صدر حديثاً عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ديوان «أرق على ورق» للشاعر راكان المساعيد. يضم هذا الديوان باقات نسجها الشاعر من خلجات النفس والروح والذاكرة، نظمها الشاعر متسلحاً بعلمه وبتجربته الإبداعية على مدى سنوات، فالشاعر صاحب خبرة في المشهد الثقافي على امتداد الوطن، فهو لا يكتب الشعر فقط؛ بل يراجع نفسه ليختار المفردات التي تناسب موضوع قصيدته والصور الشعرية التي تحملنا لعالم الجمال والروعة. المساعيد يعالج في ديوانه الكثير من المواضيع الوطنية والسياسية والوجدانية والدينية، فتتميز قصائده بحس عاطفي وطني، فيراعي أهم أسس وعناصر الإبداع الأدبي والفني بصدق المشاعر النابعة من تجارب شخصية ومعاناة ذاتية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ليكتب عنها بحرارة، ووصف معاناة الشعب الفلسطيني وكل حر نبيل وغيور على العالم الإسلامي والعربي. كما حظيت الأردن ومدنها باهتمام الشاعر؛ حيث عزف لها بكلماته ومفرداته ما يليق بها، وتوقف على أبوابها مفتخراً بجمالها وتاريخها، وبرع بتوظيف الحكمة والموعظة والأسلوب الراقي، فنراه بهذا الديوان يعظ الشباب ببعض قصائده، بموهبة وقدرة لغوية بلا تكلف. وحاول الشاعر جاهداً أن يقترب من الحقيقة التي يعيشها مقدماً الأدلة التي تذكرنا بما يصدمنا ويوقظنا، بالفرز أو الملاحظة أو المقارنة ما بين الوقائع الأخرى، ولا يخلو الديوان من الرؤية المستقبلية أو رؤيا الذاكرة فنجد الشاعر يحاول أن ينتقل بنا ما بين شواطئ الوعي والآوعي. واللافت في الديوان أن الشاعر وظف كل أنواع الشعر بكلماته المتناوبة بين المدح والفخر والغزل والرثاء.