وتدور أحداث الرواية التي جاءت في 248 صفحة من القطع المتوسط، حول قصة معلم كان يُدرّس الطباعة على الآلة الكاتبة، قبل أن ينقرض هذا النوع من الآلات وتحلَّ محلَّه وسائل التقنية الحديثة في الطباعة.

ويسترسل المعلم في ذكرياته متنقلًا بين مراحل البدء بهذا العمل، وسفره للخارج من أجل تطوير قدراته والاطلاع على آخر التقنيات في صناعة الآلات الكاتبة، ومراحل عمله في بلده، وكيف آل حاله إلى موظف هامشي بعد أن توقفت حصص الآلة الكاتبة ولم يعد يمارس مهمته التي اعتاد عليها لسنوات طويلة.

ويقرن بطل الرواية بين الآلة الكاتبة وحياة الإنسان، جاعلًا منها شاهدًا على ضرورة الانضباط وعدم هدر الوقت والطاقات فيما لا يفيد.

وتحفل الرواية بالعديد من المشاهد الرمزية التي تحضر فيها شخصيات اصطنعها خيال البطل الذي أراد أن يضفي على كثير من ملامح حياته معنى إضافيًا.

ويختلط الواقع بالخيال عند البطل فيقوده إلى حالات هذيان لا يفرق فيها بين الوهم والواقع؛ الأمر الذي يضفي على السرد مزيدًا من التشويق، ويفتج المجال واسعًا للتأويل واستنطاق النص.

المصدر: بترا