جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عرار الإخبارية.. الزيارات(208 ): لم أكُن أتصوّر هذا الكم الهائل من صور العُنف الأسري ( المجتمعي) في حياتنا ! ولم أكُن أنتظر هذا العنوان منذ أن اكتبتُ... حتى رأيتُ وقرأتُ ما يَشُدَني من نوازلَ، وقصصٍ، يدنى لها الجبين..
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الجمعة 11-06-2021 11:46 مساء
الزوار: 208 التعليقات: 0 المشاركة السابقة : المشاركة التالية
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
« العُنفُ الأسري « بين الأمهات، والأطفال، والآباء... عُنفٌ يتكرر، ويستمر مع كُلّ تبريرٍ، ومع كُلِّ تفسير وعلاج. حالاتٌ عديدة أودَت بكثيرٍ إلى الإنتحار، ورُبما القتل، وأخيرًا إلى اليأس والجنون النفسي.. وسؤالٌ هنا يطرحُ نفسه : لماذا هذه الظاهرة تتكرر مع التحذير منها.. ومع التحذير من آثارها ؟ سؤالٌ يحتاجُ إجابة ٌ... ولا مُجيب !
تُعتبر مشكلة العُنف الأسرى من أكثر المشكلات التي تؤثر سَلبًا على المجتمعات بالكامل، فهيَ تؤثر على الأسرة بالكامل والتي تُعَدُّ نُواة المجمتع، كما أنّ تلك المشكلة تؤدي مباشرة إلى إنتشار الفساد والكثير من المشكلات السلبية التي نراها حاليًا في مجتمعاتنا بصورة واضحة.
وتشمل الإساءة الأسرية أو العنف الأسري على العديد من الأشكال والتصرفات المسيئة والاعتداءات التي تصدر من أحد أفراد الأسرة، وعادة ما تكون مِنَ الأب على باقي أفراد أسرته مثل ؛ الاعتداءات الجسدية أو الضرب، والاعتداءات النفسية مثل التخويف والسيطرة، كما تشمل صورة أخرى من الاعتدائات وهي الاعتداءات السلبية مثل الحرمان المادي والإهمال.
ومَعَ استمرار إجراءات الحجر المنزلي المفروض على السكان في معظم دول العالم لمواجهة وباء فيروس «كورونا المستجد» (كوفيد- 19)، ونتيجة بقاء الناس داخل منازلهم فترات طويلة، إضافة لسوء الأحوال الاقتصادية لكثيرين منهم، وما يتولد عن ذلك من ضغوط نفسية، كل ذلك أدى إلى تفاقم ظاهرة العنف الأسري، ومع أن تلك الظاهرة من الظواهر القديمة في المجتمعات الإنسانية، فهي قديمة قدم الإنسان الذي ارتبط وما زال يرتبط بروابط اجتماعية مع الوسط الذي فيه يؤثر يتأثر وبه، فإن مظاهرها وأشكالها تطورت وتنوعت بأنواع جديدة نتيجة للحياة العصرية، حتى أصبح العنف الأسري أهم أنواع العنف البشري انتشارًا في كلِّ المُجتمعات على حَدٍّ سواء.
إن علاج العنف الأسري مجهود جماعي يبدأ من طفل ينعم بطفولة خالية من التعنيف، ومن أسرة تحترم حقوق أفرادها لا يتميز فيها الذكور عن الإناث، ومن مؤسسة تربوية تهتم بتربية الطفل قبل تعليمه، وبمنظومة قيم للمجتمع تمكن المرأة من فرص التعليم والإسهام الحقيقي في المجتمع وتنتهي بسلطة تشريعية ترسخ قيم العدل والمساواة وسلطة تنفيذية تضمن الحقوق من الانتهاك.
وقد يساعد تواجد أفراد الأسرة على مساحة مغلقة ولفترات طويلة في «توتر العلاقات» العائلية، إنّ التقارب المكاني الحالي بين أفراد الأسرة يؤدي إلى تماس مباشر بينهم، والذي قد يؤدي إلى ضغط نفسي، ربما سيتحول إلى «عنف جسدي ضد المرأة والطفل « !!.
إن طبيعة الوضع الحالي، والقلق الصحي الذي يعاني منه أفراد الأسرة والنساء خاصة، يجعل من الضغط النفسي الذي يتعرضن له كبيراً، فتجدُ أن ّ أغلب الحالات التي نتعامل معها حالياً، من نساء مطلوب منهن استجابة عالية لتلبية احتياجات الأسرة في ظل هذه الظروف، ويتعرضن لضغط يومي كبير، وفي حال عدم قدرتهن على تلبية هذه المتطلبات بالشكل الذي يراه الرجل مناسبا فإنهن يواجهن العنف الجسدي..!
والمرجو من كُلّ مُربّ ومسؤول الوقوف على مثل هذا الواقع؛ في ظِلِّ وَضْعٍ فُرضَ.. بل وأصبح من حقائق الحياة اليوميّة..
