ديوان «طوفان الأقصى» يصدر بمشاركة مئتين وثلاثين شاعرًا عربيًا
عرار:
عمان تلبية للدّعوة التي أطلقها الأستاذ الدكتور صلاح جرار، والشّاعر سعيد يعقوب، وتمّت الاستجابة لها من مئتين وثلاثين شاعرا عربيّا، يُمَثِّلُون مختلف الأقطار العربية، التي تتضمّن الإعلان عن مبادرة لجمع قصائد الشّعراء العرب، في ديوان شعريّ يحمل عنوان «طوفان الأقصى»، تخليدا للعمليّة النّوعيّة والبطوليّة، التي قامت بها المقاومة الفلسطينيّة في السّابع من أكتوبر الماضي، ردا على الإجراءات التعسّفية في معاملة الأسرى الفلسطينيين، في السّجون الصهيونيّة، والتّوسع في بناء المستوطنات، التي قضمت الأرض الفلسطينيّة في الضفّة الغربية، واعتداءات المستوطنين المتكرِّرة على المدنيّين في القرى والمدن الفلسطينية، وما تلا هذه العمليّة من عدوان غاشم غير مسبوق على قطاع غزة، من خلال إلحاق القتل والدمار بالقطاع وسكانه، من المدنيين الأبرياء وذهب ضحيته الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، بهدف تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، ومن ثَمَّ تهجير أبناء الضفة الغربية إلى الأردن، كما ورد ذلك عبر تصريحات قادة الكيان الصهيوني، في مخطّط مُعَدّ مسبقا، لتفريغ الأرض من سكانها الأصليين، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة، صدر حديثا ديوان «طوفان الأقصى»، عن دار الخليج للنشر والتوزيع في عمَّان، في أربعمئة وأربع عشرة صفحةً، من القطع الكبير، وبمشاركة مئتين وثلاثين شاعرا عربيّا. الدِّيوان يضمُّ قصائد جاءت جميعها على نمط الشّعر العربيّ الأصيل «العموديّ»، أُلْحِقَ به فهرسان، الأول يضمّ القصائد مرتبة ترتيبا رقميّا، والثاني يتضمن أسماء الشعراء مرتبة ترتيبا هجائيّا، مزوَّدا باسم الشّاعر وبلده والبحر الشعريّ التي جاءت عليه قصيدته. ديوان طوفان الأقصى الذي عبَّر فيه الشّعراء من خلال قصائدهم عن مواقفهم الثابتة والمبدئيّة في انحيازهم للحقّ الفلسطينيّ، ووقوفهم المطلق مع قضيّة الشّعب العربيّ الفلسطينيّ العادلة، والتّأكيد على حقّه المشروع في مقاومة المحتلّ، والدفاع عن نفسه ومقدساته، ظهرت فيه العواطف الجيّاشة التي تُظْهِرُ محبّة القدس والأقصى والمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، في أرض فلسطين المباركة، وأشادت بالمقاومة الفلسطينيّة التي صمدت في وجه آلة الحرب الصهيونيّة، ومجَّد الشّعراءُ في قصائدهم الشّهداءَ، وصوّروا حجم الدمار الشامل الذي قامت به عصابات جيش الاحتلال الصهيونيّ في قطاع غزة، واستهدافها للأطفال والنّساء، لتكون قصائدهم وثيقة تاريخيّة خالدة عبر الزمن، وشاهدة على جرائم المحتلّ للأجيال القادمة. ديوان «طوفان الأقصى» كتب مقدمته الأستاذ الدّكتور عماد الضمور، أستاذ الأدب والنقد في جامعة البلقاء التّطبيقيّة، والمُخْتَصّ في أدب المقاومة، وممَّا جاء في مقدمته: «... ينبني أدب