عرار الإخبارية.. الزيارات(587 ):

عمان- بعد أن قدمت أول أفلامها الوثائقية قبل ما يقارب الـ”5″ سنوات في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية، بعنوان “بدي ألقي كلمة بناسا”، حجزت الأردنية سهى إسماعيل مكانها في صفوف إخراج الأفلام الوثائقية، لتحصل مؤخرا على مكانة مميزة في أولى مشاركاتها بمنافسات جوائز “ويبي” التي تمنحها سنويا الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم الرقمية، ومقرها ولاية نيويورك.
بدأت رحلة الفنانة إسماعيل بتدوين “طموحات، آمال، حقائق”، ومن مختلف المجالات، لتجد نفسها ضمن فريق “الجزيرة نت”، لتجهد شيئا فشيئا وصولا للمشاركة بالمسابقات العالمية.
الفيلم الأخير الذي قامت إسماعيل بإخراجه تحت عنوان “أونروا.. مسألة شخصية”، احتل مكانة مرموقة في قائمة التشريف بالمسابقة، إلى جانب وثائقيات أخرى في هذه الفئة أنتجها عمالقة الفيديو في الويب: فايس، وريوت ونيويوركر، وآي بي سي، وواشنطن بوست، والفيلم حصل على تنويه خاص honoree عن فئة الفيديو ضمن حقل الأخبار والسياسة بجائزة “ويبي”، وهي الجائزة الأرفع في محتوى الويب.
إسماعيل صحفية في شبكة الجزيرة، ومخرجة أفلام وثائقية، حاصلة على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك، قامت بإخراج الفيلم، ومن إنتاج الجزيرة نت، وقالت إنه يسلط الضوء على مصير الأونروا من وجهة نظر شخصية بعد قرار ترامب وقف المساعدات للوكالة.
وعبرت إسماعيل عن فخرها وسعادتها بنيلها هذا “التنويه” مع كبرى المؤسسات العالمية في هذه الفئة، على الرغم من عدم فوز الفيلم بجائزة فعلية، إلا أن حصوله على تنويه خاص “honoree”، يعد إنجازاً لإسماعيل، كون المسابقة “مرموقة” وهي تُنظم منذ العام 1996 وأهم جائزة للمحتوى الرقمي.
وتضيف إسماعيل “هذا يعني الكثير لي، ولمؤسستي الإعلامية، كوننا الجهة العربية الوحيدة التي حصلت على التنويه باسمها في هذه الفئة، مع “واشنطن بوست” و”اي بي سي” و”فايس ونيويوركر”، وذلك ضمن قائمة قصيرة الأعمال وعددها خمس فقط؛ حيث تم اختيار اثنتين منها للجوائز، وخمس أخرى حصلت على التنويه الخاص، كما في فيلم “أونروا.. مسألة شخصية””.
وتقول إسماعيل “كان ما يشغلني كمخرجة لفيلم “أونروا.. مسألة شخصية” هو كيف أعبر عن قصة تتكئ للمكان أساسا في ظل اختفاء هذا المكان، وكيف ستكون سردية هذا الفيلم في ظل غياب مكونه الأساس؟ فـ”مخيم النبطية” جنوب لبنان الذي نشأ فيه بطل الفيلم الصحفي محمد العلي، والمدرسة التي تلقى العلم بها، لم يعد لهما وجود؛ إذ دمرهما الاحتلال الإسرائيلي بالكامل.
وتردف إسماعيل بالقول “هذه التفاصيل الحقيقية الصغيرة، هي ما جعلني أستبعد فكرة بناء مشاهد الفيلم وسرديته في عين المكان، والبحث عن بديل يعبر عن فكرة اختفاء المخيم، لم يتبق من المخيم سوى ذكريات الصحفي محمد العلي التي رافقته دوما في المهجر، ذكريات موجودة في صور امتلكها هو ومعارفه وأصدقاؤه ممن عاشوا معه في تلك الفترة وهاجروا”.
وتوضح “لذا كانت الفكرة في تجسيد فقد الصحفي المكان من المهجر، بالتقاط الدكتور وهو يقلب ذكرياته من خلال النص والصور تجسيدا لفقده مكونا مهما من ذكرياته الأولى (المكان)، وهو ما يبرر الاتكاء على السرد بشكل أساس لإعادة إحياء وتوثيق قصة هذا المخيم”.
الفيلم الذي مدته سبع دقائق تم نشره عبر موقع “الجزيرة نت” في كانون الأول (ديسمبر) 2018 ضمن تحقيق إخباري بعنوان “ترامب واللاجئون الفلسطينيون.. اللعبة انتهت”، ويتضمن سردا لكيفية تحول مصير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى مسألة شخصية من وجهة نظر الصحفي في “الجزيرة نت” محمد العلي.
وتعد “ويبي” أرفع جوائز الإنترنت منذ إطلاقها العام 1996. وتضم لجانها التحكيمية أكثر من ألفين من خبراء ومطوري الخدمات الإعلامية على الشبكة. كما تتميز الجائزة المرموقة بتنوعها لتشمل طيفا من الحقول والاختصاصات، بينها المواقع الإلكترونية والترويج عليها، والفيديوهات، وتطبيقات الهواتف النقالة، إضافة إلى المواقع الإخبارية على منصات التواصل.