ولعلَّ في هذه الوَرَقاتِ ما يُلقي نَظرَة ً على صُوَرٍ من بلادٍ شتّى، يُبيَّنُ فيها تشتتُ الذهن، وصعوبة المسار في الحياة لمثل هذه الظاهرة ؛ ظاهرة « العُنف الأسري «، وما لها من تأثيرٍ عنيفٍ على تربية أولادنا وحياتهم ودراستهم.. بل ومستقبلهم..
أسأل الله أن تَصِلَ هذه الرسالة لكم.. وأن تعرفوا أثرَ هذه الظاهرة علينا، وفي مُجتمعنا.. من أبناءٍ وأمهاتٍ وبناتٍ بل ورجال
مخاطر جسيمة..
دعا أخصائيون اجتماعيون ونفسيون وأمنيون إلى الحذر من المخاطر الجسيمة التي يُسبِّبها العنف الأسري على وحْدَةِ الأسرة والمجتمع, مُبينين أن العديد من حالات العنف الأسري كانت سبباً في تفكك الأسرة ونشوب الخلاف بين الزوجين أو انفصالهما, وَعُدَّت جُرْمًا يخالف الشرع القويم, والسلوكيات والقيم الحميدة التي حثّ عليها ديننا الإسلامي. ويعتبر العنف الأسري من أكثر الجرائم التي لا يتم التبليغ عنها من قبل النساء أو الرجال، على مستوى العالم، لاعتقاد كثير من الناس أن العنف الأسري مقبول به ومبرر، ويندرج تحت مفهوم «المشاكل الأسرية.
- ويُمكن تصنيف آثار العنف ضد المرأة إلى ثلاثة أنواع، وهي كالآتي:
الآثار الجسدية على المدى القصير:
تتمثّل بظهور الكدمات، أو الجروح، أو كسور في العظام، أو إصابة داخلية تتطلّب صور أشعة وفحوصات طبية، كما يظهر أثر العنف الجنسي على المدى القصير بحدوث نزيفٍ في المهبل وآلام في الحَوْضِ، كما قد تتعرّض الضَّحيّة للإصابة بالأمراض المنتقلة جنسياً، أمّا إذا كانت المعتدى عليها حاملاً فقد يؤدّي الاعتداء الجنسي إلى إيذاء الجنين داخل رحم أمه.
- الآثار الجسدية على المدى الطويل:
يؤدّي العنف الجسدي والجنسي على المدى الطويل إلى ظهور مشاكل صحيّة؛ كالتهاب المفاصل، والربو، ومشاكل قلبية، وقرحة المعدة، ومتلازمة القولون والضغط العصبي، ومشاكل في جهاز المناعة، ومشاكل في النوم، والكوابيس، والصداع، والصداع النصفي، واتباع أنماط غير صحيّة في تناول الطعام، وإدمان المخدرات، أو الكحول.
- الآثار على الصحة العقلية:
وتتمثّل بالإيذاء الجسدي والجنسي فتظهر عدّة أعراض نتيجة التعرّض للعنف منها فقدان الوعي، والإستفراغ، والغثيان، وفقدان الذاكرة أو إيجاد صُعوبة بالتذكّر والتركيز، واضطراب النوم، وقد يُصاحب ذلك اضطرابات نفسية؛ كالإصابة بالقلق والاكتئاب، واكتساب أفكار سلبيّة، كما أنّ التعرّض لاضطرابات ما بعد الصدمة التي ينتج عنها شعور بالتوتر يضطر الضحيّة إلى طلب مساعدة أخصائي صحة عقليّة، كما يُمكن أن تلجأ كثير من المعنّفات إلى اكتساب عادات سيئة كتناول الكحول والمخدرات.
- آثار العنف ضد الرجل
يتعرّض الرجال للعنف بجميع أشكاله، إلّا أنّ عمليات الإبلاغ عن حالات العنف عند الرجال أقل منها عند النساء، كما أنّ الرجال الذين تعرّضوا للعنف هم أكثر عرضةً لتعاطي الكحول، والمخدرات، والمُسكّرات، أمّا كبار السِّنِّ من الرجال الذين تعرّضوا للعنف فإنّهم يُعانون من أعراض اكتئاب حادة، وقد ظهرت أعراض ما بعد الصدمة عند الرجال بشكل كبير، واختلف أثرها باختلاف الموقع، والعرق، والثقافة.
كذلك بيّنت دراسات قامت بها سجلات الشرطة البريطانية عام 2012م أنّ 54% من ضحايا العنف ضد الرجال يُعانون من تدهور في الصحة العقلية، ويُلازمهم شعور بالخوف الدائم، كما أنّ 29% من الرجال الذين تعرّضوا للعنف الأسري يُعانون من الخوف الشديد من شريكة حياتهم، كما أنّهم فقدوا السلطة على أُسرهم.
المُجتمعات تُعاني..