المقاومة على صراع إيديولوجي عميق بين طرفين: الأوّل محتلّ يمارس عدوانه، وسفكه للدماء، وقمعه للحريات، والثاني شعب أعزل وقع عليه فعل الاحتلال، لكنه متمسك بالدفاع عن هويته القوميّة، ومعتقده الديني بكلّ ما يملك من قوة ماديّة ومعنوية، مستندًا في ذلك إلى رغبة جامحة في رفض الظلم والطغيان، وما يختزنه من إرث عميق. وتكمن أهمية هذا الأدب في إيقاظ الشعور الجمعي للأمة، وبث الفكر النهضوي في المتلقين لما يمتلكه الشعر من سطوة وجدانيّة لا يقل تأثيرها عن حساسية الشعراء للأحداث الأليمة التي تحياها الأمة...». وأضاف الضمور في مقدمته: «.. ديوان ( طوفان الأقصى) الذي كان استجابة عفويّة ومباشرة لصدى الغطرسة الإسرائيلية في قطاع غزة المحتل، حمل شكلاً مهمًا من أشكال المقاومة، إنّها المقاومة الثقافية بكلّ ما تبعثه من شحنات الرفض، والتمرد، وما تريد إيصاله للعالم من ظلم وقع، وعدوان مستمر في ظل تعتيم إعلامي ممنهج، وطمس المحتلّ للحقائق، لذلك فإن قصائد الديوان مهمة من ناحيتين: الأولى، مضمونيّة؛ لما تعكسه من روح قوميّة جامحة، ووهج ثوري دافق، يبعث الحماس في النفوس، ويُعيد لها عنفوانها، والثانية، جماليّة تنبني على رسالة الشعر الخالدة، وتقاليده الفنية الموروثة، وموقعه في ثقافة الأمة، بوصفه باعث الرؤى، ومُلهم الأفكار المتّقدة، ومستقر الذاكرة الجمعيّة التي ترتد إليها الأمة في أحلك الظروف...». وقد توزعت مشاركات الشعراء العرب بحسب الدول العربية على النحو التالي: الأردن 78، فلسطين 24، سوريا 29، اليمن 21، العراق 19، مصر 18، الجزائر10، المغرب 8، عُمان 7، لبنان 3، السعودية 3، قطر 3، موريتانيا 2، ليبيا 2، تونس 1، السودان 1، الكويت 1، وبلغ عدد شاعرات الديوان : خمسين شاعرة موزعة كما يلي :الأردن 15، فلسطين 9، سوريا 9، العراق 5، مصر 4، الجزائر 3، لبنان1، تونس 1، السعودية 1، المغرب 1، اليمن 1. ومن أجواء الديوان نقرأ الأبيات التالية من قصيدة الشاعر العربي الكبير حيدر محمود التي تصدرت قصائد الديوان: «قَدَرٌ أنْ تَسِيلَ مِنْكِ الدِّماءُ/ يا عَروسًا خُطَّابُها الشُّهداءُ/ لسْتِ أرضًا كسائِرِ الأرضِ لكِنْ/ أنتِ في أعْيُنِ السَّماءِ سَماءُ/ مِن هُنا تبدَأُ الطَّريقُ إلى اللهِ وقد مرَّ مِن هُنا الأنْبياءُ/ ويمرُّونَ مِن هُنا كُلَّ ما هــــبَّ نسيمٌ، أو لاحَ مِنها سَناءُ/ لِيقولُوا لِلقادِمِينَ إلى الجَــنَّــــــةِ مِنْها بِكمْ يَطيبُ الِّلقاءُ/ مِن زمانٍ لمْ يحْمِلِ الغيمُ غيْثًا/ مِن زمانٍ ما بلَّ ثغرِيَ ماءُ/ مِن زمانٍ لم يُطْلِعِ الرَّمْلُ ورْدًا/ مِن زمانٍ لم تُمْرِعِ الصَّحْراءُ...». وبحسب اللجنة المشرفة على مبادرة ديوان طوفان الأقصى، فسوف تنظم اللجنة المشرفة على الديوان، التي يرأسها الدكتور صلاح جرّار والشّاعر سعيد يعقوب، حفل توقيع وإشهار للديوان قريبا في عّمَّان تُوَزَّعُ فيه النسخ على الشُّعراء المشاركين بالدِّيوان.