليونانية واللاتينية، خاصة اليونانية. كما علمها والدها اللغة العبرية. ولمساعدتها في تعلم اللغة الفرنسية، أرسلها للمكوث لمدة عام مع عائلة (إم لي سور)، وزيرة اللاجئين في كانتربيري، حيث تعلمت التحدث بها بطلاقة. في ما بعد تعلمت بمفردها اللغات الإيطالية والإسبانية والألمانية والبرتغالية، وفي وقت متأخر جدا من حياتها، تعلمت ما يكفي من اللغة العربية لقراءتها دون قاموس.
نظرا لتصميمها على البقاء مستيقظة لأطول فترة ممكنة لمتابعة دراستها، لجأت إلى استخدام السعوط، ولم تهجر قط هذه العادة. الانهماك المفرط بدراساتها وقلة النوم تسبب في صداع شديد عندها بقيت تتعرض له طوال حياتها. جاء ميلها للأدب بسبب قراءتها لأفضل النماذج المتاحة، وجاءت عاداتها الرفيعة بسبب اختلاطها المبكر بالمجتمع الراقي. درست بعناية علم الفلك وجغرافيا التاريخ القديم. تعلمت العزف على البيانو والناي الألماني وكانت مولعة بالرقص في شبابها. كانت ترسم بشكل جيد، وكانت على دراية بالاقتصاد المنزلي، وأحبت البستنة وزراعة الزهور، وشغلت أوقات فراغها وساعاتها الاجتماعية بالتطريز. وعلى أمل مواجهة الآثار السيئة للدراسة لوقت طويل، اعتادت أن تمشي لمسافات طويلة كما حضرت الحفلات الاجتماعية. تشكلت صداقة بينها وبين جارتها إليزابيث روبنسون، المولودة عام 1720، الابنة الكبرى لماثيو روبنسون، بارون روكبي الثاني، استمرت حتى نهاية حياتيهما الطويلة. وفي عام 1741 تعرفت على كاثرين تالبوت وأصبحتا صديقتين مقربتين. من خلال تالبوت ووالدتها، تواصلت مع توماس سيكر، الذي أقاموا معه.
يقول الجسدُ للعقل، إنه من المدهش أننا نرى،
نحن قريبون من بعضنا بعضا ولكننا لا نتفق أبدا،
مما يؤدي إلى نوع غريب ومثير من الحياة،
البلايا العظيمة التي تصيب بعضنا بعضا كمثل [بلايا] زوج وزوجة.
الخطأ كله يقع عليك، أنت الذي يمارس القمع الصارخ،
تعتدي كل يوم على ممتلكاتي الشرعية.
أفضل غرفة في منزلي خصصتها لنفسك،
وقلبتَ المبنى بأكمله رأسا على عقب،
بينما تقوم كل ساعة باستدعاء طاقم غير منظم
من المارقين المتشردين الذين ليس لديهم ما يفعلونه
سوى الدخول والخروج، والاندفاع والاستمرار
بمثل هذا الضجيج الرهيب، لا أستطيع النوم.
هناك مطبخي الذي يكون أحيانا فارغا مثل رنين،
أنادي على خدمي فلا يوجد أحد:
لقد تم إرسالهم جميعا في مهمات سيدتك،
لجلب المزيد من الضيوف المشاغبين، يقينا!
ومع تطور الأمور من سوء إلى سوء،
أنا مصمم على إجبارك على تغيير مسارك.
أيها العقل المسكين، الذي كان قد سمع كل شيء باعتدال شديد،
معتقدا أن الوقت حان الآن للتحدث وتقديم حججه.
أنا، على ما أعتقد، من لديه سبب أكبر للشكوى،
أنا محاصر ومقيد، مثل العبد في سلسلة.
لم أقم إلا بالخروج لبعض الشؤون الملحة،
لزيارة أصدقائي الطيبين، الليلة الماضية، بين النجوم،
عندما كنتُ قبل ذلك على ارتفاع بقدر نصف ارتفاع القمر،
أرسلتَ لي (الألم) و(الاسترخاء) لاستعجال هبوطي؛
وأمسك بي كل من (القوة VI) و(السلاح ARMIS)، عند محاولة هروبى،
وأغلقاني في كهوف معتمة كالليل.
«لم يكن ذلك أكثر مما تستحقه،» أجاب الجسدُ،
بينما كنتَ تتجول في الخارج، كنتُ أنا في المنزل نصف جائع:
ولولا أنني حاصرتكَ بإحكام،
لكنتَ تركتني أهلكُ جوعا وبردا.
لديّ صديق، يجيب العقلُ، على الرغم من بطئه، إلا أنه موثوق،
وسوف يخلصني، في النهاية، من قوتك الصارخة:
سوف يهدم جداركَ الطيني، ويهدم البناء بأكمله،
وفي الحال تزول حصونكَ وعبوديتي.
وبينما تتحلل أنقاضكَ الباهتة في الغبار،
سأحطمُ سلاسلي، وأطيرُ بحرية بعيدا. المشاركة السابقة : المشاركة التالية
العناوين المشابهة
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
شيخ عمر يفوز بالمركز الأول في المسابقة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
السبت 24-08-2019
افتتح الكاتب العام لجهة الداخلة وادي ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الأحد 08-07-2018
شعراء مغاربة وإسبان يلتئمون في دار الشعر ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 30-11-2018
مهرجان " معبد الشعراء " في ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الثلاثاء 11-09-2018
دار الشعر في مراكش تنظم احتفالية كبرى ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الخميس 05-07-2018
تعرف على القائمة القصيرة لجائزة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الثلاثاء 18-07-2023
البريطانية “جو لويد” تفوز بجائزة “بى . ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
السبت 05-10-2019
سابقة في تاريخ بيت الشعر التونسي ومجلّة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 14-12-2018
أدباء مخضرمون يسيطرون على ترشيحات ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 30-07-2021
رجاء ضو توقع ديوانها الشعري "انت ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة التحرير
0
الأحد 11-12-2016