عرار العرب ولكل
العرب
استمع لارشيف راديو عرار العرب
ولكل العرب ... عاجل
أرسل قصائدك عبر الواتس اب
00962779962115
يعتبر الأدب الأفريقي بشكل عام واحدا من أبهى وأغنى الآداب في العالم، وذلك راجع إلى طبيعة الثيمات التي يعالجها، علاوة على ما تتميز به القارة الأفريقية من تنوع لغوي وثقافي غني. ولدى الحديث عن الأدب الأفريقي المكتوب باللغات الإيبيرية، فإننا نعني بذلك الأدب الأفريقي المكتوب بالبرتغالية والإسبانية. وقد أنجبت أرض أفريقيا الخصبة المعطاء كتّابا كبارا، وشعراء لمعا، حيث قدّم الأدب الأفريقي اللوزوفوني (المكتوب باللغة البرتغالية) نماذج أدبية منقطعة النظير، وذلك بعدما عانى سكان هذه البلدان من ويلات الظلم والقهر تحت نير الاستعمار البرتغالي الذي استمر حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي. ويتوخى هذا المقال إلقاء نظرة خاطفة على الأدب في كابو فيردي، من خلال قراءة سريعة لرواية "وصية السيد نابوموسينو دا سيلفا دي أراوجو" لكاتب كابو فيردي الكبير، جيرمانو دي ألميدا. وقد تُرجم هذا العمل إلى العديد من اللغات العالمية، من بينها العربية، حيث قام بترجمته المترجم المغربي سعيد بن عبد الواحد من البرتغالية مباشرة إلى العربية. كما تم تحويله إلى فيلم من قبل مخرج برتغالي بمساعدة فنان برازيلي. وعلى الرغم من صغر حجمها ومساحتها الجغرافية، فقد شكلت جزر كابو فيردي على الدوام قوة حقيقية من الناحية الأدبية ما بين الدول الأفريقية. فبعد دخول الطباعة بقليل عام 1842، كانت رواية "العبد" (1856) للكاتب جوزيه إيفاريشتو دي ألميدا، أول رواية "رأس أخضرية"، وقد عالجت قصة حب مستحيل لعبد وقع في شراك حب فتاة خلاسية (Mulata). وفي هذا الصدد، نسعى إلى تسليط الضوء على أحد ألمع نجوم الأدب في أفريقيا عامة، وكابو فيردي خاصة، إنه الكاتب الكبير جيرمانو دي ألميدا، وذلك من خلال إلقاء قراءة خاطفة على عمله الموسوم بـ"شهادة السيد نابوموسينو دا سيلفا أراوجو" (O Testemunho do Sr. Napumoceno da Silva Araújo) والذي انتقد فيه الكاتب بطريقة هزلية الوضع السياسي والاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي في البلاد إبان فترة ما بعد الاستعمار البرتغالي، متوسلا في ذلك أدوات أسلوبية وبلاغية غاية في الجمال. ويحاول هذا المقال إبراز البيئة الثقافية، والسياسية، والاجتماعية لأدب كابو فيردي، فضلا عن تقديم لمحة تاريخية عن البلاد (التوسع البرتغالي) واكتشاف هذا الأرخبيل، وكذا استخدام اللغة البرتغالية في البلاد. دون نسيان الحديث عن بعض من أنشطة المؤلف وخصائص عمله. تعتبر جزر كابو فيردي حالة مثيرة للغاية ونموذجا للتزاوج البيولوجي واللغوي والثقافي. إنها واحدة من البلدان الأكثر استقرارا في أفريقيا، كما أنها بلد يعاني من الجفاف والمجاعة. وقد اشتهر هذا البلد الجزيري "Insular" بهجرة أبنائه المثيرة إلى أوروبا وأميركا، إلى درجة أن عدد "الكابو فيرديين" في الخارج يفوق عددهم في الداخل. ولا غرابة إذن أن نجد أدبها يعج بمواضيع الوداع وغياب الوطن. كما أن كتّابها يتسمون بصلتهم التقليدية بالبرازيل. ربما لكون بلادهم كانت مركزًا تجاريًا مهمًا لتجارة الرق عبر المحيط الأطلسي. وقبل وصول الأوروبيين، كانت جزر كابو فيردي غير مأهولة بالسكان، حتى نحو عام 1456، حين اكتشفها الإيطاليون والبرتغاليون. ووفقا للسجلات الرسمية البرتغالية، فقد تمت أولى الاكتشافات من قبل المستكشف الإيطالي أنطونيو دي نولي، المولود في جنوة، والذي تم تنصيبه لاحقا حاكما على كابو فيردي من قبل عاهل البرتغال ألفونسو الخامس. وبعد إلغاء العبودية في عام 1878، كان الخلاسيون والسود في كابو فيردي قد فقدوا جزءا كبيرا من ثقافتهم الأصلية، واكتسبوا ثقافة جديدة ومميزة، والتي أصبحت أساس الثقافة الرأس أخضرية الحالية. ولقد قام شعب كابو فيردي بتشكيل ثقافة خاصة وفريدة على الأرض الجزرية بين مجموعة من الثقافات المحلية (الكريولية)، وذلك نتيجة للعبودية والاستعمار. رأى الكاتب والمحامي جيرمانو ألميدا ( Germano De Almeida) النور