غزة – لندن –

«القدس العربي» ووكالات: أشاعت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أمس أجواء “إيجابية” بشأن صفقة جديدة تؤدي إلى إطلاق المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، الذي تمعن فيه دولة الاحتلال قتلا وسفكًا للدماء، وتقتيلا وتجويعا وتعطيشا. ونقلت شبكة “الجزيرة” أمس عن وسائل إعلام إسرائيلية حديثها عن مقترح جديد لتبادل الأسرى. ووفق القناة الـ13 الإسرائيلية اطّلع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر على مقترح جدي لصفقة تبادل للأسرى تجري بلورته.
وقالت القناة الإسرائيلية نقلا عن مصدر في هذا المجلس إن المقترح قد يؤدي للإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين، وإن إسرائيل مستعدة للتصديق عليه.
وجاء هذا فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات صحافية إن إدارته تقترب من إعادة المحتجزين (الإسرائيليين) في غزة، بينما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قال لعائلات ذوي المحتجزين إنه تجري بلورة صفقة جدية وإن الأمر مسألة أيام.
في هذا الوقت، يموت الغزيون في حرب الإبادة التي تواصل إسرائيل شنها وسط صمت دولي، وبقوة النار والحصار الذي لا يخجل من التصريح به المسؤولون في حكومة أقصى اليمين الإسرائيلية.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين أمس الخميس إن قرار حكومته وقف إمدادات الكهرباء عن قطاع غزة يُعد “صحيحًا من الناحيتين الأمنية والأخلاقية”. وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إن إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إنشاء ما أسماه “محور فيلادلفيا 2″، يهدف إلى عزل غزة بالكامل عن عمقها العربي. وكان أكثر من 22 فلسطينيا استشهدوا أمس الخميس في غزة حتى وقت كتابة هذه السطور.
وكتب مراسل “القدس العربي” في غزة يروي: “حين دوّت صفارات القصف في حي الرمال في مدينة غزة، كانت الطفلة جمانة ذات الأربعة أعوام تلهو بدميتها الممزقة بين ركام ما تبقى من منزلهم، لا تعرف من الحرب إلا صوت والدها القاضي أمجد شراب وهو يردد: “ستمر، كما مرّت من قبل”. في ظهيرة يوم الخميس، وبينما كان الأب يهمّ بالخروج لشراء بعض الحاجيات بعدما سمع شائعة عن هدنة مؤقتة، باغتتهما غارة إسرائيلية استهدفت مفترق الشعبية، حيث سقط جسده ممزقًا إلى جانب ابنته، لتتحول جمانة إلى عنوان لحكاية مجزرة جديدة، ضحيتها قاضٍ يحمل ميزان العدالة، وطفلة لم تُمنح وقتًا لتلفظ “بابا” للمرة الأخيرة. وكان الخميس مثل غيره، يوما للمجازر. ويقول جار الشهيدين، المسنّ أبو تامر الدحدوح، بصوت مرتجف لـ«القدس العربي»: “سمعتُ الصراخ، خرجتُ لأجد الحي وقد انقلب إلى فوهة بركان. أمجد… وجمانة… كانا قطعة من نور. لم نجد من جثمانيهما إلا شريطة شعر وردية”. ويفتك الجوع بالغزيين إلى جانب الحرب التي تشنها عليهم إسرائيل. وطالبت “شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية”، أمس، الأمم المتحدة و”السلطة الفلسطينية” بإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة.
وذكرت في مؤتمر صحافي عقدته أمس في مدينة البيرة في الضفة الغربية، أنه على مدار 40 يوما الماضية لم تدخل قطاع غزة كسرة خبز أو كأس ماء أو حبة دواء والاحتلال ينفذ تصفية للأهالي قتلا بالقصف أو التجويع. وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، إن 75 في المئة من بعثات الأمم المتحدة تُمنع من دخول قطاع غزة، بسبب الحصار والهجمات الإسرائيلية.