يمثل كتاب «أبجدية أولى» الجزء الثالث من نتاج ورشة أساسيات الكتابة القصصية التي أقيم عدد من مواسمها بدعم من المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار. ويشتمل الكتاب الذي صدر عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان، وهو من إعداد الكاتب التونسي نصر سامي والكاتب العمانية إشراق النهدي، على عدد من النصوص القصصية للنهدي، وثمنة الجندل، ودلندة الزغيدي وعُلا العمري. ويتضمن الكتاب أربع قصص للنهدي هي: «متتاليات سردية»، و»أشجار»، و»سمن الغنم» و»متحف العواطف»؛ وثلاث قصص للجندل هي: «ليلى وجنية البحر»، و»رفاق بلا موعد»، و»الناس في الدنيا معادن»؛ وثلاث قصص للزغيدي هي: «نبض حجارة»، و»المعطوب» و»عملاق ركشاساس»؛ وثلاث قصص للعمري هي: «يورا»، و»ابنة الريح» و»تحت الصفر». جاء في كلمة الروائي والشاعر التونسي نصر سامي على الغلاف الخلفي للمجموعة التي تقع في 110 صفحات: «هذه التجربة غير مسبوقة في العالم العربي، يقترن فيها التدريب بالتطبيق الجزئي والتام، ويتدرب خلالها الكتاب المتمرسون مع سواهم ممن يفتح في لغته باب البهاء للمرة الأولى». وأضاف سامي أن الكتاب يكشف عن «قلق كتابة تبحث عن آفاق، وحرص على التقنية، ومحاولة للانغراس في تربة المكان»، وأنه نتاج «الاجتماع في مكان واحد من طرف جماعة متنوعة لجهة الجنسية والسن والمهنة، من أجل الكتابة في حدود الجنس القصصي». ويوضح المعدّان أن ما تحتويه هذه المجموعة، هو تكملة لما سبق بعدد أقل من الكتّاب، وعدد أكثر من النصوص القصصية، مؤكدين أن الكتاب «عمل في أصل مهمة الكاتب، لا باعتباره منتجاً فقط، بل في اعتباره مدافعاً عن فن القص، وزارعاً في أرضه الجديدة». ومن المؤكد أن اختلاف الأجيال والاهتمامات من شأنه أن يدفع باتجاه إنتاج نصوص متنوعة من حيث الموضوعات والتقنيات والأساليب وبما يعبّر عن رؤية الكتّاب للحياة والوجود، وفهمهم لوسيلة التعبير التي اختاروها ليقولوا ما لديهم.