في جزيرة بوا فيشتا Boavista في كابو فيردي عام 1945. وكان قد عاش خارج الوطن ما بين 1967 و1976، حيث أدى الخدمة العسكرية في أنغولا، وتابع دراسته في لشبونة. ولما عاد إلى أرض الوطن، استقر في مدينة منديلو حيث مارس مهنة المحاماة. ويُعتبر ألميدا من كبار الأدباء الأفارقة المعاصرين، حيث استطاع توظيف الفكاهة، والسخرية في أعماله، وقدّم كذلك رؤية فريدة حول مجتمع كابو فيردي. ومن بين أبرز أعماله المعروفة عالميا، نذكر كلا من رواياته "وصية السيد نابوموسينو دا سيلفا أراوجو (1989)، و"شاعري" (1990)، فضلا عن رواية "عائلة تراجو (1998). فمن بين كتّاب فترة ما بعد الاستقلال، الذين تتسم أعمالهم بمزيج من الواقعية والسخرية مع جرعات كبيرة من السخرية، استطاع ألميدا تخطي حدود كابو فيردي، حيث طبقت روايته المذكورة آنفا الآفاق، وهي قصة تتحدى الكثير من التناقضات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، فهناك عناوين أخرى تعد الأكثر تمثيلا لأعماله، نذكر منها على سبيل المثال: الإخوة أوميغا (1995)، دونا بورا ورفاق أبريل (1999)، البحر في لاجينيا (2004)، وحواء (2006). كما أشرف جيرمانو دي ألميدا، بمعية ليون لوبيش على إدارة مجلة نقطة وفاصلة، حيث تم نشر 18 عددا منها ما بين عامي 1983 و1987. ويُذكر أن الروائي دي ألميدا قد فاز بجائزة "كامويش" (Prémio Camões) والتي سميت باسم الشاعر البرتغالي لويش فاش دي كامويش (1524-1580) وصاحب ملحة "اللوزيادة" (Os Lusíadas) وتمنح سنويا منذ العام 1989 ، وكان ذلك عام 2018 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وذلك لقاء أعماله المتميزة، وخاصة روايته قيد الدرس. إن أي عمل إنساني، أدبيا كان أم غير ذلك، لا بد أن تكون وراء كتابته أسباب عدة. ففي هذه الرواية التي تعد أول رواية خيالية في أدب كابو فيردي، ووفقا لما ذكرته الباحثة البرتغالية، ماريا مانويل لوبيش غيرايرو، فهناك 5 أسباب دفعت نابوموسينو إلى كتابة وصيته: وعقب إلغاء العبودية في العام 1878، كان الخلاسيون والزنوج في جزر كابو فيردي قد فقدوا جزءًا كبيرًا من ثقافتهم الأصلية، فحلت محلها ثقافة جديدة، ظهرت كنتاج لهذا التغيير. فعلى أنقاض هذه التحولات، نشأت الثقافة الحالية لكابو فيردي، حيث قام شعب كابو فيردي بتشكيل ثقافة فريدة في هذا الأرخبيل، إذ مزجوا فيها مجموعة من الثقافات المحلية مثل "الكريولية" التي تأثرت بشكل كبير بالعبودية والاستعمار.
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الأحد 13-04-2025 12:15 صباحا
الزوار: 32 التعليقات: 0
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
عرار الإخبارية.. الزيارات(32 ):
العناوين المشابهة
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
شيخ عمر يفوز بالمركز الأول في المسابقة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
السبت 24-08-2019
أمسية شعرية في «المجتمع العربي»
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الخميس 14-11-2019
المنتج الأدبي الوفير يتقوّض تأثيره بفعل ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 25-08-2017
تيك توك” تستعين بكاتب شهير لتعزيز حضورها ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 21-10-2022
بيان صادرعن اتحاد الكتاب والأدباء ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الإثنين 11-11-2019
المجتمعات العربية الآن تسودها ثقافة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة التحرير
0
الخميس 01-02-2018
“كورونا” يؤجل إعلان القائمة الطويلة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 12-06-2020
معرض في المركز الثقافي الإسباني يتأمل ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الثلاثاء 30-04-2019
بقلم سلوى العرفاوي " " جربة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الأربعاء 26-12-2018
إعلان القائمة القصيرة لجائزة كيركوس ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الأحد 11-09-2022