اعتبر الباحث أحمد العجارمة أن الثقافة العربية في القرن الرابع الهجري شهدت مناظرات حول مسائل ألسنية ربما تكون الإرهاصات الأولى لتشكل علم اللغة كما نعرفه اليوم. 
وأشار العجارمة إلى أن دخول المنطق الأرسطي إلى الثقافة العربية  أدى إلى توظيف هذا المنطق في الاستدلالات المتعلقة بتفسير النصوص الدينية، مما أثار حركة احتجاج لدا الفقهاء والنحويين باعتبار أن منطق اللغة اليونانية يختلف عن منطق النحو العربي، وبالتالي فإن الاستدلالات المبنية على القياس الأرسطي هي استدلالات غير مشروعة. وقد قادت هذه الإشكالية بحسب العجارمة إلى عقد منارة بين مناطقة بغداد والنحويين، وهي المناظرة الشهيرة بين النحوي السيرافي والفيلسوف (متى بن يونس). 
وأشار العجارمة أن السيرافي كان هو المنتصر في هذه المناظرة. وقد عاود بعض الفلاسفة الاهتمام بهذه المناظرة، كما فعل طه عبد الرحمن الذي ترجم هذه المناظرة إلى اللغة الفرنسية وضمنها في رسالته لنيل شهادة الدكتوراة . 
ونوه العجارمة إلى أن هذه الإشكالية مرتبطة بالعلاقة بين اللفظ والمعنى والتي ذهبت أغلب الآراء الفلسفية أنها علاقة اتفاقية تخضع للمواضعة، وإلى هذا الرأي ذهب الجرجاني وابن جني. كما أن علم اللغة الحديثة قد عمل على تكريس هذه المسألة، خاصة في فلسفة لودفيغ فتغنشتين الذي اعتبر أن المعنى يتحدد بالاستعمال.