|
عرار:
صدر عن دار الخليج للنشر والتوزيع في عمان ديوان جديد للشاعر الأردني سعيد يعقوب ،بعنوان "رباعيات سعيد يعقوب"، ويقع الديوان في مئتين وعشرين صفحة ،من القطع المتوسط ،الديوان الذي صدر بدعم وزارة الثقافة الأردنية ، تضمن مئتين رباعية شعرية ، تتألف كل رباعية من أربعة أبيات، وتستقل بعنوان وفكرة خاصين بها، وجاءت الرباعيات على أوزان وقواف مختلفة، الديوان الذي كتب مقدمته الأستاذ الدكتور الشاعر والناقد الموريتاني أدي ولد آدب، هو الديوان الخامس والعشرون، في سلسلة إصدارات الشاعر يعقوب، التي بدأت منذ عام ألف وتسعمئة وخمسة وثمانين ،يقول أستاذ الأدب العربي في جامعة محمد الخامس بالمغرب، والخبير اللغوي في معجم الدوحة حاليا، مُقدِّم الديوان " تأخذك نصوصه في رحلة عبر الزمن العربي الجميل، معراجا في أبهى عصوره الأدبية الزاهية، وتطوح بك أصداؤها بين عكاظ، والمربد، وأجمل منابر الشعر الأصيل، في دمشق، وبغداد، وقرطبة وأخواتها، فتدخل- مرغما- في عملية استحضار لأرواح فحول الشعرية العربية الرفيعة المستوى، المكتملي الأدوات الثقافية للصناعة الإبداعية الراقية، فتتناغم أصداؤهم العابرة للقرون في سمفونية معاصرة رائعة، تفيق على عازفها ماثلا أمام عينيك، فإذا هو- في مسْرد عناوين دواوينه- يغرد- "خارج السرب" الشعري- "رنيم الروح"، ويُلَحِّن "رفيف الوجدان"، على إيقاع "نبض الروح" ذاتها، منشدا ومشيدا – في "ضجيج" الحياة-"بيت القصيد"، "في هيكل الأشواق"، راسما على جبين التاريخ "قسمات عربية"، "مقدسيات" تفوح منها -عبر "أنسام السحر"-"نسمات أردنية"، يتضوع منها "ندى الياسمين"، يتنفس "عبير الشهداء"، معلنا: "غزة تنتصر"، ذارفا -هناك- "دمعة وفاء"، تفيض بـ "أنداء وأنواء"، لها "رعود وورد"، تثمر "أعذاقا" تساقط رُطبا من لذيد الكلام، حلوة الجنى، و"أعلاقا" شعرية نفيسة من" الدر الثمين" ينسق عقدها حاليا في "رباعيات"، ليست داخل قصيدة واحدة، ذات موضوع واحد، مثل "رباعيات الخيام"، بل داخل ديوان مستقل باسمها، تتناسق فيه وتتساوق "رباعيات سعيد يعقوب"، عبر مئتي مقطع رباعي الأبيات، يمرن فيه جواد شاعريته الجموح، على الركض في المضامير الضيقة، مبرهنا – بفروسية شاعريته المعهودة- على إجادته للمطلع والمقطع، تحكما في بدايات الأشواط الإبداعية القصيرة ونهاياتها، زارعا داخل قيد الكم المحدد سلفا، حريات عديدة في المضامين، والأوزان، والقوافي، والأفكار، والتصاوير، تسمح باستعراض بهيج لألوان تجربته الشعرية الغنية الثرية، فصديقنا المبدع، شاعر طويل النفس، واسع الباع، مديد القامة الأدبية، لكنه- في شعْره- يهتم بالكيف، بدل الكم؛ حيث يُعَرِّفُ-هنا- رحْلتَه في مَعاريج الإبْداع بأنها "رحلة قلق"، يتفاعل فيها المد والجزر، والقبض والبسط، متمنيا لو يستطيع اختزال "طويل" الشعر، و"مديده"، ثم يبقى- مع ذلك- "كاملا": يَا لَيْتَ أَنَّ الشِّعْرَ بَيْتٌ وَاحِدٌ لِأَقُولَ هَذَا البَيْتَ كَيْ أَرْتَاحا لَكِنَّهُ نَزْفٌ طَوِيلٌ مَا لَهُ حَدٌّ، جِرَاحٌ تَسْتَثِيرُ جِرَاحا نعم، صديقي المبدع، ضعْ-مَزْهُوًّا- مرْساتك-مؤقتا- على "شاطئ الراحة"، بالعُدْوة القصْوى، من ضفاف بحور الشعر، ريثما تقلع في "رحلة قلق" لا تنتهي، عبر ديوان آخر، فقد حققتَ -الآن- هدفَك المَنْشود، ومما تجدر الإشارة إليه ،أن الشاعر سعيد يعقوب مواليد مدينة مادبا عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين، عضو رابطة الكتاب الأردنيين عضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، تخرَّج في الجامعة الأردنية من كلية الآداب قسم اللغة العربية بتقدير امتياز ،وعمل في سلك التدريس في السعودية والإمارات العربية والأردن، أصدر خمسة وعشرين ديوانا شعريا، بينها مسرحيتان شعريتان ،هما ورد وديك الجن، وميشع ملك مؤاب المنقذ ،وله العديد من المخطوطات التي تنتظر الطباعة ،حصل على العديد من الجوائز الشعرية المحلية والعربية ،من أبرزها جائزة الشاعر اللبناني الراحل سعيد فياض ،وجائزة تيسير السبول وروكس بن زائد العزيزي، كُتبت عنه دراسات محكَّمة وأبحاث أكاديمية منشورة في مجلات عالمية، ودخلت أشعاره في المناهج المدرسية في الأردن وفلسطين، ووضعت عنه وعن تجربته الشعرية مؤلَّفات ،منها كتاب قسمات عربية في الميزان للدكتور مصطفى خضر الخطيب ،وكتاب سعيد يعقوب شاعرا وإنسانا للأستاذ فوزي الخطبا، وكتاب البناء الفني في شعر سعيد يعقوب للباحثة آية البنا التي حصلت به على درجة الماجستير من الجامعة الهاشمية الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 16-07-2020 11:01 مساء
الزوار: 1288 التعليقات: 0
|