ويعاني معظم المجتمعات من تفشي ظاهرة العنف الأسري التي تهدّد كيان الأسرة وتركيبها، ويفكك لحْمَتها لكن الشريعة الإسلامية حثت المسلم على التحلّي بالأخلاق الحميدة والرحمة, اقتداءً بالمصطفى صلى الله علية وسلم الذي قال: « ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يعرف حق كبيرنا»، وفي حديث آخر «من لا يرحم لا يُرحم «, كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرب وجوه الزوجات، فعن حكيم بن معاوية القشيري, عن أبيه, قال: «قلت يا رسول الله ما حقّ زوجة أحدنا عليه قال: «إن تطعمها إذا طعمت, وتكسوها إذا اكتسيت, ولا تضرب الوجه, ولا تقبّح, ولا تهجر إلا في البيت». رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
- الفقهاءُ وَضَرْبُ الزَّوْجَة..
العنف الأسري في ميزان الإسلام: خطيئة كبيرة
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، مع واقعة السيدة التي ظهرت خلال مقطع فيديو وهي تتعرض للإهانة والإذلال من ابنها بمركز أبو حماد(مصر)، حيث أعادت الواقعة. ظاهرة العنف الأسري مرة أخر.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لسيدة مسنة قعيدة، تزحف نزولًا على سلالم أحد المنازل، بأمر من ابنها وزوجته، في مشهد جسّد انعدام الرحمة وانتزاعها من قلب رجل، نحو والدته المسنة القعيدة، وإجباره لها على نزولها على السلالم زحفًا، كعقاب منه لها، فلم تُحرك دموعها بداخله أي مشاعر من الإنسانية.
- الاعتداء على الوالدين كبيرة من الكبائر وإجرام وتعدٍ على مقاصد الشرع
وفي سؤال لدار الإفتاء حول عقوبة من يعتدي على والديه، قال د. عمرو الورداني أمين الفتوي بدار الافتاء المصرية إن مرتكب تلك الواقعة يقع في كبيرة من الكبائر وهو مجرم فلا يجوز ضرب الأمهات فتلك عقوبتها الإجرام ونوع من أنوع التعدي على مقصد من مقصاعد الدين الكبرى وهو بر الوالدين فالله أمر بحفظهما من كل سوء، وفرض على الإنسان ألا يسيء إليهما ولو بكلمة فقال تعالي «ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما».
وأضاف في فتوى عبر موقع الدار الرسمي: ضربهم نوع من أنواع الفجور، وأقول لمن يفعل ذلك اتق الله ولا يصح أن تقوم بذلك، وحتى لو وجدت أي مخالفة أو فساد أخلاقي لا يمكن ضرب والديك بل تمنعه بالنصيحة. وقال مفتي الجمهورية: الشرع الشريف حث على اتباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء.
وقال د. شوقي علام مفتي الجمهورية إن حل المشكلات بالضرب وإبراز السلبيات هو مسلك الضعفاء وغير المنصفين الذين لا يديرون الأسرة إدارة حسنة، فضلًا عن تعارضه مع الميثاق الغليظ. وأوضح أن العنف الأسري يتعارض مع مقاصد هذه الحياة الخاصة في طبيعتها حيث مبناها على السكن والمودة والرحمة، بل يُهدِّد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة ومن ثَمَّ تحويلها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر ونشر الروح العدوانية، فضلًا عن مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث
الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء.
إساءة معاملة الزوجة والأولاد في الإسلام-
وحول حكم الإسلام في إساءة معاملة الزوجة والأولاد، قال د. علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء إنه لا يجوز الاعتداء على الزوجة والأولاد وتهديدهم وترويعهم فلا علاقة له بالشريعة الإسلامية السمحاء، بل إن الإسلام قد حث على خلاف ذلك.
وجعل الإسلام حُسْنَ معاملة الأزواج لزوجاتهم وأهليهم معيارًا للخيرية؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» رواه الترمذي. ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ضرب نساءه قط؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ» رواه مسلم
ضربُ الزوجة.
وأما قوله تعالى عن ضرب النساء: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا؛ فلا يقصد بالضرب هنا إهانة الزوجة وإيذاؤها، بل هو لبيئة وثقافة معينةٍ تستحسن الضرب وسيلةً لعتاب الزوجة وإظهار عدم الرضا بسلوكها، ويكون تربيتًا باليد أو السواك أو فرشة الأسنان ونحوها، فالغرض منه التنبيه لا الإيلام.
ورأى بعض الفقهاء أن ضرب الزوجة غير مسموح به في الإسلام بشكل مطلق لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تضربوا إماء الله» (أي النساء) مما يوضح كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا ذوق رفيع في تعامله مع زوجاته أنه لم يضرب زوج له قط, بل كان يراعيهن ويحافظ على حبهن ومشاعرهن دائماً، في حين كانت زوجة عمر رضي الله عنه تراجعه في الحديث بعد الإسلام «فقال لها أتراجعينني» فقالت: «لما لا أراجعك وابنتك حفصة وزوجات النبي تراجعن رسول الله»، فذهب إلى السيدة حفصة وسألها: «هل تراجعين رسول الله» فقالت: «نعم وكل زوجات النبي يراجعن رسول الله»وكانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أزواجه حسن المعاشرة، وحسن الخلق؛ إذ قال:»والله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم».