عرار:

عمان- يضم كتاب “أيام القلم”، الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للكاتب والروائي عامر طهبوب “220” مقالاً بين السياسي والاجتماعي، كان قد نشرها على مدار الأعوام الماضية في مختلف الصحف العربية التي كان يكتب بها.
أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية د.جمال الشلبي، قال إن هناك مقالات تشكل “نوافذ” حضارية وثقافية لروحه نحو “الآخر”، فالمؤلف لم يتردد في أن يتطرق إلى قضايا متعلقة ببعض من “الأنا والآخر”، اللذين يتقاسمان الكون بحلوه ومره، فهو يشير إلى “الأنا”، في الإبداعية للعرب أمثال سميح القاسم، ومحمود درويش، ونزار قباني، وإدوارد سيعد، وخيري منصور، والطيب صالح، وعبد الوهاب البياتي، وفي مقال “الآخر”، يتحدث عن الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ودوره في القضية الفلسطينية، ونيلسون مانديلا ونضاله المقدس من أجل شعبه. ويلفت الشلبي الى النظرة القومية لدى المؤلف، فكتب ضد الحملة التي استهدفت الفنان مارسيل خليفة؛ في مقال له بعوان “ماذا بعد مارسيل”، يقول المقال “ستتكاثر الحملات ضد الرموز الوطنية، هذا عمل ممنهج ومسلسل تدمير للذات لن تتوقف عروضه على المسرح العربي، فنحن على أبواب مرحلة جديدة ستعتبر خطاب المقاومة (كلاسيكيا)، وغير صالح للمستقبل”.
ويوضح الشلبي أن المؤلف يقدم في هذا الكتاب رؤية حول الصراع العربي الإسرائيلي، والموقف القومي، والإحساس الإنساني، حيث استطاع أن يرسم الحاضر عبر رؤى الماضي، وبخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فالمقالات يغلب عليها طابع النقد البناء، والتحليل العميق لواقع السلطة الفلسطينية.
ويشير الشلبي الى أن طهبوب يلتصق بهمومه وقضاياه، وأكثر قدرة على التماهي مع الواقع ليفهم مساره المستقبلي، ففي مقالة له بعنوان “هل يعبر العرب الى القرن المقبل”، يشير الى “الربيع العربي”، الذي اجترعت الشعوب العربية مرارته في العام 2011.
وينوه الشلبي إلى أن المقالات التي صيغت بسياقات مختلفة وفي فترة زمنية تزيد على ما يقارب ربع قرن، تقدم رؤية واستشرافا للمستقبل، كما أن المؤلف رسم في هذا الكتاب حدود “المنطلق السياسي”، الذي كان على الفلسطينيين والعرب أن لا يتجاوزوه في صراعهم مع الكيان الصهيوني، فالكتاب، كما يرى الشلبي، هو “جرس إنذار” لسلطات سياسية لا تسمع كثيرا أو قليلا.
ويخلص الشلبي الى أن الكتاب يعد قصة سياسية وإعلامية، نسجت بحروف وكلمات أدبية مشبعة بفهم عميق للحاضر، وبروح تنبؤية عالية، وجاذبية حقيقية للمستقبل الذي نسعى اليه، ونخشى جميعا من مفاجآته واهتزازاته، مبينا أن الكتاب يثبت من جديد ومرة أخرى، أن الإبداع ليس مجرد كلمات مصفوفة بتناسق، بل هو تناغم الأفكار مع عبق الإنسانية العميق، لحظة البحث عن المستقبل للكون الذي نريد.