وذكّر الرئيس التونسي، حسب بلاغ لمجلس النواب المغربي، بالبعد التاريخي للعلاقات بين المملكة الغربية والجمهورية التونسية البلدين اللذين جمعهما ماض مشترك للكفاح ضد الاستعمار ويجمعهما اليوم التطلع إلى مستقبل ديمقراطي يتمتع فيه الشعبان بالديمقراطية والرخاء ويحققان التنمية.

وأعرب الرئيس التونسي عن تقديره لأوراش الإصلاح والتنمية التي يقودها الملك محمد السادس، وللدور الذي يضطلع به المغرب بقيادة الملك في المنطقة وللرؤية المتبصرة التي يتعاطى بها المغرب مع القضايا الإقليمية والدولية.

ومن جهته، نوه الحبيب المالكي بموقف الرئيس التونسي وتقديره للمغرب بقيادة الملك محمد السادس، وأطلعه على نتائج مباحثاته مع نظيره التونسي، و أبلغه تطلع مجلسي النواب في البلدين إلى المساهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بما يرسخ الديمقراطية، ويصون حقوق الإنسان، ويحقق التنمية، مشددا على مكانة مجلس النواب في النظام المؤسساتي المغربي والدينامية التشريعية التي يعرفها إعمالا لمقتضيات دستور 2011.

وتناولت المباحثات بين الجانبين الأوضاع في المنطقة وتفعيل العمل المغاربي المشترك وأهمية البناء الديمقراطي في تحقيق التنمية والاستقرار بها، ودور البلدين في هذا المسلسل، سبق أن أجرى رئيس مجلس النواب مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية التونسي السيد خميس الجهيناوي تناولت العلاقات الثنائية ودور برلماني البلدين في تعزيزها والوضع الإقليمي وسبل تجاوزه بما يعزز استقرار الأوضاع في المنطقة وييسر التنمية والرخاء المشترك.

وأكد المالك، خلال هذه المباحثات التي حضرتها سفيرة المغرب بتونس، أن المغرب وتونس اللذين اعتمدا إصلاحات دستورية ومؤسساتية جريئة ويواصلان ترسيخ البناء الديمقراطي وصيانة الحريات وحقوق الإنسان تحذوهما نفس الرغبة في ربح رهان الاستقرار في البلدان العربية التي تعيش أوضاع غير عادية تؤثر سلبا على المنطقة وتعيق التنمية وتتسبب في توفير التربة الملائمة للتطرف.

وتحدث المالكي عن التحديات المشتركة الناجمة عن هكذا أوضاع؛ بما في ذلك التحدي الإرهابي العابر للحدود والهجرة والنزوح جراء النزاعات الداخلية محذرا من استمرار جمود مشروع بناء المغرب الكبير والفراغ الجيوسياسي الذي يتسبب فيه جمود هذا المشروع وكلفته الاقتصادية الكبرى والهدر الذي يتسبب فيه اقتصاديا وسياسيا وعلى المستوى الاستراتيجي لجهة علاقات بلدان المغرب العربي مع أروبا ومع باقي التكتلات الاقتصادية وإضعاف الموقف التفاوضي لبلدان المنطقة حول عدد من القضايا المشتركة.

ودعا رئيس مجلس النواب المغربي إلى التحلي بالجرأة في التعاطي مع البناء المغاربي، مشددا على أنه لا يمكن الحديث عن أي بناء مغاربي دون الاحترام اللازم للوحدة الترابية للبلدان الأعضاء في الاتحاد المغربي واحترام سيادتها الوطنية، مؤكدا على الدور الذي يمكن أن يضطلع به البلدان في المنطقة وفي إفريقيا، كما أعرب عن تقديره لدور تونس الداعم لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.