|
عرار:
عمّان- الدستور – عمر أبو الهيجاء يدور كتاب "الأفعال الإنجازيَّة في الخطاب السياسي العُماني (1970- 2015)" حول دراسة الأفعال الإنجازيَّة في خُطب السلطان قابوس. وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 336 صفحة من القطع المتوسط، وضم أربعة فصول ومقدمة وخاتمة، وقائمة بالمصادر والمراجع، وكذلك ملحقًا حول خطب السلطان قابوس. ويقول الدكتور محمَّد بن سالم بن محمَّد الجامودي في مقدمة كتابه: "وتُعَدُّ الأفعال الإنجازيَّة المحورَ الأساس في نظريَّة أفعال الكلام، إذ إنَّ إحداث التلفُّظ هو إنجازٌ لفعلٍ، وإنشاءٌ لحدث. و«إن الاعتقاد بأن الكلام ما هو إلا حدث قوليٌّ وتجنُّب طابع "الفعليَّة" فيه مجانبةٌ للصَّواب، ولأنه ينطوي على إضعافٍ ضمني لأهميَّة اللغة في حياتنا»، ذلك أنه لا يمكن أن تكون اللغة مجرد محاكاة بسيطة للعالم، بل هي أيضًا اقتحامٌ فيه". ويستكمل الجامودي: "وقد دار في خلدنا تساؤلاتٌ ملحَّة، مُؤدَّاها: هل يمكن للكلام أن يُنجز فعلًا؟ وإن كان كذلك، فكيف يمكننا إنجازُ فعلٍ بالكلام؟ وما الطرائق التي يمكن من خلالها أن نُنجز فعلًا بالكلام؟ وكيف نوائم بين المقاصدِ التي نرومها والأساليبِ اللغويَّة التي نستعملها؟ وكيف نوظِّف المعطيات السياسيَّة، والاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والثقافيَّة... وغيرها، في بناء سياقٍ لغوي يمكن أن ننجز به فعلًا؟". ويقول الجامودي أنه بعد دراسة نظريَّة أفعال الكلام العامَّة، ومحاولته الجادَّة لتلبُّسها، ارتأى جدوى تطبيقها على مدوَّنةٍ تضمُّ خُطب السلطان قابوس بن سعيد، ليستبين من خلالها الأفعال الإنجازيَّة، وأنماطها، وأبعادها السياقيَّة، ودلالاتها، وطرائق إنجازها. ويتابع الجامودي في المقدمة: "وفي رأينا أن وجاهة دراسة الأفعال الإنجازيَّة في خُطب السلطان قابوس، يعضِّدها الحاجةُ الماسَّة إلى معرفةِ طبيعة اللغة المستعملة في هذه الخُطب، وتلمُّسِ دورها الإنجازي في مجريات الأحداث التي شهدتها عُمان، ذلك أن هذه اللغة قد واكبت مسيرةَ التنمية الشاملة في البلاد، منذ تولِّي السلطانُ قابوس بن سعيد مقاليدَ الحكم في عُمان، في الثالث والعشرين من يوليو من عام ألفٍ وتسعمئة وسبعين، وتمثَّلت بصورةٍ أكثر وضوحًا في الخُطب السياسيَّة التي كان يلقيها السلطانُ في مناسباتٍ شتَّى، فقد كانت هذه الخُطب منبرًا معهودًا، يتطلَّع إليها الشعب من داخل الوطن ومن خارجه، ويترقَّبها بلهفةٍ وشوق، كما تحظى بمتابعة واهتمام الجهات السياسيَّة والمؤسَّسات الإعلاميَّة في الخارج، ذلك أن السلطان يُطلِع فيها شعبه على مجرياتِ مسيرة النهضة الشاملة التي قادها، وسياساتِ حكومته في الداخل والخارج، ومواقفِها من أحداث العالم ومجرياته، وعن طريقها كان يوجِّه رسائلَ ينشدها، ومقاصدَ يرمي إليها، مستعملًا في ذلك أساليبَ لغويَّة ذات طبيعةٍ إنجازيَّة، هدفها تغيير الواقع والتأثير في المتلقِّين، من منطلق «أن الأقوال التي يمكن أن ينجزها "المتكلِّم"، بالاحتكام إلى قوانين الخطاب النابعة من التفاعل بين اللسانِ والخبرةِ الاجتماعيَّة، هي في نفسها أفعالٌ إنجازيَّة، إنجازيَّة من جهة أنها لسان»، يُنجَز بها ما يُراد من المؤسَّسات الحكوميَّة، وما على عامَّةِ الشعب أن يُسهموا به من متطلَّبات التنمية الشاملة للبلاد، في مراحلها المختلفة، وما يُستجلَى من خططٍ ومهمَّات، تُستشرَف بها الآمالُ والطموحات والتطلُّعات. ولقد كانت هذه الخُطب وسيلةً لمخاطبة الآخر، خارجَ الوطن، ممَّن له علاقةٌ بالشأن العُماني، دولًا كان أو أفرادًا، وتوجيه رسائلَ إليه صريحةً كانت أو ضمنيَّة، مباشرةً أو غير مباشرة". يذكر أن د. محمد الجامودي باحث عماني حاصل على شهادة الدكتوراة في فلسفة اللغة من جامعة السلطان قابوس. له العديد من الكتب والأبحاث العلمية المنشورة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 20-02-2024 07:24 مساء
الزوار: 312 التعليقات: 0
|