تقف رواية «فرائس سامة – شيفرة القطيع»، الصادرة حديثا عن دار «مرسال ناشرون وموزعون» للأديب لقمان اسكندر، عند لحظة تاريخية مفصلية في المجتمع الأردنيين، بصفة خاصة، والمجتمعات العربية بصفة عامة، فاتحة قوسا على العشرات من الأسئلة حول طبيعة التحولات الاجتماعية الطارئة على المجتمع الأردني وعلاقته بسلطته الحاكمة. هكذا ترسم الرواية حكايتها: هنا. لا يوجد شخصيات بريئة. حتى ذاك «الراوي» من خلف الستار. الجميع فرائس سامة. الكلّ متورط بطريقته الخاصة. لهذا سيبدو الشعور محقا عند مطابقة أحد نفسه أو غيره لفرد أو أكثر من أفراد هذه الشيفرة، أو اقترابه منها. إن عقدة الرواية تقف عند مقولة بدأتها مبكرا، وهي تقول: إن «الجناة يتزاحمون على الفرائس. فرائس هي الأخرى جانية. الكل جناة وضحايا». وإن كانت مدينة عمان – العاصمة الأردنية – أخذت في رواية فرائس سامة – شيفرة القطيع، منحنى خاص بصفتها إحدى الأبطال الرئيسيين في الرواية، وذلك بموازاة الأبطال الرئيسيين، إلا إنها هي الأخرى راحت ترسم خطوط طول وعرض اجتماعية لعلاقة عمان بمدينة موازية للعاصمة هي مدينة الزرقاء. وتفحص الرواية العلاقات بين أفراد المجتمع الأردني، ما يتعلق منهم بالأفراد، مرورا بالجماعات داخل المجتمع الأم، وذلك في سياق عقدة الطبقات المجتمعية والأخلاقية، وعلاقة الدين بالأفراد. كما أنها تمضي في رسم خطوط إنسانية لشخصياتها بصفتهم فرائس وضحايا للبيئة المولّدة لكياناتهم البشرية، برغم أنهم كذلك كيانات سامة، تصيب كل من يقترب منها. فيما خطّ النص الروائي حكاية خاصة لشخصيات ثانوية ظهرت في عتمة النص من دون ملامح، لكنها في المقابل كانت التوأم الآخر للشخصيات البطلة فيها، أو ذات البطولة الموازية، وإن خفتت فاعلية ظهورها في النص، كما هو حال والد «بطل الرواية» وليد، أو والدته، أو والدة البطلة الموازية «سمر»، فيما يطلّ المحقق في فصول الرواية، كما تطلّ السلطة، العالمة بما يجري، المتعامية عنه.