وإذا صحت هذه الأنباء، فإنها تشكل قنبلة سياسية كبيرة قد تحمل معها متغيرات لبلد تعصف به التيارات والاحزاب والمليشيات والصراع منذ عام 2003، فكما يعلم الجميع مر العراق بسنوات من الاقتتال الطائفي وتجاذبات الصراع على النفوذ في بلد غني بموارده الطبيعية وأهمها النفط الخام، حيث ساعدت الحروب الطويلة والحصار على العراق “1980 – 2003” بترك المخزون الاستراتيجي لهذه الثروات في باطن الأرض ولم تعد بالنفع على شعب لا يزال يعاني من ويلات الطائفية والفساد والفقر والبطالة.
رغد صدام حسين، هي الابنة الأولى والكبرى لوالديها لجأت الى الأردن بعد الإحتلال الأمريكي للعراق وبدء تصفية أفراد العائلة الحاكمة ورؤوس النظام، ولكنها لم تغب عن المشهد السياسي بعد رحيل والدها الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لنحو 23 عاما، حيث بقيت تدعم مطالب الشعب العراقي بالتغيير والإصلاح وتعدّ الوحيدة من عائلة الرئيس السابق صدام حسين التي تدخلت سياسياً بعد الغزو الأمريكي للعراق إثر اعتقال والدها، متأثرة كثيراً بشخصية صدام حسين وكانت تصلها رسائله من معتقله.
وهاجمت ابنة الرئيس العراقي الراحل، حكومة نوري المالكي ووصفتها بالطائفية، فعاتبها الأردن على تلك التصريحات مدعياً أنها تخالف شروط اللجوء السياسي، وأعلن مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي في تموز عام ،2006 أن الحكومة تطالب بتسليم رغد وأمها لمحاكمتهما بتهمة “ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإرهاب والتحريض على العنف”.”

في عام 2007، أصدرت الشرطة الدولية مذكرة تحرٍّ بحقها، وطالبت أجهزة الشرطة في العالم بالتعاون في ملاحقتها، لكن المحامي عصام الغزاوي “أحد أعضاء فريق الدفاع عن صدام حسين” معلقاً على مذكرة الإنتربول، التزمت كلياً بشروط الضيافة الأردنية في عدم الرد على كل الأقاويل والخوض في السياسة، وهو ما استندت إليه الحكومة الأردنية في ردها على الطلب العراقي بتقديم رغد صدام باعتبارها مطلوبة أمنياً، عندما قال رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت: “لا يمكن لأي أحد إجبار الأردن على ملاحقة رغد، وإن طلب القبض من الإنتربول غير ملزم”.”

وبين مؤيد ومعارض، أثارت أنباء ترشح ابنة الرئيس العراقي الراحل للإنتخابات العراقية المقبلة زوبعة كبيرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي داخل العراق وخارجه، ويتزامن ذلك مع تغريدة لها نشرتها على حسابها الرسمي في “تويتر” قالت فيها :” إنتظروني في لقاء قريب مع قناة العربية .. قريبا”. 

وستبث قناة “العربية” السعودية مساء اليوم الاثنين، الجزء الأول من لقائها مع رغد صدام حسين، ضمن سلسلة من الحوارات التي أجرتها معها، وأذاعت القناة “برومو” اللقاء حيث وصلت عدد المشاهدات لخبر لقاء رغد صدام على اليويتوب الى أكثر من مليون خلال 24 ساعة ، والذي أشارت فيه إلى أن رغد صدام حسين ستكشف عن حقيقة رغبتها في القيام بدور سياسي في العراق، متحدثة عن الوضع الراهن فيه، والتدخلات الإيرانية في العراق، وستتحدث عن تفاصيل الخطابات التي كانت تتلقاها من والدها أثناء محاكمته، وعن مكان جثة صدام حسين الحالي، وستكشف رغد عن تفاصيل جديدة حول ما وصفته بالخيانة التي أدت لمقتل شقيقيها عدي وقصي.

المصدر : نور نيوز